دندراوى الهوارى يكتب: مطلوب من وزراء البترول والمالية والصناعة حماية صناعة الحديد الوطنية وتخفيض أسعار الغاز.. الإنتاج المصرى يغزو أسواق 70 دولة.. والدول الكبرى لم تتقدم إلا بأصوات ماكينات الإنتاج العملاقة

المصانع الكبرى قلب التنمية الاقتصادية النابض وقوة الدفع الرئيسية للتقدم

الإدارى الناجح، هو الذى يتمتع بقدرة الإطفائى البارع الذي يحمى مصالح، المؤسسة التى يقودها، والحفاظ على مستقبل العمال والموظفين، من خلال سكب ماء الواقعية على جمر الأزمات.

1 (1)

 

ومن المعلوم بالضرورة أن الصناعة تعد قاطرة التنمية والتقدم الاقتصادى المبهر، لما تتميز به من خصائص لا تتوافر لغيرها من القطاعات التنموية الأخرى، سواء التى يترتب عليها ارتفاع حجم القيمة المضافة، بواسطة الصناعات التحويلية والاستراتيجية، أو ما يتعلق باعتمادها على التكنولوجيا المتقدمة، خاصة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، التى تعد ثورة صناعية رابعة يشهدها العالم اليوم، ولكم فى الهند، مثالا حيا.

من هذه المنطلقات الراسخة، لابد للإدارى الناجح، سواء كان يقود مؤسسة، أو وزارة، فى القطاع الصناعى، يدرك أهمية الصناعة، وإنها قلب التنمية الاقتصادية النابض، ومن بين الصناعات الناجحة فى مصر، صناعة الحديد، ذائعة الصيت والشهرة، والرقم الجوهرى فى معادلة التصدير واقتحام الأسواق الأوروبية، قبل الأفريقية والآسيوية، ومن ثم تحتاج لدعم حكومي بقوة، وتذليل كافة العقبات أمامها.


 

ارتفاع سعر الغاز يؤثر على المصانع الوطنية وأول القطاعات الصناعية المتضررة من ارتفاع أسعار الغاز، صناعة الحديد والصلب، مما يترتب عليه رفع في أسعار الإنتاج بالسوق المحلى، وأيضا تأثيراته السلبية على التصدير، في ظل تحدى ومنافسة شرسة من دول كبرى في هذه الصناعة، بينما لو تم تخفيض سعر الغاز، والذى وصلت مصر للاكتفاء الذاتي منه، سينعكس ذلك إيجابيا على سعر الحديد في الأسواق المحلية، وزيادة كبيرة في الصادرات.

ارتفاع أسعار السلع فى السوق المحلى وتراجع الصادرات، هى أكبر التحديات والأزمات التى تواجه منتجات الحديد المصنعة فى مصر بسبب ارتفاع سعر الغاز ضعف السعر العالمى، وعدم تدخل وزراء البترول والمالية والصناعة، بصفتهم أبرز أعضاء لجنة الطاقة لأسعار الغاز، لتخفيض أسعار الغاز للمصانع، وهو ما يمثل علامة استفهام، فى ظل أن وزارة البترول ترفض نقص مخصصاتها، ووزارة المالية لا تبحث تحمل الفروق في مخصصات وزارة البترول، ووزارة الصناعة حائرة ما بين الوزارتين، ويدها مغلولة لا تعرف ماذا تفعل..!!

 

1 (2)

نعم، المفترض أن وزارة المالية تتحمل فروق خفض الأسعار للقطاع الصناعى، حيث ترى وزارة البترول أن تكلفة متوسط استخراج ونقل المليون وحدة حرارية وضخها عبر شبكة الغاز، يكلف الحكومة 4 دولارات للمليون وحدة حرارية، وهو ما جعل وزارة البترول ترفض التخفيض، وهنا لابد أن يكون لوزارة المالية دورا جوهريا فى هذه القضية الجوهرية، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن مصر تصدر حديد صلب إلى أكثر من 70 دولة حول العالم وفقا لتقارير المجلس التصديرى لمواد البناء والسلع المعدنية والحراريات، وتأتى المملكة العربية السعودية على رأس أكثر 5 دول حصولا على الحديد المصرى.  

2019_12_22_13_19_44_465

إذن صناعة الحديد والصلب فى مصر، قوية وجوهرية، ومقتحمة لأكثر من 70 سوقا خارجيا، بجانب سد كل احتياجات السوق المحلى، ما يدفع الحكومة إلى ضرورة دعم هذه الصناعة التي تضم ألاف العمالة والموظفين، وتفتح أفاقا كبيرا فى توفير فرص العمل، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الحكومات فى الدول المختلفة تدعم صناعتها بكل قوة، من خلال مراجعة أسعار الطاقة شهريا لكى تتماشى مع السوق العالمية وما يحدث فيه من متغيرات وتقوم على أساسه بتحديد سعر الطاقة، والوقوف فى المقام الأول عند تحديده، إلى جانب الصناعة حتى لا تتأثر المنتجات فى منافستها الأسواق الأخرى وتتراجع معدل صادراتها، بينما الحكومة المصرية لم تتخذ حتى الآن خطوة نحو التخفيض، رغم الأزمات الكبيرة التى شهدها عام 2020 الجارى، وتأثر كافة الأسواق حول العالم بأزمة انتشار فيروس كورونا، وتركتها تتحمل المزيد من الأعباء المالية والخسائر التى تؤثر فى النهاية على معدلات النمو التى تسعى إليها سنويا.

نتمنى أن تتكاتف الوزارات الثلاث، البترول والمالية والصناعة، لدراسة أمر تخفيض أسعار الغاز للمصانع، دعما للصناعات الوطنية، العمود الفقرى للتنمية الاقتصادية، وما توفره من عملات صعبة بالتصدير للأسواق المختلفة، وتأثيراته الإيجابية على خفض الأسعار في السوق المحلى، بجانب وهو الأهم، ما توفره من فرص عمل كثيفة.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد إمام لأولاد عمته الراحلة: انتوا رجالة وقد المسئولية وكلنا فى ضهر بعض

رئيسة وزراء إيطاليا: من العبث مهاجمة عدو وهمي.. والعدو الحقيقي عجزنا عن اتخاذ القرار

تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

مانشستر سيتي يتأهل لنصف نهائي كأس الرابطة بثنائية أمام برينتفورد

لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا


باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

القضية السابعة.. فيفا يقرر إيقاف قيد نادى الزمالك لـ 3 فترات جديدة

التصريح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور بعد الانتهاء من الصفة التشريحية

صحتك بالدنيا.. أعراض واختلافات بين كورونا والإنفلونزا يجب معرفتها هذا الشتاء.. فحص دم جديد يكشف الأورام السرطانية فى الرئة.. أطعمة تحتوى على سعرات وسكريات خفية.. ونصائح للحفاظ على صحتك بعد الأربعين

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية


مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

أحمد صلاح: لا توجد نية لاعتزال الكرة الطائرة فى الوقت الحالى

طبيب الأهلى يكشف تطورات حالة أشرف بن شرقى

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

وزارة الداخلية تحبط محاولة 3 أشخاص توزيع أموال بمحيط لجان البساتين

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى