اللقاح الدافئ .. الهند تطور لقاحا لكورونا يتحمل درجة حرارة الصحراء

يعلم المتخصصين أن عمليات تخزين اللقاحات من أعقد وأصعب العمليات التي تعيق في الكثير من الأحيان عمليات التوزيع، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى ميزانية مرتفعة لضمان وجود اللقاحات في بيئة لها درجة حرارة معينة تقيها من التلف.

تخزن اللقاحات عادة في "سلسلة تبريد" بهدف علميات النقل والتخزين، حيث تحافظ على استقرار حرارتها بنسبة تتراوح بين 2 درجة إلى 8 درجات، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن أغلب اللقاحات المصنعة ضد مرض "كوفيد 19"، والتي لا تزال في مراحل التطوير والاختبار، تحتاج إلى حفظها في برادات تقل حرارتها عن صفر درجة.

لكن علماء الهند يعملون بجد وجهد كبير لتخطي هذه المشكلة من خلال محاولة ابتكار لقاح يستطيع تحمل درجات الحرارة العالية في فصل الصيف، حيث ترتفع الحرارة في الهند صيفا لتصل إلى حوالي 50 درجة مئوية تقريبا، ويعمل علماء الهند على إنتاج لقاح جديد قادر على تحمل هذه الدرجات العالية التي تشهدها البلاد، وأطلقوا عليه "اللقاح الدافئ"، وفقا لـ "بي بي سي" .

وأشار العلماء إلى أن اللقاح الجديد قادر على تحمل درجات عالية تصل إلى حوالي 100 درجة مئوية لمدة 90 دقيقة، ويمكن تخزينه في درجات حرارة تبلغ 37 درجة مئوية لمدة شهر، وهي ظروف مثالية جدا للعالم العربي والشرق الأوسط، وقال عالم الفيزياء الحيوية وبروفيسور في معهد العلوم الهندي راجهافان فراداراجان، "حصلنا على نتائج جيدة"، بعد تجربة اللقاح على الحيوانات، والآن في مرحلة انتظار التمويل للاختبار على البشر.

وتعد اللقاحات التي تتحمل درجات الحرارة العالية من اللقاحات النادرة، ومنحت منظمة الصحة العالمية ثلاثة لقاحات للاستخدام في درجات حرارة عالية (40 درجة) وهي لقاح التهاب السحايا، وفيروس الورم الحليمي البشري، والكوليرا، وتعتبر هذه اللقاحات فعالة جدا ومفيد في حالات الاستجابة الطارئة والواسعة النطاق خصوصا في المناطق النائية.

وبحسب المصادر، تعمل الهند على إنتاج حوالي 400 إلى 500 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا المستجد وتخطط لتلقيح 250 مليون شخص في الفترة الممتدة من يناير ويوليو من العام القادم.