لماذا تطلق الكنيسة مصطلح "مثلث الرحمات" على البطاركة والأساقفة المتوفين؟

تستخدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مصطلح "مثلث الرحمات"، على البطاركة والأساقفة والمطارنة المتنيحين "المتوفين"، فيقال على البابا الراحل البابا شنودة الثالث في الكنيسة: "مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث".

وبحسب المفهوم المسيحي، مصطلح "مثلث الرحمات"، يعني أنك لا تطلب رحمة واحدة فقط كما في القول "الله يرحمه"، بل يرحمه بالثلاثة "مثلث الرحمات" وهي عبارة بها زيادة في الرحمة بالنسبة للمتنيح، أو الرحمة الكبيرة، أو الكاملة، وقد يكون المعنى شبيه بمعنى الإكليل.. كأن حصل الشخص على إكليل البتولية لكونه راهبًا، وإكليل الرعاية، وإكليل التعليم أو غيره.
 

 

وبحسب تفاسير عديدة للمصطلح بحسب الكنيسة القبطية فهو شبيه بعبارة "مثلث الطوبى"، بمعنى (مثلث البركة) والتي تعني "السعيد سعادة كاملة"، أو "الفَرِح فرحًا كبيرًا"، وهناك تأمل آخر للمعنى، رحمة لأنه مُعَمَّد بالروح القدس، ورحمة لأنه سيمَ كاهِنًا بالروح القدس، ورحمه لأنهُ سيم أسقفًا بالروح القدس، وبالطبع هذه العبارة لا تُقال إلا على المتنيحين.

 

تاريخ مصطلح مثلث الرحمات 

 

أصدر الباحث جوزيف ممدوح توفيق، كتابا عام 2017 بعنوان "ما معنى مصطلح مثلث الرحمات"، قال خلاله: "بحثت كثيرا في التاريخ الكنسي الآبائى على مصطلح مثلث الرحمة ولم أحصل على أى مرجع واحد يشير إلى استخدام هذا المصطلح في الكنيسة الأولى يمكن لعدم توفر مراجع كافية أو لم يستخدم فعلا في هذه الفترة، ولكن يقال إنه ابتدأ من القرن التاسع عشر تقريبا ولا يوجد حتى الآن أي مرجع يحدد تاريخها يمكن العثور على مرجع الأيام المقبلة.

 

تفسير مصطلح مثلث الرحمات؟

 

ويقول الباحث جوزيف ممدوح توفيق، بالنسبة لمعني المصطلح فإن المسألة تحتاج إلى نظرة تأملٍ في نهايتها نصل إلى الجواب، مضيفا، كل مطرانٍ وبطريرك هو رئيس كهنة كرّس كل حياته لأجل قيادة رعيته إلى ملكوت الله ومات وهو يعمل بهذه الغاية الأمر الذي قال عنه ربنا له الجّد): يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت الله)، ( مت19: 12) وبما أنه تنيح (مات) وهو مكرّس بالثالوث الأقدس لذا فيقال عنه (مثلث الرحمة) لذلك فأن تعبير مثلث الرحمة، يعني أن خادم الرب قد أدى رسالته المكرسة لخدمة المسيح بنعمة الثالوث الأقدس. وبنعمة الثالوث الأقدس قد تنيح "إي رقد" على رجاء القيامة لكي يجازى على خدمته.

 

 

لماذا مثلث؟

 

الرقم ثلاثة في الكتاب المقدس هو رقم الكمال الإلهي لأنه يشير إلي الثالوث القدوس إي طبيعة الله في كماله، بحسب الباحث جوزيف ممدوح توفيق، الذى تابع في كتابه، الثالوث هو الكمال والإنسان ليس كاملا لكني لا أقول إنه ملئ برحمات كاملة. لكن أطلب له إن يرحم كثيرا أو يرحمه الله رحمه كاملة، كما قال مثلث الرحمة قداسة البابا شنودة الثالث يرحمه بالثلاثة بمعنى ليبست رحمة واحدة لكن إلف رحمة وأكثر ويتم تمثيل العدد الرمزي الكبير بالرقم ثلاثة، وهو يشير إلى الكمال أيضا من جهة إن إي جسم يجب أن يكون له ثلاث إبعاد (طول – عرض – ارتفاع) فهو يشير إلى كل ما هو واقعي وحقيقي ومتين كامل وجوهري، وكما ظهرت الحياة على الأرض في اليوم الثالث من الخليقة ممثلة في الثمار والبزور. الرقم ثلاثة وتكراره بكثرة ما هو إلا الدليل الذي يُمثل إرادة الرب وعمله.