نجيب محفوظ.. الزملكاوى

عادل السنهورى
عادل السنهورى
عادل السنهورى
ربما لا يريد البعض أن يصدق هذه المعلومة ولكنها حقيقة دامغة لا جدال فيها ولا يمكن انكارها.. نعم لقد كان الأديب العالمي صاحب نوبل في الأدب نجيب محفوظ والى نحتفل بمرور 108 عام ميلاده.. كان زملكاويا.
وكما قال للناقد الأدبى الكبير الراحل رجاء النقاش في كتاب " صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" واحد من أهم الكتب التي رصدت حياة الأديب العالمي، وان لم يكن أهمها على الاطلاق،" انتمائي إلى الزمالك انتماء تاريخي، بدأت علاقتي به حين كان اسمه «المختلط» ومع انتقال حسين حجازي إليه، وأذكر أنني تمنيت فعلاً أن أكون ابن حسين حجازي أسطورة الكرة المصرية، وعندما كنت أتدرب على الكتابة، كانت شخصيات أول رواياتي التي لم تنشر كلها عن لاعبي كرة القدم».
 
يقول أديب نوبل: "قد لا يصدق أحد أنني كنت في يوم من الأيام كابتن في كرة القدم. واستمر عشقي لها حوالي 10 سنوات متصلة، في أثناء دراستي بالمرحلتين الابتدائية والثانوية. ولم يأخذني منها سوى الأدب، ولو كنت داومت على ممارستها لربما أصبحت نجما من نجومها البارزين".
 
حديث نجيب محفوظ الممتع والشيق عن كرة القدم وهو أبو الأدباء يؤكد أن هذه اللعبة أو الساحرة المستديرة استهوت الكثير من الأدباء والمفكرين والسياسيين في مصر والعالم ولم تكن في يوم من الأيام أداة لتغييب وعى الشعوب وابعادها عن الاهتمام بأمور حياتها ومشاكلها.. والدليل الآن ومنذ سنوات الثمانينات أن كرة القدم تحولت الى صناعة تدر مليارات الدولارات للدخل القومي للدول، وامتزجت في سنوات الثلاثينات وحتى الآن بالسياسة واهتم بها السياسيون لاكتساب جماهيرية وزعامة.  
 
الجانب الكروى في حياة الأديب العالمى بدأ في الفترة التي انتقلت أسرته فيها إلى العباسية، "كنت وقتذاك قد التحقت بالمدرسة الابتدائية، واصطحبني شقيقي ذات يوم إلى منزل صديق حميم له من عائلة الديواني..كان بيت هذا الصديق يطل على محطة للسكة الحديد، وعندما فرغنا من تناول الغداء اقترح أن يصطحبنا لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين فريق مصري وآخر إنجليزي".
 
"وكم كانت دهشتي كبيرة عندما فاز الفريق المصري فقط كنت أعتقد حتى هذا الوقت أن الإنجليزي لا ينهزمون حتى في الرياضة. رجعت يومئذ إلى البيت وذهني كله معلق بكرة القدم وبأسماء الفريق المصري الذي هزم الإنجليز، وخاصة قائد الفريق حسين حجازي نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت".
 
"طلبت من والدي أن يشتري لي كرة، وألححت عليه حتى وافق، وبدأت أمضي وقتا طويلا في فناء المنزل ألعب الكرة بمفردي محاولا تقليد ما شاهدته في تلك المباراة التي خلبت عقلي، وبسرعة شديدة استطعت أن أتقن المبادئ الأساسية للعبة".
 
"بعدها انضممت إلى فريق (التيمبل) في المدرسة الابتدائية، وهو فريق الصغار وكان يوجد فريقا آخر للكبار. كانت الدراسة الابتدائية في ذلك الوقت لا تلتزم بسن محددة للالتحاق بها، فكنت تجد أطفال في عمر الثمان والتسع سنوات وشبابا تجاوز العشرين ولهم شوارب كبيرة.وكان من بين أعضاء فريق الكبار كابتن ممدوح مختار الذي لعب في صفوف النادي الأهلي، وهو من عائلة صقر التي اشتهر منها عبد الكريم صقر ويحيى صقر".
 
"في فريق التيمبل لعبت في مركز الهجوم وتحديدا في الجناح الأيسر، ورغم أنني لا أجيد اللعب بقدمي اليسرى، وكان ذلك المركز يحد كثيرا من حركتي إلا أنني كنت هدافا للفريق. ولما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تغير مركزي وأصبحت ألعب كقلب دفاع".
 
"أجدت في المركز الجديد لدرجة أن كثيرين ممن شاهدوني في ذلك الوقت تنبأوا لي بمستقبل باهر في كرة القدم وبأنني سألعب بأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطني".
 
كنت كابتن فريق (قلب الأسد) الذي كونته مع أصدقائي بالعباسية أثناء دراستي. وكان مقره شوارع العباسية، وكنا نستضيف فرقا من أحياء أخرى في مباريات ساخنة، ونذهب لنلاعبهم في أرضهم بالمثل، وعندما أخذني الأدب واستغرقتني القراءة والكتابة لم استمر في متابعة ومشاهدة الأجيال الجديدة".
 
"لم أعرف منهم سوى عبد الكريم صقر الذي أكد لي صديقي عبد المنعم شويخ أنه لاعب فذ لم تنجب الملاعب المصرية مثيلا له، وكان ذلك في سنوات تالية لاعتزال حجازي. ولم أعرف أحدا من الأجيال الجديدة
 
"من هنا كانت دهشة زملائي عندما انتقلنا إلى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام إلى فريق الكرة بالجامعة. ومنذ ذلك الحين انقطعت صلتي بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتي من ناحية المشاهدة بعد اعتزال حسين حجازي" .  واثناء عمله في وزارة الأوقاف أن قابلني شاب عرفني بنفسه على أنه ابن حسين حجازي، فصافحته بحرارة شديدة وقلت له: تعالى لما أبوسك… ده أنا صقفت لأبوك لما إيدي اتهرت".
 
ورغم هجرانه معشوقته الأولى الا انه أحيانا كان يفتح التليفزيون ليجد مباراة في كرة القدم فيأخذه الحنين القديم. فقد جرت في النهر مياه كثيرة وأصبح نجوم الكرة الأكثر ثراء من نجوم الأدب والسينما  أو على حد قول صديقه الأديب الكبير توفيق الحكيم عندما علم أن بعض لاعبي كرة القدم يحصلون على ملايين الجنيهات: «انتهى عصر القلم، وبدأ عصر القدم»،
 
لم يتابع نجيب محفوظ كرة القدم بعدها وخسرته الساحرة المستديرة وكسبه الأدب وكسبناه وكسبه العالم بأروع الروايات -36 رواية – والقصص- 223 قصة- و19 مجموعة قصصية و19 سيناريو لأفلام السينما و6 مسرحيات. لكن ظل انتماءه لفريق الزمالك تاريخيا..!
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ربيعة وفيصل وفتحي على دكة بدلاء منتخب مصر أمام نيجيريا

إمام عاشور وزيرز وصابر في تشكيل منتخب مصر ضد نيجيريا

غرفة ملابس منتخب مصر جاهزة قبل مواجهة نيجيريا الودية.. صور

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

هجوم سيبرانى مريب يضرب مجلس النواب الألمانى خلال زيارة زيلينسكى


إقبال كبير على الأتوبيس الترددى بعد عزل حارته بالطريق الدائرى.. صور

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش


الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى