زواج بضمان ٣ سنوات

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :

  " إن أبغض الحلال عند الله الطلاق "

وبما أنه أبغض الحلال عند المولي عز و جل فلنقف مع أنفسنا وقفة متأنية لربما نصل إلي مسببات الظاهرة التي انتشرت بشراسة في المجتمع المصري لربما نصل أيضاً إلي الحلول الممكنة للقضاء عليها.

فعادة ما تكون الأسباب متعددة و متنوعة ،لكنها جميعاً نتاج لثقافة و أخلاقيات مجتمع .

وما يثير الدهشة التي لا تخلو من قلق و حذر هذا الرقم الصادم الذي صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء و الذي يفيد بأنه قد تم وقوع ١.٩ مليون حالة طلاق بمصر خلال العشر سنوات الماضية ، و الذي قفز بها لتحتل المركز الأول عالمياً بهذا الشأن .

(زواج التجربة ):

في هذا السياق أطلق محامي مصري مبادرة باسم "زواج التجربة" دعا

فيها إلى استخدام عقد مدني ملحق بعقد الزواج تحدد مدته حسب رغبة الطرفين، ويتجدد في حال التزام الطرفين بشروطه.

حيث وصل عدد المطلقات حسب تصريحات صاحب الدعوة حاليا لحوالي ٨ ملايين مطلقة، كما أن النسبة الأكبر لحالات الطلاق تقع بين حديثي الزواج الذين لا يستمر زواجهم شهورا معدودة أو أيام في بعض الأحيان.

و بالنسبة لحديثي الزواج،

فإن مصر من أعلى الدول في نسبة الطلاق ،

خاصة الزواج الذي لا يستمر سوى بضعة شهور، فلكي نحاول الحد من هذه الظاهرة، رأي الدكتور أحمد مهران وضع حد لفترة الزواج على الأقل ٣ سنوات لا يتم الطلاق لربما يستطيعوا الحكم جيداً و بتأني على التجربة، وهي فترة كافية لمعرفة الشخصين بعضهم البعض جيداً ،

و بعد أن ثار الجدل و رحبت وجهات نظر بالفكرة في حين رفضتها و بشدة وجهات نظر أخري ، تحديداً وجهات النظر الشرعية التي رأت بهذا المقترح خروج علي شرع الله في مسألة الزواج العقد المفترض أن يكون أبديأً و بنفس الوقت متاح به الطلاق إن استحالت الحياة و لو كان بعد بضعة ساعات .

و لكن :

ما بين هذه الوجهات المختلفة للنظر و الآراء المخالفة لبعضها البعض في هذا الأمر الشائك ، أطرح وجهة نظري المتواضعة لعلها تجد بين هذا و ذاك مخرجاً آمناً :

فالمشكلة التي أصابت مجتمعنا باستقراره الذي يتجسد في شكل الأسرة الآمنة المستقرة الممتدة و التي لم يعد لها امتداد بالعقد الأخير كما رأينا حسب كافة الإحصاءات ووفقاً لجميع المؤشرات أن عوامل الهدم و الخراب باتت أشد و أقوي بمراحل من عوامل الهدوء و الإستقرار ،

وأن الحل لتلك الظاهرة ليس بهذه البساطة و السذاجة المتعلقة بعقد موقوت بحد أدني ثلاث سنوات لربط طرفين ببعضهما البعض رغماً عنهما حتي و إن استحالت أسباب الإستمرار،

فما أسرع أن تنقضي السنوات الثلاث بين طرفين قررا الإنفصال لتزداد بينهما أسباب الإفتراق نتيجة هذا العقد المشروط الأشبه بعقوبة السجن .

تلك التي يرضخ لها السجين انتظاراً لإنتهاء المدة و تطلعاً لإستعادة أسباب الحرية من جديد .

فمن باب أولي أن نجهد أنفسنا لنتعمق قليلاً بالبحث عن مسببات الظاهرة التي تحولت لكابوس يهدم أمن و استقرار المجتمع ، في محاولات جادة تشترك بها كافة الأطراف المعنية بالأمر للتوصل إلي حلول جذرية لن تؤتي أُكُلها بين ليلة و ضحاها .

و في هذا الشأن سأعيد نشر جزء من مقال سابق عن ظاهرة الطلاق وطرق التصدي لها كالتالي :

"لذا فإننا بصدد كارثة مجتمعية تستوجب التصدي بكل قوة كي لا ينهار المجتمع بأسره علي إثرها ، و علي كل متضرر من تلك المأساة المشاركة الفعالة في القضاء عليها بداية من :

-"الأبوين "

المنوط بهم  حسن تربية الأبناء و غرس القيم و الأعراف و الدين و الأخلاقيات بنفوسهم  منذ الصغر و أن يكونوا لهم نموذجاً صالحاً للأسرة المترابطة لا المنفّرة المفككة التي تتسبب بنمو العقد النفسية المتعددة لدي الأطفال لتكبر كلما كبروا و تتأصل و تستوحش فتجعل منهم  آباء و أمهات غير أسوياء!

ثم تدور الدائرة مرة أخري لتخرج أجيال تليها أجيال كنبتٍ غير صالح !

كما يجب أن يكف الأبوين عن ذنبٍ يقترفونه بحق بناتهم تحديداً و هو الإلحاح  علي ضرورة الزواج  بسن معين حتي لا تتجاوز البنت هذا السن فتصبح بنظر المجتمع  عانس ، ذلك من وجهة نظرهم القاصرة فحسب !

فالضغط المستمر علي ضرورة الزواج حتي بمن لا تقبله الإبنة و لا تربطها به أية مشاعر ولا تتفق معه فكرياً  يعد هو الآخر من أهم  أسباب الفشل و الإنهيار الذي لا ينتهي سوي بالطلاق .

-"التوعية و التأهيل النفسي"

 من خلال عدة منابر هامة علي رأسها التعليم  من ناحية وو وسائل الإعلام  ذات التأثير شديد السرعة من ناحية أخري ،  لتأصيل مفاهيم  لم تعد موجودة و ترسيخ قيم  لم تعرفها الأجيال الحالية و التحذير من التسرع  و التخويف من تبعات الفشل و ما قد يخلِفه من ضحايا جدد!

-"إهتمام  الدولة بحل المشكلة "

تلك التي تشكل عائقاً حيوياً في طريق تقدم المجتمع و تعرقل من إنجازاته و تثبط الهمم التي نحن أحوج ما نكون إليها لاستكمال خطة إعادة بناء الوطن ، فلسنا بحاجة إلي مجموعات من الشباب المحبطين المتأزمين الذين ضاعت مدخراتهم  علي مشروع زواج فاشل !

و ها قد وضع السيد الرئيس تلك  المشكلة الخطيرة في دائرة اهتماماته التي لا تحتمل المزيد،  و دعا المجتمع لمناقشة أسباب الظاهرة ووضع خطط  جادة لحلها و التصدي لها ".

تلك هي الجذور التي علينا معالجتها و تقويتها و إعادة زراعتها بطرق سليمة لتخرج نباتاً صالحاً ذو أفرع يانعة غير مصابة بالمرض ،

لا البحث عن قشور و شكليات غالباً ما تضر أكثر مما تنفع ، كفكرة وضع حد أدني لعقد الزواج لإستمرار المدة المشروطة بالإكراه كما لو كان سجناً إفتراضياً يدفع للنفور و الخوف و الرغبة المدفوعة بالمنع .

نهاية : فالأسرة هي نواة المجتمع الأساسية، إن صحت و صلحت و استقامت ، صح الوطن و صلح  و استقام .

         اللهم طهر نفوسنا  و أصلح ذات بيننا

             و احفظ مصرنا

موضوعات متعلقة

جماعة " الأباطيل"

جماعة " الأباطيل" الجمعة، 11 ديسمبر 2020 10:04 ص

حروب الوعي "٤"

حروب الوعي "٤" الجمعة، 04 ديسمبر 2020 09:36 ص

حروب الوعى 3 " تطوير التعليم"

حروب الوعى 3 " تطوير التعليم" الجمعة، 27 نوفمبر 2020 10:24 ص

أردوغان يفتح باب الخراب

أردوغان يفتح باب الخراب الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 10:00 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لا للدروس الخصوصية.. مراجعات نهائية مجانا لطلاب الثانوية والإعدادية بالأقصر

على زين بعد تتويج الأهلي بالسوبر الأفريقى: سعيد بحصد اللقب

اللى معاه كلب يربطه.. وزارة الزراعة تبدأ عهدا جديدا لتنظيم حيازة الحيوانات

حقائق لا تفوتك عن كأس إيطاليا قبل نهائى ميلان ضد بولونيا

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025


بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

ترتيب دورى نايل "مجموعة المنافسة على الدورى" بعد انتهاء الجولة السادسة

إبراهيم عادل يستغل خطأ عواد ويسجل أول أهداف بيراميدز في شباك الزمالك.. صور


النحاس: دفاع الأهلى أمام سيراميكا لضمان الفوز.. ونجحنا في استغلال الفرص

القمح في حقول مصر.. موسم خير وحصاد ينعش جيوب المزارعين بسوهاج.. الأرض تعطي بسخاء والدولة تفتح الأبواب.. مليار جنيه قيمة توريد 82 ألف طن.. ومنع خروج سيارات الأقماح خارج حدود المحافظة.. صور

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

ترامب: أنا وولي العهد السعودي نكن لبعضنا كثيراً من الود.. صور

أفلام السعفة الذهبية لهذا العام فى طريقها للأوسكار بعد Anora

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

كيف نفهم عودة ارتفاع سعر الذهب عالميا رغم التهدئة فى الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟.. الأسواق تعيد ضبط اتجاه الأسعار وترقب نتائج بيانات التضخم.. ومشتريات محدودة تدفع الأونصة للتحرك حول 3250 دولارا

نجل طارق عبد العزيز ينشر صورة له على فيس بوك ويعلق: وحشتنى أوى يا جبل

رئيس الوزراء يتابع إجراءات طرح إدارة وتشغيل مشروع "حدائق تلال الفسطاط"

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى