سيدة المطرقة والسندان .. "بدور" تحمل "المرزبة" يوميا لمساعدة زوجها.. وتؤكد: بساعد "فؤاد" فى الحدادة منذ 10 أعوام لكسب قوت يومنا.. والزوج: بتصعب عليا من العمل طول اليوم معايا.. ونفسى فى وظيفة تريحنا من "الشقا"

بدور عبد الفتاح تساعد زوجها

القليوبية إبراهيم سالم

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 08:30 ص

"ست بـ 100 راجل".. لقب استحقه الكثير من السيدات المصريات صاحبات الكفاح والمثابرة على الوصول بأسرها لبر الأمن، والتاريخ المصرى سجله حافل بتلك السيدات ولازال يتم تسطير قصص رائعة جديدة من الكفاح والمثابرة به، ويفتخر الجميع بتلك القصص الإنسانية لتلك السيدات، فهن تحدين الصعاب وقهرن الجبال لتسطير تلك القصص، ليستحقين عن جدارة لقب أنهن "ستات بـ 100 راجل".

استخدام المطرقة والسندان بالعمل

ابنة مركز بنها بالقليوبية واجهت الصعاب برفقة زوجها للوصول بأسرتها لبر الأمان وتحملت مشاق مهنة صعبة على الرجال أنفسهم، فما بالك بمشقة هذه المهنة على السيدات أنفسن اللائى هن أصل اللين، لكن أثبتت أنها قادرة على العمل بكافة المجالات وأنه لا مهنة حكرا على الرجال وحدهم، لتخترق هى الأخرى مجال الحدادة الذى يعتمد كليا على العضلات للمداومة على هذا العمل الشاق.

استخدام فحم البترول فى تسخين الحديد

تحدت بدور عبد الفتاح سيدة مقيمة بقرية جمجرة الجديدة التابعة لمركز بنها بالقليوبية، الظروف الصعبة كى تكون سندا وعونا لزوجها لكسب قوت يومهم، فهى تساعد زوجها فى أعمال الحدادة، من خلال التجول بالقرى المختلفة لأعمال الحدادة لأدوات الفلاحين، مشيرة إلى أنها تساعد زوجها فى الحدادة منذ عشر سنوات بعد زواجهم مباشرة.

الانتهاء من الفأس الحديد

وأكدت "بدور" لـ "اليوم السابع"، أن العمل بالحدادة شاق جدا موضحة "طبعا الشغل فى الحدادة متعب جدا جدا، وبنبدأ يومنا من الصبح بدرى على ما أفطر أولادى ويذهبوا للمدرسة، بعدها أنا وزوجى نتحرك على البلد اللى هنشتغل فيها وبعد كده نشوف مكان يكون يجمع القرية كلها حتى نبدأ عملنا".

الزوج يتحكم بالفأس التى يتم صنعها

وتابعت، "ممكن نفضل شغالين من الصبح لحد بعد العصر وطبعا أنا اللى بضرب بالمرزبة (المطرقة الثقيلة)، لأن زوجى ظهره تابعه جدا، وكمان منقدرش نجيب عامل باليومية لأن دا مش هيوفر ليا ولأولادى أى فلوس نعيش بيها، وخاصة إننا مفيش أى دخل تانى لنا، وبعد اليوم دا كله بعمل شغل البيت، وإحنا ساكنين بالإيجار، وزوجى مش معاه فلوس يجيب محل".

الزوجان خلال العمل

وناشدت "بدور المسؤولين"، كل اللى طلبينه بيت نقعد فيه أنا وأسرتى، وزوجى يتوظف أي وظيفة وخلاص لأنى بصراحة تعبت وزوجى تعب وزهق، ولأن الشغل الحالى مش مكفى إيجار البيت ومصروفات الكهرباء والمياه وأولادى اللى بالمدرسة، وكمان هو ظهره بيوجعه كتير من كتر الشغل الصعب دا، ونفسى فى وظيفة تريحه بقى من الشقى دا".

الزوجان خلال عملهما بالحدادة

ومن ناحيته قال فؤاد رمضان فؤاد شبل، ابن قرية جمجرة التابعة لمركز بنها بالقليوبية أيضا، أنه يعمل بالحدادة منذ عام 2006 حتى الآن، وورثها عن والده وجده، فهم اختصوا فى صناعة ألات وأجوات الفلاح "الفأس والمنجل وغيرها"، وحصل على دبلوم فنى صناعى، ثم تزوج فى عام 2010، ومنذ هذا التاريخ وتساعده زوجته كتفا إلى كتف فى كسب قوت يومهم.

الزوجان وطفلتهما

وأضاف "فؤاد" لـ "اليوم السابع"، أنه يومه يبدأ بالخروج مبكرا وبدء وضع "العدة" على الدراجة النارية الخاصة به للانتقال للقرية التى سيعملان بها، موضحا أنهما يختاران قرية يعملان بها لمدة 20 يوما متواصلا ثم ينتقلان لقرية أخرى، وعلى هذه الوتيرة طوال 10 سنوات، موضحا "المهنة دلوقتى مبقتش زى الأول ومكسبها مش زى الأول خالص، وخصوصا مع ارتفاع سعر الفحم لأنه يتم العمل بنوع فحم معين وهو فحم بترولى".

الزوجان

وتابع، "بصراحة زوجتى بتصعب عليا يوميا من الشقى اللى هى فيه وأنا فيه، وخصوصا إنه بعد شراء الفحم والمعدات تجد أن العمل طوال الشهر يكاد يكفى مصروفات البيت، ولو ولد أو بنت تعب بنحتار بهم، وكمان بعد دا كله بتروح البيت تعمل شغل البيت من أكل وتنظيف، وكمان أنا ظهرى تاعبنى مش بقدر أوطى لذلك هى اللى بتدق بالمرزبة".

الزوجة تساعد زوجها بأعمال الحدادة

وأوضح، "كل اللى نفسى فيه وظيفة، لأنه حتى حاولت أطلع باليومية لخف تعب زوجتى لكن بصراحة مقدرتش على شغل اليومية من تعب ظهرى، وأنا معايا دبلوم صنايع، ونفسى فى معاش تكافل وكرامة خاصة وان فيه ناس بتصرفه وهم مش مستحقين، وورقى إترفض 4 مرات".

السيدة تحمل المطرقة الثقيلة لمساعدة زوجها

ومن ناحيته أكد اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، أنه تم توجيه مديرية القوى العاملة بالقليوبية ومديرية التضامن الاجتماعى بسرعة فحص حالة "بدور" وزوجها "فؤاد"، والعمل على توفير فرصة عمل للزوج، إلى جانب فحص الحالة لسرعة صرف معاش تكافل وكرامة لمساعدتهم على معيشتهم.

السيدة بدور تستخدم المطرقة لمساعدة زوجها

وأكد "الهجان" لـ "اليوم السابع"، أنه تم الحصول على رقم الحالة وتوجيهه للجهات المختصة لسرعة فحص حالتهم وتوفير اللازم لهما، مشيرا إلى أن المحافظة لا تتأخر لحظة واحدة على تقديم الدعم لأبنائها، والعمل على توفير حياة كريمة للجميع وذلك فى إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.