هونج كونج تختار 3 لقاحات فعالة لفيروس كورونا.. سينوفاك وفايزر واسترازينيكا

كشفت صحيفة SouthChina، عن أن حكومة هونج كونج قامت بموازنة العوامل العلمية، واللوجستية، والتجارية، والسياسية قبل اختيار الشركات المصنعة لتزويد الملايين من لقاحات فيروس كورونا لسكان المدينة، وفقًا لخبراء الصحة ومطلعين على مقربة من عملية الاختيار.

وأشار كل من الدكتور ديفيد هوى شو تشيونج، خبير طب الجهاز التنفسي فى جامعة هونج كونج الصينية، إلى القرارات التى كانت وراء إعلان زعيم المدينة، التوصل إلى اتفاقيات لتأمين 7.5 مليون جرعة لكل من سينوفاك Sinovac Biotech وشركة فايزر Pfizer-BioNTech

وقالت الصحيفة، ستوفر سينوفاك مليون جرعة الشهر المقبل، بينما ستوزع فايزر مليون جرعة أخرى، عبر شركة فوسون فارما، فى الربع الأول من العام المقبل، وهناك صفقة ثالثة مع استرازينيكا AstraZeneca، تشمل أيضًا 7.5 مليون جرعة، قيد الإعداد.

وأشادت كاري لام الرئيس التنفيذية لهونج كونج بالتطوير باعتباره لحظة "اختراق" وقالت إن الحكومة مستعدة لشراء ما يصل إلى 30 مليون جرعة لضمان حصول سكان المدينة البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة ، على جرعتين إذا أرادوا، مضيفة أن المخطط سيكون مجانيا وطوعيا.

وتأتي اتفاقيات الشراء المسبق التي تم التفاوض عليها مباشرةً مع مصنعي اللقاحات على رأس آلية شراء مبادرة كوفاكس العالمية التي تديرها منظمة الصحة العالمية (WHO) ، جنبًا إلى جنب مع منصتين أخريين وهما جافى، Gavi و Coalition for Epidemic Preparedness Innovations التي انضمت إليها المدينة.

وقال البروفيسور جابرييل ليونج، عميد كلية الطب بجامعة هونج كونج، الذى يقدم مع خبراء آخرين المشورة للمسؤولين بشأن اختيار اللقاح، إن المدينة اتخذت القرار الصحيح إلى حد كبير، واستندت في قرارها إلى عوامل علمية وتجارية، لافتا إلى أن سينوفاك تستحق الظهور كفائز نهائي حيث أنها كانت واعدة من بيانات التجربة الأولى والثانية التى تمت مراجعتها ونشرها فى المجلة المرموقة  The Lancet

وقال عالم الأوبئة: "لمجرد أن Sinovac لم تنشر بيانات المرحلة الثالثة لا يعني أن البيانات ستكون سيئة".

وقال ليونج إن شركتي Pfizer-BioNTech وAstraZenecaكانتا أيضًا منتصرين جديرين، حقق الأول، الذي طورته الشركات الأمريكية والألمانية، أفضل النتائج في المرحلة الأخيرة من عملية الاختبار السريري، حيث يمكن أن توفر حقنتان، يتم تناولهما على بعد 21 يومًا، حماية تصل إلى 95 % ضد فيروس كورونا.

وقد تم اعتباره آمنًا وفعالًا وحصل على الموافقة التنظيمية في بريطانيا وكندا والبحرين والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، تستخدمه بريطانيا في أول تلقيح جماعي في العالم لمواطني دولة ما.

لقاح سينوفاك لا يتطلب برودة فائقة

وقال المستشار البروفيسور ديفيد هوى شو تشيونج، من الجامعة الصينية، إن الحكومة كانت محقة في تبني نصيحة الخبراء لتنويع المخاطر من خلال شراء لقاحات مصنوعة من "منصات تكنولوجية" مختلفة، من المزايا المهمة للقاح سينوفاك Sinovac أنه يحقن نسخة ميتة من الفيروس في الجسم لتوليد المناعة، وهي طريقة تقليدية ومثبتة تُستخدم بالفعل لعلاج التهاب الكبد A، والأنفلونزا، وشلل الأطفال، وداء الكلب.

ولاحظ أن الآثار الجانبية لهذه التكنولوجيا المحتملة الصداع والطفح الجلدي.

من ناحية أخرى، فإن لقاح فايزر Pfizer-BioNTech هو نوع جديد من اللقاح يستخدم أجزاء من الشفرة الوراثية، أو الحمض النووي mRNA، من الفيروس الوبائي لإعطاء الجسم "ذاكرة مناعية" وتعليمه كيفية محاربة Covid-19 في المستقبل.

وأشار هوي إلى أن فوائد هذه التقنية التجريبية هي أنها ولّدت حتى الآن استجابة جيدة للأجسام المضادة للفيروس ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة بسهولة، تكمن الصعوبة في الاعتماد على التخزين البارد، في حالة شركة فايزر Pfizer-BioNTech ، في ثلاجات عند درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر، كما قال هوى، يتطلب تقنية التوزيع.

واستشهد هوى بشرح الحكومة بأن المورد، فوسون فارما، سيضمن سلامة سلسلة التوريد، والتي ستستغرق حوالي 20 ساعة حتى تصل اللقاحات الأوروبية الصنع إلى هونج كونج، "لقد تم حل الصعوبات الفنية، وأعتقد أن هذا هو سبب اختيار اللقاح."

قال مصدر من شركة Fosun Pharma للصحيفة إنها ستبقي اللقاحات عند 70 درجة تحت الصفر المطلوبة باستخدام الثلج الجاف في جهاز تخزين بارد مع وظيفة تتبع GPS، سيتم تخزين الجرعات في الثلاجات في نفس درجة الحرارة عند الوصول إلى هونج كونج ونقلها بين درجتين وثماني درجات مئوية في المركبات إلى مواقع التلقيح، حيث سيتم الاحتفاظ بها عند درجة الحرارة هذه في الثلاجة لمدة صلاحية أقصاها 5 أيام.

لكن ليونج حذر من أنه حتى بعد بدء التطعيم الشامل، لا يمكن لسكان هونج كونج أن يأخذوا حذرهم من انتشار Covid-19.

وقال إن المراقبة بعد التطعيم ضرورية لتحديد ما إذا كانت هناك أي آثار سلبية خطيرة، مضيفًا أن وزارة الصحة بدأت بالفعل في إنشاء نظام مراقبة لهذا الغرض.

قال ليونج: "لقد اشتملت التجارب السريرية على عشرات الآلاف من المشاركين فقط، لكن بعض الأمراض النادرة يمكن أن تظهر مرة أو مرتين في كل 500 ألف شخص أو مليون شخص".

لقاح كورونا الصينى

وقالت الصحيفة، سيحتاج سكان هونج كونج أيضًا إلى الاستمرار في ارتداء الأقنعة، ومراقبة ممارسات النظافة الجيدة لبعض الوقت بعد التطعيم، حيث لا يزال من الممكن إصابة بعض الأشخاص بفيروس كورونا.

قال ليونج إن لقاح استرازينيكا AstraZeneca ، على سبيل المثال ، يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بأعراض مرضية ناشئة عن فيروس كورونا بنسبة تصل إلى 90% ، ولكن يمكن أن يقلل فقط من فرص الإصابة بنسبة تزيد قليلاً عن 50%.

وقال "لهذا السبب لا يزال سكان هونج كونج بحاجة إلى مواصلة عملهم الجيد في ارتداء الأقنعة لمنع انتشار المرض".