تعرف على محاولات مصر استرجاع تمثال رأس نفرتيتى من برلين منذ 96 عامًا

نفرتيتى
نفرتيتى
كتب أحمد منصور

من الموضوعات التى يتم طرحها بين الحين والأخر هى رأس نفرتيتى، التمثال الذى خرج من مصر بطرق غير مشروعة عن طريق خداع مكتشفها عالم الآثار الألمانى لودفيج بورشارت وقت القسمة، ومنذ  108 عام وبالتحديد يوم 6 ديسمبر عام 1912م، تم اكتشاف التمثال، ، فى تل العمارنة بقيادة عالم الآثار الألمانى لودفيج بورشارت، فى ورشة النحات تحتمس، مع العديد من التماثيل النصفية الأخرى لنفرتيتى.

وعندما اكتشف بورشارت وصفها فى مذكراته، قائلا: "فجأة، أصبح بين أيدينا أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية، لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، لابد أن تراه"، وهذا عكس ما ذكره خلال القسمة حيث عرض على جوستاف لوفيفر مدير تفتيش آثار مصر الوسطى ، صورة ذات إضاءة سيئة لتمثال نفرتيتى، كما أخفى التمثال فى صندوق عند زيارة "جوستاف لوفيفر"، وكشفت الوثيقة عن أن بورشارت، ادعى أن التمثال مصنوع من الجبس، غير أنه مصنوع من الحجر الجيرى الجيد.

فما هى المحاولات التى هاضتها مصر لعودة التمثال مرة أخرى، وهل يوجد محاولات فى الوقت الحالى؟، ولهذا نستعرض محاولات مصر لاسترجاع التمثال مرة أخرى، فكان البداية عندما طالبت السلطات المصرية بعودة التمثال إلى مصر، منذ إزاحة الستار عن التمثال وعرض لأول مرة فى متحف برلين عام 1924م، طالب بيير لاكو مدير مصلحة الآثار آنذاك وخليفة ماسبيرو بعودة التمثال لمصر وشكك فى القسمة بانها قد تمت بأسلوب غير أخلاقى، وفى عام 1925م، هددت مصر بحظر التنقيب الألمانى عن الآثار فى مصر، إلا إذا أعيد تمثال نفرتتيى. ومنع بورشارت مكتشف التمثال من الحفر فى مصر، وألقت الشركة الشرقية الألمانية باللوم على إهمال المفتش، وأشارت إلى أن التمثال كان على رأس قائمة التقسيم، وأن الاتفاق كان نويها.

وفى عام 1929م زار بيير لاكو برلين والتقى بمدير متحف برلين آنذاك هينويش شيفر واتفقا على حل المشكلة، حيث عرضت مصر مبادلة التمثال مقابل تمثالين هما رعنفر من الأسرة الخامسة وتمثال جالس لأمنحوتب ابن حابو من الأسرة الثامنة عشرة، وقد وافقت وزارة الفنون والعلوم والتعليم على ذلك أولا، إلا أن الرأى العام كان عكس ذلك حتى رفضت الوزارة عام 1930م تحت غدارة ألفريد جريم.

ويقول كتاب "ملكات مصر" للدكتور ممدوح الدماطى، أستاذ الآثار المصرية بجامعة عين شمس، حاولت مصر مرة أخرى بدء مفاوضات حول التمثال، ولكن دون استجابة من ألمانيا، إلا أنه فى ذكرى جلوس الملك فؤاد الأول على العرش عام 1933، طالب هيرمان جورينج وزير سلاح الجو النازى بإعادة التمثال للملك فؤاد الأول كمبادرة سياسية، وبدعم من المسؤول الإععلامى لهتر والسياسى النازى البارز يوسف رجوبلز وافق هتلر مبدئيًا إلا أن الرأى العام عرض الفكرة، وعندما زار هتلر المتحف ورأى التمثال عارض أيضا الفكرة، وقال للحكومة المصرية أنه سيبنى متحًا مصريًا جديدًا لنفرتيتى.

 

وحين أصبح التمثال تحت سيطرة الأمريكان بعد الحرب العالمية الثانية، طالبت مصر الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمها التمثال، ووافقت الولايات المتحدة الأمريكية أول الأمر على أن يقام معرض لفنون العمارنة وتمثال نفرتيتى فى نيويورك ثم يعود بعدها إلى القاهرة، إلا أنها وبعد أن أطلعت على أوراق خروج التمثال رفضت واعتبرت أن التمثال خرج من مصر بقسمة شرعية، ونصحت مصر ببحث القضية مع السلطات الألمانية الجديدة.

 

وأوضح كتاب "ملكات مصر" أنه فى عام 1976م طالب الدكتور عبد القادر سليم رئيس هيئة الآثار مجددًا بعودة راس نفرتيتى، إلا أن هيلموت شميت مستشار ألمانيا الغربية شكاه للرئيس أنور السادات فعزله، إذ أن العلاقات المصرية الألمانية كانت قد عادت لتتحسن بعد توترها لعدة سنوات.

ثم أعلن الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن تمثال نفرتيتى ملك مصر، وانه خرج من مصر بطريقة غير شرعية، وبالتالى ينبغى إعادته. وطالب ألمانيا بإثبات صحة حيازتها للتمثال من الناحية القانونية. وفى عام 2005، طالب حواس اليونسكو بالتدخل لإعادة التمثال.

 

وفى عام 2007، هدد حواس بحظر معارض الآثار المصرية فى ألمانيا، إذا لم تقرض ألمانيا تمثال نفرتيتى لمصر، ولكن دون جدوى. كما طالب حواس بمقاطعة عالمية لإقراض المتاحف الألمانية القطع الأثرية بادئ ما أسماه "الحرب العلمية". وطالب حواس بعنوان "رحلات نفرتيتى" اطلقتها جمعيات تعاون ثقافى، حيث قاموا بتوزيع بطاقات بريدية تحمل صورة تمثال نفرتيتى مع عبارة "العودة إلى المرسل" وكتبوا رسالة مفتوحة إلى وزير الثقافة الألمانى بيرند نيومان، تدعم إعادة التمثال إلى مصر، إلا إن ألمانيا تخشى عدم عودة التمثال، إذا أعير لمصر.

 

قدم الدكتور زاهى حواس في عام 2010 خطاب رسمى بعد الحصول على موافقة رئيس مجلس الوزراء آنذاك، لإرسال الخطاب، ويقول حواس لـ "اليوم السابع"، كان رئيس الوزراء قرر توقيعى على الجواب، وكنت وقتها أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وتم إرسال الخطاب بشكل رسمى لعودة نفرتيتى ويعد هذا أول خطاب رسمى يتم إرساله إلى ألمانيا، حيث كان يوجد طلب من إحدى الحكومات المصرية فى القرن الماضى ولكنه لم يتم.

 

وبعد ذلك أرسلت الحكومة الألمانية ردًا على خطابى مطالبين توقيعه من وزير الثقافة وقتها، وفى الوقت الذى وصل الخطاب للدكتور زاهى حواس كان قد أصبح وزيرًا للآثار، لم تعط لى الفرصة بالتوقيع على الخطاب من جديد، بصفته الوزارية.

 

ومن أجل استرداد القطعة الأثرية الفريدة نفرتيتى، يعمل الدكتور زاهى حواس فى الوقت الحالي على تشكيل فريق مصرى من المفكرين والمثقفين المصريين والعالميين، بتوقيع خطاب رسمى، وسيتم إرساله إلى ألمانيا بعيدًا عن وزارة السياحة والآثار، بضرورة عودة رأس نفرتيتى، نظرًا للصحوة التي يشهدها العالم صحوة الآن بأن أوروبا وأمريكا سرقوا آثار أفريقيا، ومحاولة لاستعادة الآثار التى سرقت من أفريقيا خلال فترة الاستعمار.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري


كليكس إيجيبت تكشف تفاصيل تطبيق "مصر قرآن كريم" بالتعاون مع الشركة المتحدة

ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى

الأرصاد: انكسار الموجة الحارة غدا.. ودرجات الحرارة تعود لطبيعتها السبت

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

صلاح محسن يقود هجوم المصري أمام طلائع الجيش في الدوري


الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثانية.. دغموم متصدرا

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

الزمالك يدرس العفو عن فتوح بعد مباراة المقاولون العرب

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى