قرأت لك.. "مستقبل التطرف فى أفريقيا" هل القارة ملاذ آمن للإرهابيين؟

مستقبل التطرف فى أفريقيا
مستقبل التطرف فى أفريقيا
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يتناول مركز المسبار للدراسات والبحوث فى كتابه "مستقبل التطرف فى أفريقيا.. إرهاب الملاذات الآمنة" التنظيمات الإرهابية فى دول أفريقية عدة، مستكملاً سلسلة دراساته عن الإرهاب فى القارة، بعد عددٍ من الإصدارات، منها: "المسلمون فى جنوب أفريقيا: التاريخ- الجماعات- السياسة"  و"الحركات الإرهابية فى أفريقيا: الأبعاد والاستراتيجيات" و"الإسلام فى غرب ووسط أفريقيا" ويسلّط هذا الإصدار الضوء على تنظيمات إرهابية أفريقية قويت بعد سقوط دولة "داعش".
مستقبل التطرف فى أفريقيا
مستقبل التطرف فى أفريقيا
 
يدرس الكتاب توسع نشاط تنظيمات إرهابية بارزة مثل بوكو حرام (نيجيريا) والشباب المجاهدين (موزمبيق)، وغيرهما من جماعاتٍ نشأت من جذور محليّة، ثم تمددت إقليمياً وعالمياً، وتنازعها الولاء بين داعش والقاعدة، خصوصاً بعد تحول أفريقيا بفعل الفراغ الأمنى فيها إلى ملاذٍ آمن للمتشددين الهاربين من المعارك فى سوريا والعراق.
 
وشكّل تحول الولاء بين التنظيمين (داعش، القاعدة)؛ ظاهرة جديدة، إذ صارت داعش علامة تجارية يلجأ إليها التنظيم المحلى الأضعف، لمنافسة التنظيم الأقوى المنتمى – غالباً - إلى القاعدة، فى كل دولة أفريقية يحدث فيها هذا الصراع، فمرّت العلاقة بين التنظيمات المحلية بمرحلة معقدة تتأثر بوضعها الخارجي، من حيث العلاقة مع داعش، أو القاعدة.
 
بدأ الكتاب بدراسة عوامل صعود التطرف العنيف والإسلاموية فى أفريقيا عموماً، ثم تطرق إلى تفسيرات ترتبط بنظرية توافر الحواضن الآمنة فى دول أفريقية عدة، فرّ إليها عناصر تنظيم داعش، إثر سقوط دولته المفترضة فى الموصل العراقية والرقة السورية ولاحقاً درنة الليبية، وشرح الأسباب الدافعة نحو اهتمام التنظيم الإرهابى بالقارة ونشاط الفروع والولايات التابعة له داخلها، وبحثت الدراسات سيرة هذا الصراع، والتحالف بين وكلاء التنظيم والقاعدة، وتأثير ذلك فى بروز قياداتٍ بعينها تنافس الزعامات الإرهابية القديمة، وما تمثله من تحولات ذات مدلول قبائلى وازن.
 
ساد تصورٌ مفاده أن تراجع قوّة داعش سيؤدى إلى فتور الإرهاب، بيد أنّ التقييم للتهديد الإرهابى فى القارة الأفريقية، يؤشر إلى صعودٍ جديد للتنظيمات الإرهابية، بعد ملاحظة نشوء تيارات محليّة مدرّبة، توظف أجندة تنظيمى القاعدة وداعش -على حد سواء- لتحطيم الدولة ومؤسساتها.
 
تتداخل عوامل إثنية واجتماعية ودينية وسياسية تعقِّد فهم الظاهرة الإرهابية، وتعدد الولاءات فيها، وصلتها بمسألة الدولة فى أفريقيا؛ مما يجعل دراسة السياقات المحلية وجذورها الممتدة إلى ما قبل عصر الدولة الحديثة مهماً، مع استصحاب سيرة التنظيمات فى فضائها الداخلي، واعتبار العوامل الخارجية المشكلة لها، وظروف التدافع أو التجاذب الداعشي/ القاعدي.
 
تواجه أفريقيا تهديدات أمنية كبيرة بأثر من صعود التطرف الإسلاموي، أسهم –إلى حد كبير- فى زعزعة استقرارها. سعت الدراسات إلى تحليل هذا العنف الحركى الذى يستفيد من هشاشة الدولة وضعف مؤسساتها الأمنية، إلى جانب حرصه على المشاركة فى الصراع الإقليمى على موارد القارة. لم تغفل الدراسات جذور التطرف الأيديولوجى الإسلاموي، المتمثلة فى الأدبيات الإخوانية التى غزت وسط وجنوب أفريقيا منذ ستينيات القرن الماضي، فناقشت هذه المؤشرات ودلالتها، وسعت إلى فهم الكيفية التى تتعامل بها الدول ذات النفوذ التاريخى الاستعمارى معها.
 
غطى الكتاب سبل واستراتيجيات التعاون الإقليمى والدولى مع الدول الأفريقية فى مكافحة الإرهاب، بدايةً من جهود الاتحاد الأفريقي، ودول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى وروسيا وصولاً إلى الصين.
 
تقوم الدراسات على فرضية أساسية تشير إلى استعادة الإرهاب لقوته فى عدد من الدول الأفريقية، وهى فرضية تأتى على نقيض ما ذهبت إليه التحليلات السياسية، التى توهّمت أنّ تفكك تنظيم داعش المرحلى يحتم ضعفه وأفوله؛ بل وانحسار الإرهاب. غير أن الوقائع والأحداث فى هذا الكتاب تقود إلى الضد، إذ شكلت مناطق فى أفريقيا ملاذات آمنة لعناصر التنظيم، دخلت فى تحالفات مع تنظيمات متطرفة محلية، ربما تشكل مستقبلاً أيديولوجيا أشد تطرفاً، وتوفر انفتاحاً معرفياً شعبوياً متأهباً لتقبل خطابات المظلومية والأدلجة، التى تزعم حلاً لمعضلة التهميش وعلاجاً لواقع فشل الحكومات الأفريقية؛ بسبب التقاطعات بين الإثنيات والدين والسياسة والاقتصاد، وكذلك الصراع المحموم على الموارد الطبيعية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 4 أشخاص فى حادث تصادم بين سيارة أسطوانات غاز وملاكي بالوراق

أحمد شريف والدباغ يقودان هجوم الزمالك في التشكيل المتوقع أمام المقاولون

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

زى النهارده.. مهرجان اعتزال على أبو جريشة ساحر الإسماعيلى فى مدرجات التتش

بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين ومدارس النيل الثانوية الدولية 2025 بداية من اليوم لمدة ثلاثة أيام للالتحاق بالكليات والمعاهد.. واستمرار التقدم بمرحلة تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة حتى 18 أغسطس


العالم هذا الصباح.. الأجواء الإيجابية تسيطر على لقاء الرئيسين ترامب وبوتين.. لافروف: واشنطن قد ترفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.. وبوتين بعد انتهاء القمة التاريخية مع ترامب: المحادثات بناءة وإيجابية

طلاب الثانوية العامة دور ثان يبدأون امتحان العربى

30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني ضد مايوركا

ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10


مواعيد قطارات القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم السبت 16-8-2025

ترامب بعد انتهاء المؤتمر الصحفى مع بوتين: سأجرى زيارة للعاصمة موسكو

انتهاء المؤتمر الصحفى بين الرئيسين ترامب وبوتين

مواعيد مباريات اليوم السبت 16-8-2025 في ملاعب العالم

4 أعمال فنية فى مشوار ممدوح فرج التمثيلى.. ذكرى ميلاده ووفاته

"بربري" و"ديناميت" تهز المسرح.. مروان بابلو يتألق فى مهرجان العلمين

محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي

حرس الحدود يفوز على البنك الأهلي 1-0 فى الجولة الثانية بالدورى

بدء أعمال قمة ترامب وبوتين بألاسكا تحت شعار "السعى نحو السلام"

المبعوثة البريطانية: سوريا قد تسجل أعلى حصيلة ضحايا ألغام هذا العام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى