ليست المرة الأولى.. الأزهر الشريف يحذر من الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية.. ويؤكد تسير على خطى تنظيم داعش.. الأزهر والإفتاء يؤكدان حرمة الانضمام للإخوان من قبل.. ويصدرون بياناتهما التحذيرية باستمرار

الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر
الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر
كتب لؤى على

لم تكن المرة الأولى التى يصدر فيها وصفا لجماعة الإخوان بالإرهابية أو بحرمة الانضمام لها، من المؤسسات الدينية وعلى رأسهم الأزهر الشريف، فرأى الأزهر واضح وصريح فى جماعة الإخوان الارهابية من قبل، كذلك التصريحات القوية للدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بحرمة الانضمام لجماعة الاخوان الارهابية.

 

ففى نوفمبر عام 1954، هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كان لها موقف من جماعة الإخوان، ويتضح ذلك فى الفقرات التى جاءت فى بيان كبار العلماء بالأزهر وقتها ووجهته إلى الشعب المصرى وإلى سائر المسلمين قالت فيه: “أيها المسلمون: أن الدين الإسلامى دين توحيد ووحدة وسلام وأمان، وهو لذلك رباط وثيق بين الناس وربهم، وبين المسلمين بعضهم وبعض، وبينهم وبين مواطنيهم ومن والاهم من أهل الكتاب، فليس منه تغرير ولا تضليل، وليس منه تفريق ولا إفساد، ولا تآمر على الشر ولا العدوان، وقد قام الإسلام من أول أمره على هذه المبادئ، فجمع بين عناصر متنافرة، وقرَّب بين طوائف متباعدة، وأقام حياة المجتمع الإسلامى على أسس قوية كريمة، وقد ابتلى المسلمون فى عصورهم المختلفة بمن أخذوا تلك المبادئ على غير وجهها الصحيح، أو لعبت بعقولهم الأهواء، فجعلوا منها باسم الدين وسائل يجتذبون بها ثقة الناس فيهم، ويستترون بها للوصول إلى غاياتهم ومطامعهم، والتاريخ الإسلامى حافل بأبناء تلك الطوائف التى شبَّت فى ظلاله، وزعمت أنها جنود له، ثم كانت حربًا عليه أشد من خصومه وأعدائه. وقد كان فى ظهور طائفة الإخوان المسلمين -أول الأمر- ما صرف الناس عن التشكيك فيهم، والحذر منهم، بل كانت موضع ارتياح فيما اتخذت من أساليب الدعوة، واجتذاب جمهرة من الناس ناحية الدين، ولكنه -والأسف يملأ نفس كل عارف بدينه ومخلص لأمته ووطنه– قد شذ من هذه الجماعة نفرٌ انحرفوا عن الجادة، وسلكوا غير ما رسم القرآن، فكان منهم من تآمر على قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وترصد لاغتيال المجاهدين المخلصين، وإعداد العدة لفتنة طائشة، لا يعلم مداها فى الأمة إلا الله”.

 

كذلك أصدر الأزهر الشريف بيانًا آخر عام 1965 بعنوان: “رأى الإسلام فى مؤامرات الإجرام” كتبه الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون، قال فيه: “وإذا كان القائمون على أمر هذه المنظمات قد استطاعوا أن يشوهوا تعاليم الإسلام فى أفهام الناشئة، واستطاعوا أن يحملوهم بالمغريات على تغيير حقائق الإسلام تغييرًا ينقلها إلى الضد منه، وإلى النقيض من تعاليمه، فإن الأزهر لا يسعه إلا أن يصوب ضلالهم، ويردهم إلى الحق من مبادئ القرآن والسنة المشرفة، وإن الإسلام الذى يتجرون باسمه يصون حرمة المسلم فى دمه وماله وعرضه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يحل دم مسلم يشهد أن لا إله إلا الله”، وقال: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا»، وإذا ثبت هذا فى اغتيال النفس الواحدة فما بالك باغتيال الجماعات البريئة وترويع الآمنين الوادعين، والاعتداء على المال العام، والمصالح المشتركة، والمرافق الحيوية التى يحيا بها الوطن وتعيش عليها الأمة”.

 

وفى عام شهر فبراير من عام 2019 كان لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بيانا قويا، ذكر فيه أن جماعة الإخوان الإرهابية تسير على خطى داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية التى تسعى إلى نشر الفوضى وتحقيق أجندات خفية وتحاول عبثاً أن تهدد أمننا وأماننا وأن الواجب على كلّ فردٍ يعيش على أرض مصر أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، فحبُّ الوطن لا يتحقق بالعبارات الرنانة، والأقوال البراقة، والشعارات المُزيَّنة، والهتافات الجذابة، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأفعال الأفراد وتصرفاتهم، وحرى بكلّ فردٍ فى المجتمع أن يُظهر حبّه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة والحرص على سلامة ممتلكاته، وأن يؤدّى مهامّه ووظائفه بإخلاصٍ وحبّ، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته ومقدّراته ضد عبث العابثين ومكر الماكرين.

 

وأضاف المرصد، فى رده على بيان جماعة الإخوان الإرهابية، بعنوان: "رسالة الإخوان المسلمين: عزاءٌ مؤجلٌ وقصاصٌ مستحق" حيث صدرت الجماعة بيانها بقول الله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ" وهو استشهاد فى غير موضعه وتحريف للكلم عن مواضعه، فالشهداء الحقيقيون هم من يدافعون عن أوطانهم ضد كل معتد ويدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابه وسماءه وأهله وكل من يعيشون على أرضه، وليس هؤلاء الذين يروعون أهله ويهددون أمنهم وأمانهم ويسعون إلى نشر الفساد والفوضى فى ربوعه.

 

وقد دعا بيان الجماعة الإرهابية المصريين صراحة إلى العمل على نشر الفوضى فى ربوع بلادهم التى ينعمون فيها بالأمن والأمان ليكشفوا بذلك عن وجههم القبيح الذى طالما حاولوا إخفاءه لخداع الشباب ولتتضح أهدافهم الحقيقة والبعيدة المنال، ويعترفوا صراحة بأنهم جماعة تمارس العنف وأن هذا ديدنهم وأن هذا الهدف البائس واليائس الذى يسعون إلى تحقيقه هو هدم أركان الدولة وإيقاع الفتنة بين أبناءها والدخول فى تيه الفوضى والاحتراب والذى عانت منه دول عديدة فى المنطقة.

 

 

ومما يسترعى الانتباه عنوان هذا البيان الذى تصدَّر بعبارة "عزاءٌ مؤجل" وهو لاشك عنوان له دلالته التى تفصح فى استدعاء واضح لثأر الجهال ودعوة واضحة للخروج على مؤسسات الدولة ونظامها العام، ويوضح المرصد أن هذه الرغبة الجامحة لدى الجماعة الإرهابية فى الثأر والانتقام لا علاقة لها بتعاليم الدين والذى تحاول الجماعة عبثا اختطافه وتوظيف تعاليمه لخدمة أغراضهم الخبيثة؛ لا سيما وقد تضمَّن البيان اعتراف الجماعة بأنهم والنظام فى مفاصلةٍ، وقد وصلوا وإياه لمنتصف الطريق، ولابد من مواصلة السير وإلا لو تراجعوا فلن يحيوا ما مضى، ولن ينقذوا ما تبقى! والمطالع لنتاج جماعة الإخوان من خلال ما سطرته أقلام كتابهم يدرك مدى تطرفهم وانحرافهم عن تعاليم الدين الحقيقية وأن ما يقومون به لا يخدم تعاليم هذا الدين الذى أرسل الله نبيه رحمة للعالمين وأن نظرتهم للمجتمع ثابتة لا تتغير، فالمجتمع فى نظرهم مجتمع جاهلى، يتحاكم إلى طواغيت، ومن ثمَّ ففكرة الخروج والتمرد على هذا المجتمع متأصلة عندهم، ولا أدلَّ على ذلك مما كتبه سيد قطب عن الحاكمية والجاهلية وتكفير الحكومات والمجتمعات المسلمة بدعوى ترك الحكم بما أنزل الله! وقد استند البيان إلى بعض أشعار هذا المتطرف لإلهاب حماسة الشباب وحثهم على القتل والإرهاب،. والحقُّ الذى لا يُنْكَر أن نصب العداء لدولةٍ نعيش على أرضها ونستظل بسمائها ونأكل من خيراتها من العبث الذى يتنزه عنه العقلاء.

 

 

وغير خافٍ أن من واجبات المسلم أن يكون وفيًّا ومُحبًّا لوطنه، وحاميًا ومدافعًا عنه بكلّ ما يملك من قولٍ أو فعلٍ وأن حب الأوطان من الإيمان، وإنّ ذلك مما تؤيده العقيدة الإسلاميّة، والسنة النبوية، بل ويتفق عليه أصحاب الفطرة السليمة، والعقول المستقيمة. وتأمّل أن شئت وتعجَّبْ ما شئت من هذه التناقضات الواردة فى هذا البيان، ففى حين أن الجماعة تدعو إلى ثورة تنقذ الوطن، يذكر البيان أن المكتبَ العام لجماعةِ الإخوان الإرهابية يمدُ يديه، ويفتحُ أبواب مؤسساته مشرعةً أمامَ كلِ غيورٍ ضمن إعدادٍ لم ولن يتوقف إلا بنصرٍ تقرُ به أرواحُ الشهداءِ، ويذهبُ به الله غيظ قلوب المؤمنين! وهذه الدعاوى من شأنها تمزيق الدولة، والزّجُّ بشبابها ورجالها فى دائرة مفرغة، تُسفك فيها الدماء، وتتسع الهُوّة بين نسيج المجتمع المصرى، مما يعود ضرره إلى الجميع دون استثناء لأحد، فإن مركب الوطن إذا تعرَّضت للغرق – لا قدّر الله- فلن ينجو أحد.

 

 

وتساءل المرصد عمن يقف وراء هذه الجماعة ويدعمها بالمال والسلاح لتقوم بهذا الإعداد حتى تتمكن من سفك دماء الأبرياء والمدافعين عن أمن أوطانهم والواقفين على الثغور ظلماً وعدواناً. من أين لهم بهذا المدد الذى يجعلهم يعلنون أن أبوابهم مشرعة لهؤلاء الذين سيقفون فى وجه وطنهم، أليس هذا إعلاناً صريحاً عن خيانة الجماعة الإرهابية واعترافاً بعمالتها !.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

غد.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة


وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل


غموض موعد عودة سلة الزمالك للتدريبات بعد اعتذار المدير الفني

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

البوستر الرسمى للموسم الخامس من سلسلة Only Murders in the Building

رئيس الأركان يهنئ الفريق أول صدام حفتر لتوليه نائبا للقائد العام للجيش الليبى

كولومبوس كرو يعلن وصول وسام أبو علي إلى أمريكا.. صور

محمد مكي يحذر لاعبي المقاولون من ثنائي الزمالك قبل مواجهة الدوري

فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

ناصر ماهر العقل المفكر لفيريرا في الزمالك

الداخلية تضبط تيك توكر لنشرها فيديوهات خادشة (فيديو)

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى