لماذا اختفى "فرَاش" المدرسة؟!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لكل الأجيال المولودة فى فترة السبعينيات والثمانينيات وما قبلها، نتذكر جميعا شخصية "فراش" المدرسة، عم محمد، عم محفوظ، عم سالم... أسماء مختلفة نتذكرها جميعا، فقد كان هؤلاء جزء من المدرسة، وما يقدمونه من عمل وجهد له عظيم الأثر في التعريف بمعنى النظافة والنظام والمحافظة على المدرسة وعدم إلقاء القمامة على الأرض، فقد كان الفراش يتولى كل ما يتعلق بالنظافة فى المدرسة، بداية من كنس الفصول وجمع الأوراق وتوفير السلال، وضبط المقاعد الخشبية وإصلاحها، وتمهيد الفناء قبل انعقاد طابور الصباح.

وعلى حد علمى ومعرفتى، فقد كان أغلب هؤلاء الفراشين والعمال من الجنود الذين شاركوا فى حروب مصر المختلفة، سواء اليمن، أو الاستنزاف، أو أكتوبر 1973، وتم تعيينهم في مدارس الجمهورية والوحدات المحلية، طبقا لمحل إقامتهم، وبعضهم كان يحمل الشهادة الابتدائية، والبعض الآخر كان بدون أي شهادة، لكنهم كانوا جيلا ذهبيا، تعلمنا منهم النظافة والنظام، وكنا نراهم جزءً من العملية التعليمية.

للأسف فوجئت من خلال حديث عابر مع أحد الأصدقاء فى مجال التعليم بأن مدارسنا فى القرى والأرياف لم يعد بها فراشين وعمال، وباتت تعتمد على عمال من الخارج، يتم التبرع لهم بمبلغ من ميزانية المدرسة، أو من مرتبات المعلمين والإداريين من أجل تنظيف الفصول، ومراعاة حالة النظافة داخل المدرسة، بعدما خرج أغلب العمال والفراشين من المدارس خلال السنوات الماضية عقب بلوغهم سن المعاش، ولم يتم تعيين بدلاء لهم أو السعى للتعاقد مع آخرين.

بالطبع لا يمكن أن تكون المدارس الحكومية خالية من الفراشين والعمال، فلو أن مدرسة بها 15 فصلا على سبيل المثال، تحتاج إلى عاملين على الأقل لمراعاة حالة النظافة داخل هذه الفصول يوميا، خاصة فى الأيام التى نعيشها، وانتشار فيروس كورونا، والأمراض المعدية، التى تنشط  فى الشتاء، والحفاظ على النظافة العامة والشخصية جزء منها، بالإضافة إلى أن دورات المياه في المدارس لا يمكن أن تترك دون متابعة أو عمال مسئولين عنها بصورة دورية، لذلك على وزارة التربية والتعليم أن تطرح تعاقدات لعمال دائمين فى مجال نظافة المدارس والفصول، وهذا جزء أصيل من العملية التعليمية، لا أن يُترك الموضوع لتقدير مدير المدرسة أو المعلمين، الذين يقتطعون من رواتبهم شهريا من أجل نظافة المدرسة، هذا أمر يحتاج إلى دراسة من وزارة التربية والتعليم، فكما نعلم أن الحمل ثقيل وهذه ليست حالة عامة في كل المدارس، إلا أنها موجودة وتحتاج لتخطيط ومتابعة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

المكملات الغذائية لن تحميك من كورونا

المكملات الغذائية لن تحميك من كورونا الثلاثاء، 08 ديسمبر 2020 01:00 م

الميه المعدنية vs الحنفية

الميه المعدنية vs الحنفية الخميس، 03 ديسمبر 2020 11:13 ص

رفقا بعمال النظافة..

رفقا بعمال النظافة.. الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 10:44 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه


باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

قائمة شاملة بغرامات مترو الأنفاق 2025.. 41 مخالفة

فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية


تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى