طاغور وخطيئة فقدان الإيمان بالإنسان

محمد ثروت
محمد ثروت
بقلم محمد ثروت
في بداية حياتي الجامعية بكلية الآداب جامعة القاهرة أقنعني شاعر النوبة الراحل محي الدين صالح بالانضمام لرابطة الأدب الإسلامي العالمية التي أسسها الداعية والمصلح الهندي مولانا أبو الحسن الندوي (1914-1999)، وكان مقرها بجمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس، ثم انتقلت بعد ذلك لمقر مستقل بحي عابدين.
 
   كانت المعركة القديمة الجديدة بين المثقفين والأدباء حول رفض مصطلح الأدب الإسلامي، باعتبار أن الأدب إنساني في الأساس، ولا يمكن ربطه بدين معين، واقترح البعض حلا ذلك بتسميته "أدب الشعوب الإسلامية"، وقد حضرت معركة في رابطة الأدب الإسلامي حول اعتبار الشاعر والفيلسوف الهندي البنغالي رابندرانات طاغور (1861-1941) شاعرا إنسانيا أم إسلاميا؟ 
 
   تزعم الفريق القائل بأن طاغور ينتمي للأدب الإسلامي الشاعر الدكتور عبده زايد، والدكتور المؤرخ عبد الحليم عويس، والكاتبة سهيلة الحسيني،  بينما رأيت ومعي عدد من أعضاء الرابطة أن طاغور مدرسة إنسانية مهما كانت ديانته حيث كان والده يفندرانات من كبار روحانيي البنغال، ملقبا بالقديس وكان زعيما روحيا لطائفة البراهمة، فترعرع طاغور على الصلوات، وهي تنشد بأعذب الألحان الصوفية الشجية، لذا جاءت نشأة طاغور دينية، لكنه تجازوها إلى البعد الإنساني العالمي في أشعاره وكتاباته.   
 
 لقد زار طاغور صاحب نوبل في الأدب (1913) مصر والتقى أمير الشعراء أحمد شوقي (ديسمبر 1926)، وزار الأزهر والتقى الإمام الأكبر الدكتور مصطفى عبد الرازق وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، كما زار الصين واليابان، واستمد منها كتابه " اليراعات" وهو عبارة عن مجموعة أمثال وحكم وأقوال مأثورة كتبت في الأصل على قطع من الحرير في الصين واليابان التي زارها طاغور وجمعها في مفكرته، ونشرت بالإنجليزية لأول مرة في عام 1928، وتحمل في مضمونها صورا عن الحب والحياة والجمال والمقدس.
 
" آمن طاغور بالإنسان أولا وقبل كل شيء وهو القائل "مهما يكن من شيء فإني لن أرتكب الخطيئة الخطيرة: خطيئة فقدان الإيمان بالإنسان، والرضوخ للهزيمة التي حاقت بنا في الوقت الحاضر على اعتبارها نهائية وحاسمة ".
 
ومن منطلق إيمانه بالإنسان قام طاغور بدراسة الاديان وترك لنا دراسة مهمة بعنوان “دين الإنسان" وفيها يقول طاغور "إن كل طفل يولد في عالمنا هذا هو آية حية تقول لنا إن الله لا ييأس من بني الإنسان". 
 
إن المعركة لا يجب أن تكون في مصطلح قيم دينية أو إسلامية أو بوذية أو هندوسية وما تلك إلا قيم إنسانية، لكن الأساس في الجدال ينبغي أن يكون حول من يطبق القيم بشكل عملي، ويؤمن بالإنسان كما آمن به طاغور.  أفلا تعقلون؟          
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

هل يودع شيكابالا الزمالك بعد زيزو وشيفو والمثلوثى؟

أزمة تمويل حرب إيران وغزة تفجر خلافا بين وزارتى الدفاع والمالية فى إسرائيل

الطقس يوقف 7 مباريات بمونديال الأندية.. وكأس العالم 2026 فى خطر


الابتسامات ترسم الوجوه.. طلاب الثانوية العامة: امتحان الإنجليزي سهل ومباشر

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة


بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

التحريات تكشف ملابسات مصرع سيدة سقطت من عقار فى مدينة 6 أكتوبر

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى