"شيماء" عملت أزياء لمرضى العمليات الجراحية للتخفيف عنهم.. مزجت الموضة بالإنسانية

خضع زوجها لعملية جراحية في كتفه منذ 7 سنوات، فأصبح ارتداء ملابسه من المهام الصعبة والمؤلمة في نفس الوقت، ففكرت والدتها وهي السيدة فاطمة خاطر في تصنيع "تيشيرت" واسع يسهل عليه المهمة، وكانت هذه هي شرارة البداية التي دفعت المهندسة شيماء النجار لتصميم أزياء مخصصة لمرضى العمليات الجراحية.

المهندسة شيماء النجار

تخرجت "شيماء" التي تبلغ من العمر 36 عامًا في كلية الهندسة قسم العمارة، إلا أنها تربت داخل منزل يمتهن صناعة الملابس منذ 40 عامًا، وعن ذلك قالت: "أنا مولودة في مهنة صناعة الملابس لأن عندنا مصنع ملابس بقاله 40 سنة."

وتحكي "النجار" لـ "اليوم السابع" بداية فكرة الملابس المخصصة لمرضى العمليات الجراحية قائلة: "من 7 سنين جوزي عمل عملية في كتفه وما كانش عارف يلبس هدومه ولا يحرك كتفه ومامتي عملتله تيشرت واسع عشان يقدر يدخل فيه دراعه من غير ما يحركه، وبعدها بدأنا نشتغل على الناس اللي بتعمل عمليات، وبدأت الفكرة."

بنطلون مخصص للعمليات الجراحية

بنطلون مخصص لمرضى العمليات الجراحية

وأضافت "شيماء النجار" أن الفكرة في البداية اقتصرت على الأهل والأصدقاء فقط، لكنها قررت تحويل الأمر لفكرة عاملة منذ عام واحد فقط، حيث صممت بنطلون لشخص أجرى عملية في قدمه، فضلًا عن أختها التي خضعت لعملية تطلبت تركيب "درنقة" ورؤيتها للمعاناة التي كانت تعيشها، فقررت التخفيف من آلام المرضى بتلك التصميمات.

تصميم لإصابات الذراع

تصميم لحمل الدرنقة

"فكرت ليه ما يبقاش براند، وعشان أقدر أعمل لبس فيه مكان للدرنقة أو القسطرة، اتواصلت مع دكتور استشاري جراحة عامة قالي أماكن العمليات، وبتحتاج لإيه، لإني مش عارفة أماكن الجروح فين، وهو ساعدني في المعلومات دي، وبيعرفني إيه الجزء من الجسم اللي صعب يحركه بعد العملية عشان أعمله ملابس مناسبة لحالته" تلك هي مراحل التجهيز للأزياء قبل تصنيعها كما قالت "شيماء".

وأكدت أن الطبيب أعجبته الفكرة كثيرًا، خاصة أنه أيضًا يعاني أثناء محاولة الاطمئنان على الجرح، وأضافت: "يعني لو حد عنده جرح في رجه وعاوز يكشف عليه، بالشكل داه بيفتح الجزء المخصص ويكشف من خلاله."

تصميم للعمليات الجراحية

تصميم لمرضى العمليات الجراحية

وعن السبب الذي شجعها على تعميم هذه الفكرة قالت إن الحالة النفسية للمريض كانت الدافع الأساسي لذلك، فعلى سبيل المثال هناك أشخاص يعيشون حياتهم بأكمها وهم يحملون القسطرة، كما أن مريضات سرطان الثدي يحملن معهن درنقة لمدة 10 أيام تقريبًا بعد الجراحة مما يصعب مهمة ارتداء الملابس بسهولة عليهن، فصممت لهن جاكيت يحتوي على جيوب داخلية يمكن وضع الدرنقة فيها بسهولة.

وأضافت المصممة شيماء النجار أنها لا تمتلك تصميمات ثابتة للملابس الخاصة بالمرضى، لأن كل مريض له حالته الخاصة التي تتطلب تصميم خاص أيضًا، لذا فهي تعمل على تصميم ملابس لكل حالة على حدا، حي يتواصل المريض معها ويخبرها بالعملية التي سيخصع لها وموعدها، وتقوم بدورها بالتواصل مع الطبيب للتعرف على ماهية العملية الجراحية، وما يمكن أن يحتاجه المريض، وبعدها تبدأ مرحلة التصميم.

تصميم مخصص لإصابات القدم

تصميم مخصص للجبس

وتحدثت عن الخامات التي تستخدمها في صناعة الملابس المخصصة للمرضى قائلة: "مامتي هي أساس الفكرة دي، وشجعتني اشتغل فيها بجد، وكوني مولودة في صناعة الملابس دا ساعدني اعمل ديزاين كويس، واختار خامات مصنوعة من مواد طبيعية مضادة للبكتيريا، لأن على عكس المعروف فيه خامات أحسن من القطن زي المودال والتنسل، ودي مواد طبيعية مستخرجة من خشب الزان، لأني لازم اختار قماش يريح المريض فلازم تبقى حاجة تمتص العرق وما تضايقش جلده."

تصميم مخصص لمرضى العمليات الجراحية

واختتمت حديثها مع "اليوم السابع" عن حلمها قائلة إنها تحلم بوصول الفكرة لكل المرضى والمستشفيات على حد سواء، وأن هدفها هو مساعدة أي مريض، وتخفيف الألم النفسي والحركي الذي يعاني منه بعد العملية عنه، خاصة أن المكان الوحيد الذي فكر في هذا الموضوع كان في إنجلترا ولكنه يولي اهتمام أكبر بذوي الاحتياجات الخاصة.