روشتة مصرية لـ"عاصمة النور".. مكافحة الجماعات المتطرفة في صدارة قمة "ماكرون ـ السيسي".. رغبة فرنسية في الاستفادة من خبرات مصر لمواجهة "منابر الإرهاب" داخل باريس.. واهتمام خاص بـ"ملف لبنان" والتصدي لأطماع تركيا

السيسي لدي وصوله باريس
السيسي لدي وصوله باريس
كتب: أحمد علوي

في خطوة تؤكد الزعامة المصرية للرؤية الإسلامية المعتدلة والعالم الإسلامي القابل للتعددية واحترام الآخر، بدأ الرئيس عبد السيسي بزيارة مهمة الأحد للعاصمة الفرنسية باريس، تستمر ليومين، وذلك بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، من أجل إجراء سلسلة من المشاورات الثنائية المكثفة فيما يتعلق بالعالقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى الاستعانة بجهود مصر ورؤيتها في الإسلام المعتدل للتصدي لنفوذ التيارات المتطرفة، والتي بدأت تهدد مؤسسات الدولة الفرنسية والمجتمع الفرنسي.

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد ألقى خطابًا تاريخيًا منذ شهرين أعلن فيه رفض بلاده لنفوذ الإسلام السياسي داخل المجتمع الفرنسي، محددًا تركيا بالأسم وتكفل الإعلام الفرنسي بإضافة قطر للجهات التي تمول تلك التيارات، بجانب تنظيم الإخوان وإيران.

 

ومنذ ذلك الحين، أصبحت عناوين الصحف هو رفض فرنسا لنفوذ الإسلام السياسي أو الإسلاميين، وعنون ماكرون هذا النفوذ بحالة من الانفصال الإسلامي، أو الانفصال الإسلاموي الذي تعيشه الجاليات المسلمة في فرنسا على يد سيطرة تركيا والمال القطري على المساجد والجمعيات وابتعاث الأئمة الأتراك إلى الفرنسية.

ورغم الإجراءات الفرنسية الصارمة بحق التمرد الإسلامي الجاري برعاية قطر وتركيا وإيران والإخوان، إلا أن فرنسا أعلنت صراحة حاجتها لمساعدة الدول العظمى بالعالم الإسلامي، لذا تأتي دعوة ماكرون للرئيس السيسي كتفعيل صريح لهذا المبدأ، من أجل الاستعانة بالمؤسسات الدينية والرؤية السياسية والأمنية المصرية للتصدي لهذا التمرد الإسلامي المتطرف، الأخطر على الدولة الفرنسية منذ نشأة فرنسا في القرن العاشر خلفًا لما يعرف بـ "بالد الغال". 2 ويأتي المطلب الفرنسي لمصر من أجل مد يد المساعدة في التصدي للنفوذ التركي، باعتباره ضربة فرنسية جديدة لمحاولات تركيا التمدد في أوروبا أو رفع أسهم العلاقات التركية ـ الأوروبية، في منافسة خسرتها تركيا أمام مصر عقب تأسيس "منظمة غاز شرق المتوسط"، ومن قبلها التنسيق المصري مع اليونان وقبرص ثم فرنسا وإيطاليا واخيرًا إسبانيا والبرتغال.

 

وبخلاف الحرب على الإرهاب، يأتي الملف اللبناني في المرتبة الثانية من حيث الأهمية خلال المباحثات المصرية الفرنسية في باريس التي ستعقد اليوم في "قمة السيسي ـ ماكرون"، حيث تسعي فرنسا إلي إجاد مشهد ختامي مشرف لمبادرة ماكرون الداعية لتشكيل حكومة لبنانية مستقرة بعد زيارتين للرئيس الفرنسي إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وتحاول فرنسا أن تجد مخرج لهذه الأزمة من أجل مد يد المساعدة لاقتصاد لبنان بدلاً من الخيار المؤلم بترك لبنان واقتصاده دون مساعدات كما تريد أوروبا وأمريكا.

ورغم أن العالقات الأمريكية الفرنسية لم تكن في أحسن حال في سنوات إدارة دونالد ترامب، إلا أن ماكرون وترامب قد نسقا في أكثر من قضية بشكل فاعل، من ضمنها العالقات الجيدة مع مصر، ومع خسارة ترامب لانتخابات الرئاسة الفرنسية، وصعود جو بايدن، فإن فرنسا يهمها إسداء النصائح للقاهرة فيما يتعلق بالإدارة الأمريكية الجديدة، وكذلك يهم باريس الاستماع إلى رؤية القاهرة فيما يتعلق بالتعامل مع رؤى الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة أن الرئيس ماكرون لم يعاصر الرئيس باراك أوباما ذو الهيمنة الفكرية والحركية على إدارة جو بايدن، عكس الإدارة المصرية التي عاصرت فترات التوتر مع سنوات أوباما الأخيرة.

 

وإلى جانب التنسيق الدوري حول ملفات شرق المتوسط والتصدي لمحاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستفزازية، فإن الملف الليبي سوف يكون حاضرًا على ضوء تطابق الرؤى المصرية والفرنسية في ليبيا وحتمية الذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية فورية تسفر عن حكومات تعبر عن كافة أطياف الشعب الليبي والتي تعطي ذريعة للتدخل الأجنبي في ليبيا أو تشكل موطئ قدم لإرهاب الجماعات المتطرفة في ليبيا عقب عشر سنوات من تشرذم وتفكيك الدولة الليبية ومؤسساتها

وفى ذيل جدول الأعمال، تحاول الإدارة الفرنسية أن تتخلف عن معايير الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان، عبر إثارة هذا الملف بشكل روتيني مع القاهرة، دون تخطى الخطوط الحمراء التي نجحت مصر في فرضها وصناعتها مع الدول الأجنبية حينما يتم إثارة ملفات الجبهة الداخلية.

 

ويمكن تلخص جدول أعمال اللقاءات المصرية الفرنسية، بناء علي طلب باريس، فيما يلي:

طلب مساعدة مصر للتصدي للنفوذ الإسلاموي القطري والتركي والإخواني والإيراني، في فرنسا، وفك هيمنة الإسلام السياسي على المساجد والجمعيات الدينية في فرنسا.

استمرار التنسيق فيما يتعلق بالملف الليبي

 

مساعدة مصر في سرعة تشكيل الحكومة اللبنانية لإخراج لبنان من عثرته

 

استمرار التنسيق فيما يتعلق بملفات شرق المتوسط وتطويق الاستفزازات التركية
 

 

مناقشة ملامح العلاقات الدولية في عالم ما بعد دونالد ترامب

 

تأكيد التنسيق والتعاون الاستراتيجي في مجالات عدة على المستوى العسكري والأمني والاقتصادي.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز الـ 4 سنوات

10 مخالفات بقانون حماية المنافسة عقوبتها الحبس وغرامة 100 ألف جنيه

الخارجية الأمريكية: لن نتعاون مع أى جماعات لها صلات أو تعاطف مع حماس

الصراع والفقر ينشران الكوليرا.. الصحة العالمية: 390 ألف إصابة و4300 وفاة فى 31 بلد منها السودان واليمن.. الصراعات تفاقم الأوضاع الصحية.. واليونيسف تحذر: 80 ألف طفل يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا في موسم الأمطار

ملخص وأهداف مباراة مان يونايتد ضد آرسنال في الدوري الإنجليزي


متظاهرون يضرمون النار قرب مقر حزب الليكود بتل أبيب

ولى عهد الأردن يعيد تفعيل نظام "خدمة العلم" وسط تحديات إقليمية

تعرف على الجوائز الفردية ببطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاما

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

الرئيس الأوكراني يشيد بالقرار الأمريكي بتقديم ضمانات أمنية لكييف "تاريخي"


محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطة احتلال غزة .. تعرف على مراحلها

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

بوتين يناقش نتائج قمة ألاسكا مع رئيسي بيلاروس وكازاخستان

محافظ الجيزة يقود أعمال إزالة 6 أبراج مخالفة بشارع اللبيني فى الهرم.. صور

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

أخبار مصر.. الطقس غدا حار نهارا ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 35 درجة

منتخب ناشئي اليد يهزم أيسلندا ويحقق المركز الخامس فى بطولة العالم

محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب

كل ما تريد معرفته عن ملف تمديد وتجديد عقود رباعي الأهلي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى