رئيس السكة الحديد لـ"اليوم السابع": لدينا عجز فى الموازنة بين إيرادات الهيئة ومصروفات التشغيل بنسبة 30%.. ونسحب المستحقات على المكشوف من البنك المركزى لتوفير الأجور.. وجميع العاملين يخضعون لتحاليل المخدرات

المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد

حوار: رضا حبيشى ـ تصوير عمرو مصطفى

السبت، 05 ديسمبر 2020 12:00 م

أكد المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد أن حجم التأخيرات الفعلية حاليا لا تتعدى 20 دقيقة فى حركة قطارات خطوط الوجه البحرى و40 دقيقة فى حركة قطارات الصعيد، وأن الهيئة تعلن يوميا متوسط تأخيرات متوقعة يزيد حجم عن التأخيرات الفعلية تحسبا لأى عوارض طارئة بما يراعى الركاب بحيث لا يحدث تعطيل لمصالحهم فى حالة زيادة متوسط التأخيرات الفعلية بسبب أى عارض مفاجئ.

وأضاف رئيس هيئة السكة الحديد فى حواره لـ "اليوم السابع" أن حجم العجز بين إيرادات الهيئة ومصروفات تشغيل القطارات يصل إلى 30%، وأن هذا العجز يتم تغطيته من خلال السحب على المكشوف من البنك المركزى لتغطية أجور العاملين، وأن الهيئة تخطط لتغطى إيراداتها مصروفات التشغيل بحلول العامل المالى 2023/ 2024، مؤكدا أن 75% من قطارات الهيئة تذاكرها تتراوح بين 1 و3 جنيهات، وإلى نص الحوار..

بداية.. حدثنا عن حجم التأخيرات فى مواعيد القطارات حاليا ومدى انتظام الحركة؟

نصدر بيانا يوميا بمتوسط التأخيرات فى حركة القطارات.. ومتوسط التأخيرات الفعلى أقل مما نعلنه فى بيان التأخيرات اليومى.. ومتوسط التأخيرات الفعلى فى الوجه البحرى يتراوح بين 15 و20 دقيقة.

ما تعليقك على أزمة تأخيرات القطارات الأخيرة؟

التأخيرات الكبيرة التى تعرضت لها حركة القطارات الفترة الماضية استمرت أقل من أسبوع فى أعقاب الحكم على سائق قطار حادث النجيلى بالسجن 9 سنوات، حيث حدث نوع من الغضب والتضامن من سائقى القطارات مع زميلهم المحكم عليه بالسجن.. ووزير النقل جلس معهم مرتين وشرحنا الأمر لهم واتخذنا مجموعة من الإجراءات.. نحن لا نتدخل فى عمل القضاء لكن اتخذنا إجراءات.

هل ما حدث من قبل وزير النقل أو ما اتخذته الهيئة من إجراءات فى هذه الأزمة لصالح السائقين يؤثر بالسلب على الانضباط؟

لا مساس بأى إجراءات سلامة فى تشغيل القطارات.. وهذا شئ أنا مسئول عنه.. أى إجراء يتم نراعى فيه السلامة السلامة أولا.. سلامة حركة القطارات وسلامة الركاب.. إجراءات السلامة المطبقة لدينا تتماشى مع إجراءات السلامة والمقاييس العالمية.. ما اتخذناه إجراءات إدارية لا علاقة لها بالانضباط وسلامة التشغيل.

متى ستنتهى الهيئة من تنفيذ أول مشروع لأعمال تحديث نظم الإشارات بالسكة الحديد؟

ستنتهى الهيئة من أعمال تحديث نظم الإشارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية الذى تنفذه شركة تالس الاسبانية بطول 208 كم، ومن المخطط له انتهاء هذا المشروع نهاية 2021 حيث سينتهى بالكامل من محطة مصر برمسيس حتى محطة الإسكندرية.. وسيتضمن مشروع تحديث إشارات هذا الخط إنشاء برج مركزى يتحكم آليا فى مسير حركة القطارات بطول الخط من القاهرة للإسكندرية.

ومع انتهاء تنفيذ هذا المشروع سيتم التحكم آليا فى حركة مسير القطارات على هذا الخط من خلال البرج المركزى المسئول عن مراقبة والتحكم فى مسير حركة القطارات، ولن يتدخل العنصر البشرى فى تشغيل القطارات سوى فى حالات الأعطال الطارئة.. وهذا سيزيد معدلات السلامة فى التشغيل وسيقلل زمن التقاطر بين القطارات وبالتالى سيزيد عدد القطارات العاملة وممكن تصل زمن التقاطر بين كل قطار والقطار التالى له 5 دقائق.. ومنظومة الإشارات التى تنفذها الهيئة بالخطوط الرئيسية حاليا تعتبر الأحدث تكنولوجيا على مستوى العالم.

هذه المنظومة فيها ميزة عظيمة أخرى أنه فى حالة شغل سكة من المسار سواء بسبب عطل أو أى أعمال يمكن تشغيل على السكة الأخرى.

وماذا عن خط الصعيد؟

نعمل فى خط الصعيد فى المسافة من بنى سويف حتى نجع حمادى.. هناك شركتان تعملان فى هذا القطاع.. شركة التسوم تعمل فى المسافة من بنى سويف لأسيوط بطول 250 كم ومن المخطط أن تنتهى منها فى أكتوبر 2021 وشركة تالس الاسبانية تنفذ المسافة من أسيوط حتى نجع حمادى بطول 180 كم ونضغط لإنهاء هذه المسافة نهاية 2021 أو بداية 2022.

متى سيتم الانتهاء من تحديث نظم الإشارات فى باقى قطاعات خط الصعيد؟

هناك قرض من البنك الدولى ستنتهى إجراءات تفعيله فى فبراير المقبل وسيتم الطرح أمام الشركات العالمية نهاية يناير المقبل بحيث يتم اختيار الشركة التى ستحدث نظم الإشارات فى هذا القطاع.. وفى المسافة نجع حمادى حتى الأقصر بطول 118 كم خلال يناير المقبل سنكون انتهينا من الترسية على شركة كورية لتنفيذ هذا المشروع بتمويل كورى فى صورة قرض كورى ميسر قيمته 115 مليون دولار.. والجزء الأخير من الأقصر لأسوان شركات كورية تعد حاليا دراسة جدوى اقتصادية وبيئية لتنفيذ هذا القطاع بتمويل كورى ومتوقع البدء فى هذا القطاع فى النصف الثانى من 2021.

ونستطيع القول أن المشروعات الجارية سننتهى منها بالكامل نهاية 2021 وبداية 2022 أما المشروعات الجديدة التى سيتم طرحها خلال العام المقبل ستنتهى خلال 3 سنوات لأن أعمال التنفيذ تتم بالتوازى مع استمرار تشغيل حركة القطارات.. وأوكد أن كل جزء يتم انتهاء تحديث نظم إشاراته ودخوله الخدمة يساهم فى رفع كفاءة الخط وحركة القطارات عليه.

ما مصير القطارات الحالية مع إدخال القطارات الجديدة الخدمة سواء الروسية أو الاسبانية؟

مع تنفيذ مشروعات تحديث نظم الإشارات سيقل زمن التقاطر وبالتالى زيادة عدد القطارات العاملة.. لذلك سيكون بإمكاننا رفع طاقة الخط من القطارات العاملة عليه مع ورود القطارات الجديدة.. وهذا ما نفعله حاليا.. نرفع أعداد طاقة القطارات تدريجيا.

هل يمكن إخراج بعض القطارات الحالية من الخدمة وتخريدها مع دخول القطارات الجديدة؟

خطتنا تشمل رفع كفاءة القطارات العاملة على هذه الخطوط سواء القطارات المميزة التى يتم رفع كفاءتها فى ورش كوم أبو راضى ببنى سويف أو القطارات المطورة التى يتم إعادة تأهيلها فى مصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع.. لا توجد قطارات ستخرج من الخدمة.. نحن مع تطوير البنية الأساسية.

حدثنا عن خطة تطوير الخطوط الفرعية وازدواجها ؟

التطوير الذى نقوم به حاليا سيشمل كافة الخطوط لخدمة الشعب المصرى بالكامل.. وحاليا نستعد لتحديث نظم الإشارات على خط طنطا ـ المنصورة ـ دمياط بطول 120 كم وسنطرح تنفيذه أمام الشركات العالمية بتمويل من وكالة التنمية الفرنسية وبنك الاستثمار الأوربى فى صورة قرض ميسر بحيث يتم تحديث نظم إشاراته وإجراء ازدواج له.. ولدينا خطة لازدواج خطى قليوب منوف ـ طنطا وطنطا ـ زفتى ـ الزقازيق مع تحديث نظم الإشارات بهما.. نريد ازدواج هذه الخطوط لزيادة عدد القطارات بهما بما يواكب حجم الإقبال على قطاراتها من المواطنين والزيادة السكانية.

كيف يتم إجراء تحليل المخدرات على عاملى الهيئة وحجم النسب الإيجابية؟

جميع العاملين فى السكة الحديد بما فيهم أنا شخصيا وليس فقط طوائف تشغيل القطارات يخضعون لتحاليل المخدرات فجائيا.. هناك بروتوكول تعاون مع صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن.. هذا الصندوق يقوم بحملات فجائية.

وبعض نتائج تحاليل المخدرات على العاملين تكون إيجابية وقد يكون ذلك بسبب تعاطى بعض الأدوية والعلاجات التى بها مادة مخدرة لعلاج بعض الأمراض لذلك أعد مستشفى السكة الحديد قائمة بهذه الأدوية ولا يحصل عليها العامل إلا بموجب روشتة.

وأى عامل تثبت إيجابية تحليل المخدرات الخاص به يتم رفعه من التشغيل لمدة 6 شهور.

لماذا تراجع حجم المنقول من البضائع بالسكة الحديد خلال السنوات الماضية؟

مع انخفاض اتاحية الجرارات كنا نضطر للحفاظ على تشغيل قطارات الركاب وعدم تكرار أعطالها إلى سحب الجرارات من قطارات البضائع للعمل فى قطر قطارات الركاب.. لكن مع وصول الجرارات الأمريكية الجديدة بدأنا نتجه إلى قطاع البضائع ونرجع جرارات البضائع للعمل مرة أخرة فى قطر قطارات البضائع.. بالإضافة إلى أن الـ 81 جرار التى يجرى إعادة تأهيلها من قبل شركة جنرال الكتريك الأمريكية سيتم الدفع بهم بالكامل كقطارات بضائع.

هل تغطى إيرادات السكة الحديد يغطى مصاريف تشغيل القطارات؟

يوجد عجز حوالى 30%.. ونخطط بحيث تغطى الإيرادات مصروفات التشغيل بحلول العام المالى 2023/ 2024.. وهنا لابد أن أشير إلى أن قطارات الركاب العادية الدرجة الثانية والثالثة أسعار تذاكرها لم تتحرك منذ عام 1999.. ما زال هناك أسعار تذاكر بجنيه واحد فى بعض الخطوط مثل خط أبو قير بالإسكندرية وخط شبين القناطر ـ 23 يوليو.. من القاهرة حتى المناشى بجنيه.. وهذه القطارات تمثل 75% من أسطول قطارات الهيئة.

وكيف يتم تغطية عجز الـ 30%؟

من خلال السحب على المكشوف من البنك المركزى.. نسحب على المكشوف لنغطى أجور العاملين.. وما يتم سحبه يصبح ديون على الهيئة بفوائد بنكية.. ونخطط لتغيير هذا الوضع بحول 2023/ 2024 من خلال إيرادات المنقول من البضائع عبر السكة الحديد وإيرادات القطارات الجديدة وحصيلة استغلال أراضى الهيئة وبيع الخردة.