علي الكشوطي يكتب: إلى المنتظرين من محمد فؤاد غناء الإلياذة .. كان فيه وخلص

محمد فؤاد
محمد فؤاد

لسنوات طويلة عاش الكثيرين مع أغاني المهرجانات نرقص عليها في تجمعاتنا وحفلاتنا ومناسبتنا الخاصة، لكنهم يسبونها ويلعنونها علي مواقع التواصل الاجتماعي، ننبسط بها ونقول أن تلك الأغنيات مبهجة وموسيقاها مختلفة ولكن يجب مراعاة الكلمات التي تقدم، وأن تقدم كلمات غير خادشة، وفي الوقت الذي يتشجع نجم كبير في حجم محمد فؤاد ويقرر الدخول في تلك المنطقة بكلمات جيدة وموسيقي تنتمي لنوعية موسيقي المهرجانات من خلال أغنية "الحفلة"، استل رواد مواقع التواصل الاجتماعي السكاكين علي نجم كبير لا يعيبه سوي القليل من الكسل لأسبابه الخاصة التي قد تقبلها أو ترفضها طبقا لتقيمك لكن المهم هو أنه لا يوجد فنان موهوب يغيب عن جمهوره إلا لأسباب لا يستطيع تقيمها سوي نفسه ولا أحد يستطيع أن ينكر موهبة محمد فؤاد.

 

العجيب والغريب في الأمر أن الفن ما هو إلا لعبة تجريب وتجديد ومغامرات ومحاولات وجنون وجموح، لا يوجد عمل فني كامل والفنان الذي يرضي عن أعماله يكتب بذلك شهادة وفاته فنيا، فدوما هناك "حتة ناقصة" يشعر بها المبدعون فقط، ولذلك يحاول طوال الوقت التجويد والتجديد والعمل علي تقديم أعمال أقرب للكمال وهو الدافع الإساسي الذي يدفع الفنان للاستمرار فهناك دوما في الإمكان أفضل مما كان.

أما للمنتظرين من محمد فؤاد غناء الإلياذة فيجب عليهم أن يعلموا أنه "كان فيه وخلص" وهذا ليس معاناه أن محمد فؤاد غير قادر علي تقديم كلمات ذات معاني قوية أو فلسفية أو حتي كلمات أغاني تشبه ما قدمه نجوم زمن الفن الجميل أو القصائد والمعلقات، فؤاد لديه من الموهبة والخامة الصوتية التي تجعله قادر علي تقديم ألوان مختلفة من الغناء، ولكن من الذي سيستمع لذلك فالقاعدة الأساسية للفن هو تقديم فن مناسب للجمهور، فهل يستطيع أن يجلس الجمهور الأن يستمع لأغنية مدتها ساعة بمقدمة موسيقية تصل إلي 5 أو 7 دقائق مثلما كانت تقدم كوكب الشرق أم كلثوم؟، هل سيتذوق الجمهور الحالي ذلك ؟ هل سيقبل غناء فؤاد لأدب الحلاج أو المعلقات مثلا أو القصائد المطولة باللغة العربية الفصحي كل ذلك كان موجود و"خلص" وأنتهي، الحقيقة أن مزاج الجمهور تغير وبناء عليه يجب أن يغير الفنان من جلده ويتنوع، وما فعله فؤاد هو تقديم أغنية واحدة فقط من نوع مختلف عن أغانيه وهو نوع من الموسيقي له جمهور كبير فلم يجرم، قد تتقبل الأغنية وقد ترفضها لكن ذلك لا يستدعي أبدا كل هذا الكم من الإحباط لمحمد فؤاد وبموهبته افتحوا المجال لتقبل الاختلاف فالفن ضد التنميط والقوالب الثابتة وإلا لما أطلق عليه فن من الأساس.

 

بالطبع لا أنكر علي جمهور محمد فؤاد أو غيره الطمع في موهبته بتقديم أعمال جيدة ومزيد من الإنتاجات ولكن الغرض والقصد هو ألا نحجر علي اختيارات الفنانين فلهم الحق في تجريب أنفسهم في ألوان مختلفة لم يقدموها من قبل ولهم الحق وكل الحق في أن يقيم تجربته بنفسه ويري نفسه أين وصل بتلك التجربة، فالهجمة الشرسة علي فؤاد وغيره قد تخوف الكثيرين من التجريب وهو أمر بكل تأكيد ليس في صالح الصناعة نفسها، فالعالم كله يجدد من موسيقاه في كل لحظة ونحن ننكر علي فؤاد أن يغير لونه الغنائي حتي ولو في أغنية واحدة طرحت بمناسبة احتفالات العام الجديد.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تجديد حبس المتهمين بخطف شاب بسبب خلافات على معاملات تجارية

طارق علام وسيمون فى عزاء والدة هشام إسماعيل

أمطار غزيرة تضرب الشرقية والمحافظة ترفع حالة الطوارئ.. فيديو وصور

بيراميدز: لوجانو السويسرى طلب عقد جلسة زووم للتفاوض على شراء إبراهيم عادل

ريبيرو يستبعد مروان عطية من معسكر الأهلى فى إسبانيا.. اعرف السبب


محافظ القاهرة يقيل رئيس حى دار السلام بسبب مخالفات البناء

كهرباء الإسماعيلية يتعاقد مع عمر السعيد فى صفقة انتقال حر

جلسة الحى الراقى تُنهى صفقة عمر الساعي للمصرى مقابل 50 مليون جنيه

وزارة التعليم تفتح باب التقدم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية للعام الدراسى 2026

بمستنقع محاط بالثعابين.. ترامب يفتتح "الكاتراز التمساح" لاحتجاز المهاجرين


سعد الصغير يظهر برفقة زوجته وأولاده ويخطف الأنظار

الأهلى ينتظر عودة إمام عاشور من الساحل الشمالى لبدء مفاوضات تعديل العقد

أسعار السجائر الأجنبية بعد الزيادة (إنفوجراف)

رئيس التعبئة والإحصاء: اعتبرنا المستأجرين البالغين 60 عاما سكانا أصليين

موعد مباراة ريال مدريد ضد يوفنتوس فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

إنزاجى بعد الفوز التاريخى على مان سيتى: أثبتنا أن الهلال لا يعرف المستحيل

فلسطين تدعو لتحرك عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد شعبها

لحظة العثور على جثمان الطفلة مريم في عرض البحر.. فيديو متداول

مباراة الهلال القادمة.. مواجهة أمام فلومينينسى بربع نهائى مونديال الأندية

اختفت 3 أيام فى البحر.. عوامة وأمواج وغفلة الأب تفاصيل غرق الطفلة مريم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى