أزمة لا تستثنى أحدًا.. الخاص والعام والمجتمع الأهلى فى مواجهة كورنا

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
من بديهيات المواجهة مع فيروس كورونا، أن العالم كله يجب أن يشارك فى هذه المواجهة، وأيضًا أن القرارات الحكومية التى تتعلق بالإجراءات الاحترازية، يجب أن تتوازى مع التزام من أفراد المجتمع؛ حيث لا يمكن أن ينجو البعض تاركًا الآخرين، وطالما بقى الفيروس قادرًا على إصابة البشر فى أى مكان؛ فالخطر قائم، ولهذا فإن العالم كله مشغول بأن يصل اللقاح إلى كل سكان العالم خلال فترة، وطالما يصعب إنتاج 8 مليارات جرعة مرة واحدة؛ فعلى البعض أن ينتظر حتى يأتى دوره، وحتى هذه اللحظة فإن العزل الذاتى، وعلاج الحالات الصعبة مع الإجراءات الاحترازية هو الحل. 
 
من توزيع وانتشار الإصابات الآن؛ فإن الموجة الثانية أسرع وأوسع انتشارًا، وتبدو الموجة الأولى أمامها متواضعة، وخلال الموجة الأولى قامت مستشفيات العزل والحميات بدور كبير ومهم فى مواجهة الفيروس، وتصدت الأطقم الطبية للفيروس ببسالة، وبذلت كل ما فى جهودها، وفقدنا عددًا كبيرًا من شهداء الأطباء والتمريض، وما زال هؤلاء يواصلون عملهم بإخلاص، لإنقاذ أرواح الحالات التى تتدهور وتحتاج إلى علاج وأكسجين. 
 
نقول هذا بمناسبة أن البعض اعتاد - منذ بداية الأزمة - لعب دور الدعاء والسعى إلى إما نشر الاستهانة، أو إثارة الفزع، أو انشغلوا بالبحث عن أى دليل يوجهون من خلاله اتهامًا للحكومة؛ أو طريقة إدارة الأزمة، ولا أحد من هؤلاء يسعى لمناقشة الأمر بزواياه المختلفة، قبل أن يتحولوا إلى «لطّامين لوّامين»، سبق وأن طالبوا بإغلاق تام من دون النظر إلى مصالح وأعمال ملايين يعملون يومًا بيوم، واتضح أن الإغلاق التام لم يكن حلًّا، ولم يمنع موجة ثانية أشد. 
ومع الموجة الثانية؛ نكرر الإشارة الى أهمية أن تنضم المستشفيات الخاصة والمعامل مع المجتمع الأهلى إلى هذه الجهود، لأن بعض المستشفيات والمعامل الخاصة تُحوِّل الأمر إلى تجارة، وبعض تجار الأزمات يتاجرون فى العلاج الخاص بالفيروس، أو يخفون الأدوية ليبيعوها فى سوق موازٍ، وهو ما يتطلب المزيد من المراقبة لهذه السلوكيات وعقاب من يتاجر بالأزمة.
 
ونشير إلى المجتمع الأهلى، لأن بعض الأفراد يقدمون جهودًا وتبرعات لمساندة مستشفيات العزل، بتقديم أسطوانات أكسجين أو مواد طبية وغذائية، وهى جهود مشكورة، تعوض أى نقص وتمثل دعمًا للمرضى، خاصة فى الأقاليم، لكن فى الزحام تبدو بعض الجمعيات الأهلية غائبة عن هذا الجهد، بينما يفترض أن يكون الدور الأهم فى عمل هذه الجمعيات هو وقت الوباء، ويمكن لهذه الجمعيات أن تلعب دورًا فى إنقاذ الأرواح، حال تحركت لتقديم أى نوع من الدعم المادى أو العينى للمرضى، بشكل منهجى، وبالطبع فإن لدى هذه الجمعيات خبرات فى العمل التطوعى يمكن أن تفيد فى مكافحة الفيروس. 
 
هذه الأزمة، وغيرها من الأزمات، تكشف عن أن العمل الأهلى والتطوعى متعدد ومتسع، ويحتاج إلى توجيه الجهود الأهلية فى صور متعددة، لا تقتصر على نوع واحد، إنما تبدو الحقول الاجتماعية هى الأَوْلى بالرعاية، وهو ما يظهر فى المجتمع الأهلى بأوروبا والدول الكبرى، ويفترض أن يتعلم منه المجتمع الأهلى لدينا؛ فالدفاع عن حق الناس فى الحياة، ومواجهة الفيروس، نوع من العمل المدنى الذى يضاعف من ارتباط الناس بهذه الجمعيات. 
 
وحتى يمكن توفير لقاحات للجميع، على كل طرف أن يقوم بدوره، حتى نتجاوز واحدة من أكثر الأزمات خطرًا، الحكومة ووزارة الصحة واللجنة العلمية، وعلى المستشفيات والمعامل الخاصة أن تشارك، ولا أحد يطالبها بأن تقدم خدماتها مجانًا، لكن أن تتوقف عن المتاجرة بالأزمة، حتى يمكن أن نتجاوز أزمة لا تستثنى أحدًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم السبت


مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد


الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

شقيق حامد حمدان: أخى فى حالة نفسية سيئة ومستعد للعب للزمالك دون شروط

شيماء منصور تكتب: في محراب الملك لير.. حين يتجدد سحر الفخراني على خشبة المسرح

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

مادويكي على أعتاب أرسنال مقابل 50 مليون إسترليني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى