هل نعيش فى مجتمع جاهلى؟.. الرد على أهل التطرف

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
لا يتورع المتطرفون على رمى المجتمعات بالإسلامية بالكفر ووصفها بالجاهلية، لكن كيف يرد رجال الدين المعتدلين على مثل هذه الاتهامات، هذا ما سنعرفه بعد اطلاعنا على سلسلة "رؤية" الصادرة بالتعاون بين وزراة الأوقاف والهئية المصرية العامة للكتاب.ومن هذه السلسلة كتاب "ضلالات الإرهابيين وتفنيدها" والذى فيه عنوان "الرد على ضلالة وصف المجتمعات الحالية بالجاهلية":

وهنا سؤلان، الأول: هل يصح إطلاق لفظ الجاهلية دون تقييد؟ والثاني: هل يصح وصف المجتمعات الحالية بهذه الكلمة (الجاهلية)؟

وفى الجواب عن السؤال الأول نقول :

لا يصح بحال من الأحوال، لأن الكلمة إذا أطلقت دون تقييد فإنها تشمل العقيدة والأخلاق والعبادات والمجتمع كله، إذ اللفظ العام ينصرف إلى كل أفراده، واللفظ المطلق يشمل كل أجزائه، ما لم تأت قرينة أخرى، ومن هنا يصير المجتمع كله عند وصفه بالجاهلية جاهلي العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات والأحكام والسلوك، وهذا خطأ فادح، إذ أن جاهلية العقيدة لا تعنى غير الكفر والباقي قد يكون خليطا بين الكفر والمعاصي ومن المعلوم بديهة أن الإنسان إذا اعتقد أن حكم الجاهلية أحسن من حكم الله ومن شريعته التى أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يكفر بذلك، أما إذا اعتقد أن حكم الله هو الأفضل والأحسن لكن ظروفا تقوم مقام الضرورة اضطرته إلى العدول عنه إلى حكم آخر فإنه لا يكفر بذلك، والضرورة كما تعترى الأفراد تعتري الدول، مع الأخذ فى الاعتبار أن الضرورة تقدر بمقدارها.
ضلالات
 

وفى الجواب عن السؤال الثاني نقول:

الجاهلية فترة من الفترات الزمنية، وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الفترة -  أعنى فترة ما قبل الإسلام -  بالجاهلية، وهى الفترة التى سبقت الإسلام بنحو ما بين خمسين ومائة  إلى مائتي عام.
 ويرى بعض المتطرفين أنها ملة أو وصف لملة، ومن هنا يمكن أن تتجدد، وعندما ننظر فى قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأبى ذر الغفاري رضى الله عنه "إنك امرؤ فيك جاهلية" وقوله صلى الله عليه وسلم "ما بال دعوى الجاهلية؟" عندما قالوا يا رسول الله كسع "ضرب" رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال "دعوها فإنتها منتنة" نرى أن البين من هذين الحديثين وغيرهما أنه يقصد بالجاهلية بعض السلوك والعادات، وليس الحكم على هؤلاء ولا غيرهم بالكفر، كما تذهب هذه الجماعات المتطرفة.
ولا يجوز مطلقا – أن يربط بين الحكم على سلوك فرد ما وبين الحكم على المجتمع كله بلفظ الجاهلية وأول قاعدة من قواعد الحكم على المجتمع بأنه مجتمع إسلامي: قبوله الإسلام دينا بالنص الرسمى، أو بالقول اللساني. وأبرز ظاهرة تدل على إسلامه وتمنع رميه بالكفر أو بلفظ الجاهلية هى إعلان الأذان للصلاة وشيوع شعائر الإسلام فى المجتمع.
 
وعليه فلا يجوز تكفير المجتمع بكفر قلة إن وقع، ولا وصفه بالانحلال العام، لانحلال قلة منه إن حدث، ولا رميه بالجاهلية لفعل شخص ما فعلا من أفعال الجاهلة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد قليل.. مؤتمر الهيئة الوطنية لكشف مستجدات الاقتراع بانتخابات النواب

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

هطول أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة بشمال سيناء.. صور

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء


رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة


الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من جزيرة كريت على متنها مصريين

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

متفوقا على رونالدو.. مرموش ضمن أفضل مهاجمى العالم قبل أمم أفريقيا

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى