الذئاب تكشر عن أنيابها فى وجه ترامب.. قرارات صادمة تهدد الحياة البرية فى أمريكا بحلول 2021

الذئاب المهددة بالانقراض

محمد غنيم ووكالات

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020 11:00 ص

الذئب حيوان اجتماعى الطبع، أقرب الحيوانات إلى الإنسان فى التشابه الاجتماعى من حيث الدفاع المستميت عن عائلته، فلا يوجد حيوان على الأرض يشبه البشر في سلوكه الاجتماعي أكثر من الذئاب، عرفت الذئاب برمز الحرية فى حياة البرية الأمريكية، إلى أن تعرضت للخطر فى الآونة الأخيرة بسبب قرار ترامب الصادرة فى أكتوبر الماضى كتوبر الماضى التى نصت على "عدم اعتبار الذئاب من الأنواع المحمية في الولايات المتحدة"، علماً أن أولى إجراءات الحماية كانت قد طُبقت في سبعينات القرن الماضى، بعد انقراضها الافتراضيّ في الولايات المتحدة.

وتقول ماجي هاول، مديرة مركز حماية الذئاب في ولاية نيويورك، إن "الذئاب تُستعاد حاليا في حوالي 10 بالمئة فقط من أراضيها التاريخية" وإن تخفيف تدابير الحماية لهذا النوع في بعض الولايات أدى في الماضي إلى ظهور الصيد والفخاخ.

لذلك يخشى المدافعون عن البيئة من عدم التمكن من ضمان سلامة حوالي 6000 ذئب منتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة القارية عندما يدخل القانون الجديد حيز التنفيذ في يناير 2021

وتذكّر بأن تخفيف التدابير المتخذة لحماية هذا النوع الحيواني في بعض الولايات في السنوات الماضية أدى إلى القضاء على أعداد كبيرة منها بفعل عمليات الصيد.

وبعد إطلاق هاول هتافاً، يتردد في أرجاء الموقع عواء 3 ذئاب تشكّل «سفيرة» المركز وتؤدي دوراً محورياً في توعية السكان الذين في إمكانهم متابعة حركاتها على مدار الساعة من خلال كاميرات مراقبة تبث محتواها عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمئات الآلاف من محبي هذه الحيوانات.

وتؤوي المنظمة حالياً 40 ذئباً من أجناس مهددة للغاية، بينها خصوصاً ذئاب مكسيكية تقتصر أعدادها حالياً في الطبيعة على نحو 200 ذئب فقط، إضافة إلى ذئاب حمراء وهي فصيلة مهددة بخطر انقراض بالغ مع نحو 20 حيواناً فقط منها في الطبيعة حملة إبادة.

وكانت الولايات المتحدة تضم ما يقرب من 250 ألف ذئب قبل وصول المستوطنين الأوروبيين في القرن الـ16 وانطلاق ما يشبه حملة الإبادة لهذه الحيوانات.

ويقول حارس الغابات ريك ماكينتاير وهو مؤلف كتب عدة عن الذئاب «من أولى الأمور التي فعلها الحجاج في مستوطنات ماساتشوستس كان تخصيص جائزة مالية ترتفع قيمتها مع ازدياد عدد الذئاب التي يُقضى عليها».

في المقابل، تعايش السكان الأصليون بتناغم تام مع الذئاب لآلاف السنوات، وقدّموا لها التكريم مدركين بوضوح أهميتها البيئية، وأكدت دراسات حديثة الدور المحوري لهذه الحيوانات في التحكّم بحجم قطعان أيائل الإلكة التي تستهلك كميات كبيرة من العشب، ما يجنّب القضاء على مساكنها الطبيعية.