"كل الشهور يوليو".. كل شىء مشتعل

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كتب أحمد إبراهيم الشريف
عندما تقرأ جملة "كل الشهور يوليو" على الغلاف الأمامى لـ رواية إبراهيم عيسى الجديدة، والصادرة مؤخرا عن دار الكرمة، سوف ينتابك شعور بأن الرواية تدور حول ثورة يوليو 1952، وهذا الشعور صحيح تماما، وإن انتابك إحساس بأنك ستلاقى عالمًا مختلفًا كأنك تقرأ عنه للمرة الأولى فإن إحساسك سليم أيضا.
 بالطبع نعرف إبراهيم عيسى، نعرفه كاتبا صحفيا، وروائيا، وإعلاميا، ومثقفا نشيطا، والأهم أننا نعرفه مغرما بالأمور الشائكة، مغرما بالأحداث المتوترة، فى التاريخين العربى والإسلامى، لذا كان اختياره لـ ثورة يوليو يتفق تماما مع مزاجه فى الكتابة، وبرغبته الملحة على إثارة الجدل.
 
 وللعلم، هو، لم يتجاوز الـ 6 أشهر الأولى من تاريخ الثورة فى روايته، ولكنها 6 أشهر حاشدة تستحق رواية من 700 صفحة تقريبا، فقد استطاع إبراهيم عيسى أن ينقلنا عبر آلة زمن كى نجد أنفسنا فى ليلة 23 يوليو1952، نشاهد جنودا يتحركون بقيادة الصاغ يوسف صديق، واللواء محمد نجيب فى بيته يجلس بجانب التليفون فى انتظار مكالمة سوف تقلب العالم، والملك فاروق يقضى مصيفه فى الإسكندرية، والبرلمان تم حله، والنحاس باشا زعيم حزب الوفد خارج مصر ومعه "نجم الوفد" فؤاد سراج الدين، ورئيس الحكومة "نجيب الهلالى" يصرخ "أنا قرفان" والإخوان متربصون ومنتشرون داخل المؤسسات المهمة، كل ذلك يؤكد أن ليلة 23 يوليو كنت ساخنة بالفعل.
وقد جاء على الغلاف الأخير للرواية "أن إبراهيم عيسى ينقذ التاريخ من العواطف" هذه جملة مهمة وعلينا أن نضع تحتها خطًا، لكن لا نصدقها تماما، ولا نكذبها تماما، لا نصدقها تماما، لأنه بعد الانتهاء من الرواية ستجد صوت "إبراهيم عيسى" واضحا تماما، ستجد نبرته واضحة، وحسه الإعلامى واضح، وتعليقاته على ما حدث واضحة، ولا نكذب ذلك لأن "عيسى" اعتمد على مراجع وقصص وحكايات.
 
من ناحية أخرى نسأل: هل على الأديب أن ينقذ التاريخ من العواطف؟ أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال صعبة، بل أظن أننا لا يجب أن نوجه مثل هذه الأسئلة إلى الكاتب الأدبى من الأساس، لأن فن الرواية فى أصله عمل قائم على "الحكاية" التى تنطلق فى الأساس من وجهة النظر والخيال.
ولو توقفنا عند بعض الشخصيات فى الرواية سنجد الملك فاروق راغبا فى الفرار دائما، يتأرجح بين العدمية والصوفية، ولكن إبراهيم عيسى قدمه عالما بالمستقبل ومتوقعا للأحداث، ومبصرا لما بين السطور، أما محمد نجيب فهو رجل طيب وطنى مخلص ومع الوقت راحت الأضواء والهتافات تمثل له معنى وتسيطر على قلبه وروحه، أما جمال عبد الناصر فكان الرجل الأكثر ذكاء فى الرواية كلها، يمسك بكل الخيوط، ويفاجأ الجميع بعلاقاته المتعددة.
فى الرواية سوف نلتقى بالعديد من الشخصيات التى لم تأخذ حقها من الشهرة الشعبية يأتى على رأس هؤلاء كل من سليمان حافظ والسنهورى باشا وكيف صاغ هذان الرجلان الكثير من القوانين، وكيف شكلا كل شيء، سنجد حضورا طاغيا لـ مصطفى أمين وجريدته التي أشعلت كل شيء، وفى الرواية سنجد قصصا كثيرة وكواليس عديدة وبوتريهات مميزة لكل رجال هذه الفترة، وسنشعر بالفعل أن العالم مشتعل.
لقد بذل إبراهيم عيسى جهدا كبيرا فى هذه الرواية، فقد سعى خلف ثغرات ليملأها، وعرض المسكوت عنه، واستنطق الصامتين، ومنح فرصة للمختفين بعيدا عن كتب التاريخ كى يدلون بأصواتهم ويقدمون رأيهم فى مرحلة مهمة من تاريخ مصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القبض على المتهم بالتحرش بسيدة فى الفيوم

نائب وزير التربية والتعليم: تنسيق منفصل للثانوية العامة والبكالوريا

الانتقال الجماعى شعار الميركاتو الصيفى فى الدورى المصرى.. ثنائى فاركو الأحدث

أسر ضحايا حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا


صوت أمير عيد بأغنية نقطة بيضا فى الحلقة السابعة من مسلسل مملكة الحرير

مجهول انتحل شخصية وزير خارجية أمريكا وتواصل مع مسئولين برسائل نصية وصوتية

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

رئيس الوزراء يرأس غدا اجتماع الحكومة الأسبوعي ويعقبه مؤتمر صحفى


تأكيداً لـ "اليوم السابع" الاتحاد السكندرى يضم محمود عجيب موسماً على سبيل الإعارة

دين هويسن يلحق بنهائي كأس العالم للأندية حال تأهل الريال

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

نبيل الكوكى يستعرض مهاراته على هامش المران الصباحى للمصرى.. فيديو

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

رجال الحماية المدنية يواصلون عمليات التبريد لحريق مبنى سنترال رمسيس

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى