ننشر نص رسالة بابا الروم الأرثوذكس للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد

البابا ثيودروس الثانى
البابا ثيودروس الثانى
كتب مايكل فارس
أصدر البابا ثيودروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس رسالته السنوية للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
 
وقالت الرسالة التي حصل عليها اليوم السابع: "ولد المسيح، إنها دعوة فى الترانيم المديحية لصلاة سحر عيد الميلاد المجيد والتى تدخلنا مباشرة الى معنى هذا العيد السيدى وهو أين ولد المسيح؟ كثيرون يسرعون ويجيبون بأنه وُلد فى بيت لحــــم اليهودية، ولكن هل هذه هى الإجابة المناسبة لهذا الســؤال بعد مرور ألفي عام وأكثر على هذا الحدث العظيم؟".
 
وتابعت الرسالة :" يولد المسيح فى كل لحظة من حياتنا فى الكنيسة، وفى هذا العام سوف تغمر الأضواء والأصوات السعيدة مرة أخرى الأسواق الخائفة من الوباء المنتشر مؤخراً، سوف تستوعب الشوارع المزينة معاناتنا التى ستظهر حولها فى كل مكان، لا يبدو أن مذاق الحلويات الطيب والأطعمة الشهية التى لم نمسها على مائدة هذا العيد قادرة على إزالة المرارة التى نشعر بها جميعاً، وأعتقد أنه حتى الموسيقى وبغض النظر عن مدى إعلانها بصوت عال عن الاحتفالات الدنيوية من المستحيل أن تغطى على صرخات نفوسنا".
 
واستطرد البطريرك: "مع ذلك ففي المذود يسود سلام لا حدود له، حكمة إلهية جاءت خالدة ، قوة مرئية مسالمة لكنها مُحيية، إذن فأين هذا المذود الذي يجلب للإنسان الأمل والفرح؟ "والاجابة هى أن هذا المذود ليس سوى كنيستنا الأرثوذكسيـة". هل تريد أن ترى أين ولد المسيح؟ "وُلد المسيح ويولد فى الكنيسة"، إن كنيستنا الأبدية الخالدة هى شركة الآب والابن والروح القدس هى المذود الحقيقى حيث يولد ابن الله المتجسد وابن العذراء ربنا يسوع المسيح".
 
وتابع بابا الإسكندرية وسائر إفريقيا: "بدأ الرسل المتوشحون بالله وبوجود الروح القدس فى قلوبهم الانتقال بين مشارق الأرض ومغاربها حاملين معهم عصا بيدهم ولباسهم فقط. أن الكنيسة هى مذود بيت لحم حيث ولد المسيح على مر العصور، فالجهود الرسولية لم تتوقف فى أى عصر فى تقديم الشهادة الحية الحقيقية عن حقيقة المسيح. حاول الكثيرون مرتكزين على منطقهم الخاص الضعيف أن يفصلوا المسيح عن الكنيسة، زاعمون أنهم يحبون المسيح لكنهم لا يؤمنون بالكنيسة، يؤمنون بالله لكن الكنيسة لا حاجة لهم بوجودها، يفرحون فى عيد الميلاد لكنهم يحزنون عندما تنتهى فترة الأعياد". 
 
وأردف البابا ثيودروس الثاني: "لكننا لا نستطيع أيها الإخوة والأبناء الأعزاء ليس فقط أن نحب ولكن أيضا أن نتحدث باسم المسيح بدون الكنيسة، فالكنيسة من خلال المجامع المسكونية المقدسة ومن خلال المجامع المحلية ومن خلال التقليد الشريف ومن خلال قانونها العرفى استطاعت أن تصيغ المسيح الحقيقى بضمائر مؤمنيها، المسيح بدون الكنيسة هو ليس المسيح للمؤمن، فمن خلال الكنيسة أعلم وأسير نحو الهدف الحقيقى لوجودى، فى كنيسة المسيح - الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية - سلم الآباء القديسين تابوت العهد الجديد وإرث النعمة. لأجل ذلك الكنيسة فقط هى التى بها نخلص، الكنيسة فقط هى التى بها نتقدس وهى التى تعلمنا وليس لها حاجة ان تتعلم منا".
 
واستكمل: "إن تعليم الكنيسة - الكرازة الأبدية للكنيسة - هو الإله الحقيقى كما تجسد لنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا لأجل ذلك فإن جسد الكنيسة ليس مفهوماً افتراضيا وسرداً رائعاً ولكنه يقتصر على كل الاشياء المقدسة التى لا تمحى التى قدمتها لها تجربتها وممارساتها على مدى الدهور، لأجل ذلك إن الكنيسة غير محدودة كجسد للمسيح لها حدود مكانية قانونية لكل كنيسة على حدى والتى فى داخلها تحافظ باجتهاد على المسيح الازلى والأبدى، إن علم الكنيسة الحقيقى هو الملاذ الآمن والمذود الدافئ فى العالم الكنسى الذى يمضى جاهداً فى إفراغ تاريخنا من القداسة لأسباب ومحركات مجهولة".
 
وتابع: "نحن هنا فى مدينة الإسكندرية العظمى، مدينة الآباء العظماء اثناسيوس وكيرلس نمدح الطفل المولود فى مذود اللاهوت والحكمة والفلسفة وفى مهد العلوم والحضارة والفنون. أعرف من التجربة كيف نحول وفقاً لنموذج الكنيسة قلبنا وكياننا إلى مذود دافئ ومضياف للنور الذى أشرق فى مصر - نور الحق - مستضيفاً للضيف الكبير على مدار التاريخ ربنا يسوع المسيح، نعرف كيف نصبح مذود فى الألم وفى البكاء وفى حاجة الفقراء ولكن فى نفس الوقت نكون ثمر مقدس لنشاطنا التبشيرى فى كل أرجاء أفريقيا، فهناك هو مذود الآمال والأمنيات. ونحن منه هنا من مقر بطريركيتنا العتيقة كنيسة القديس مرقس الانجيلى البشير نصبح حماة وستر لكل ضعيف ومضطهد لأنه هكذا أراد الله".
 
وأنهى البطريرك رسالته قائلا: "أبنائى أبناء كنيستنا الحبيبة، عندما يسألونكم: "أين وُلد المسيح، هيا لنرى"؟ فلتجيبوهم أنتم: "وُلد فى الكنيسة، وُلد فى قلوبنا، فنحن به تجددنا وبه نحيا ونحن جميعاً أهله، وهو ليس معنا فقط فى هذه الفترة ولكن فى كل دقيقة وفى كل ظرف أحياء كنا أم أموات، عيد ميلاد مجيد، عيد ميلاد لا فساد فيه، عيد ميلاد أزلى ملئ بالآمال وموفور بالتفاؤل والتعاضد والمحبة والتواصل. فلنذهب إذن حيث ما يقودنا النجم، فلنذهب إلى الكنيسة المباركة".
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

فيفا يكشف تفاصيل تصويت العرب فى «ذا بيست» 2025

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف


شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست


أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة.. صور

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الأهلى يجدد مفاوضاته مع دياباتى بعد إصابة النعيمات وتعثر صفقة الصباغ

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى