اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" كيف استمدوا تاريخهم من التوراة

المفصل فى تاريخ العرب
المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل قراءتنا مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) وهو مفكر ومؤرخ عراقى له العديد من الكتب من أشهرها كتاب "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام"، ويعد هذا الكتاب واحدا من الكتب المهمة فى قراءة التاريخ العربى القديم، ويتألف الكتاب من 10 أجزاء أحدها مخصص للفهرس، ويعتبر أضخم عمل أكاديمى فى تاريخ العرب والجزيرة العربية فى فترة ما قبل ظهور الإسلام، ونشر الكتاب فى سنة 1968.
 
ومن القضايا المهمة التى يناقشها الكتاب من أين يستمد العرب تاريخهم وكيف وثقوا ما وصل إلينا؟ ومن هذه الطرق كانت "التوراة والتلمود والتفاسير والشروح العبرانية".
 
 
وفى هذه الجزئية قال جواد على: جاء ذكر العرب فى مواضع من أسفار التوراة تشرح علاقات العبرانيين بالعرب، والتوراة مجموعة أسفار كتبها جماعة من الأنبياء فى أوقات مختلفة، كتبوا أكثرها فى فلسطين، وأما ما تبقى منها، مثل حزقيال والمزامير، فقد كتب فى وادى الفرات أيام السبى، وأقدم أسفار التوراة هو سفر "عاموس" "amos"، ويظن أنه كتب حوالى سنة 750 ق. م، وأما آخر ما كتب منها، فهو سفر "دانيال" "Daniel" والإصحاحان الرابع والخامس من سفر "المزامير". وقد كتب هذه فى القرن الثانى قبل المسيح.
 
فما ذكر فى التوراة عن العرب يرجع تاريخه إذن إلى ما بين سنة 750 والقرن الثانى قبل المسيح، وقد وردت فى التلمود "Talmud" إشارات إلى العرب كذلك، وهناك نوعان من التلمود الفلسطينى أو التلمود الأورشليمى "yeruschalmi" كما يسميه العبرانيون اختصارًا، والتلمود البابلى نسبة إلى "بابل" بالعراق، ويعرف عندهم باسم "بابلى" اختصارًا.
 
أما التلمود الفلسطيني فقد وضع، كما يفهم من اسمه، فى فلسطين، وقد تعاونت على تحبيره المدارس اليهودية "academies" فى الكنائس "الكنيس"، وقد كانت هذه مراكز الحركة العلمية عند اليهود فى فلسطين، وأعظمها هو مركز "طبرية"، وفى هذا المحل وضع الحبر "رابى يوحان" التلمود الأورشليمى فى أقدم صورة من صوره فى أواسط القرن الثالث الميلادى وتلاه بعد ذلك الأحبار الذين جاءوا بعد "يوحنان" وهم الذين وضعوا شروحًا وتفاسير عدة تكون منها هذا التلمود الذى اتخذ هيأته النهائية فى القرن الرابع الميلادي.
 
وأما التلمود البابلي فقد بدأ بكتابته – على ما يظهر - الحبر "آشي" المتوفى عام 430م، وأكمله الأحبار من بعده، واشتغلوا به حتى اكتسب صيغته النهائية فى أوائل القرن السادس للميلاد. ولكل تلمود من التلمودين طابع خاص به، هو طابع البلد الذى وضع فيه، ولذلك يغلب على التلمود الفلسطينى طابع التمسك بالرواية والحديث، وأما التلمود البابلى، فيظهر عليه الطابع العراقى الحر وفيه عمق فى التفكير، وتوسع فى الأحكام والمحاكمات، وغنى فى المادة، وهذه الصفات غير موجودة فى التلمود الفلسطيني.
 
التوراة
 
وبهذا يكمل التلمود أحكام التوراة، وتفيدنا إشارته من هذه الناحية فى تدوين تأريخ العرب، أما الفترة بين الزمن الذى انتهى فيه من كتابة التوراة والزمن الذى بدأ فيه بكتابة التلمود، فيمكن أن يستعان فى تدوين تاريخها بعض الاستعانة بالأخبار التى ذكرها بعض الكتاب، ومنهم المؤرخ اليهودى "يوسف فلافيوس" الذى عاش بين سنة 37 و 100 للمسيح تقريبًا، وله كتاب باللغة اليونانية فى تأريخ عاديات اليهود  تنتهى حوادثه بسنة 66 للميلاد، وكتاب آخر فى تأريخ حروب اليهود من استيلاء "أنطيوخس أفيفانوس" على القدس سنة 170 قبل الميلاد، إلى الاستيلاء عليها مرة ثانية فى عهد "طيطس"  سنة 70 بعد الميلاد، وكان شاهد عيان لهذه الحادثة. وقد نال تقدير "فسبازيان" و"طيطس" وأنعم عليه بالتمتع بحقوق المواطن الرومانى.
 
وفى كتبه معلومات ثمينة عن العرب، وأخبار مفصلة عن العرب الأنباط، لا نجدها فى كتاب ما آخر قديم، وكان الأنباط فى أيامه يقطنون فى منطقة واسعة تمتد من نهر الفرات، فتتاخم بلاد الشام، ثم تنزل حتى تتصل بالبحر الأحمر، وقد عاصرهم هذا المؤرخ، غير أنه لم يهتم بهم إلا من ناحية علاقة الأنباط بالعبرانين، ولم تكن بلاد العرب عنده إلا مملكة الأنباط.
 
هذا وإن للشروح والتفاسير المدونة على التوراة والتلمود قديما وحديثًا، وكذلك للمصطلحات العبرانية القديمة على اختلاف أصنافها أهمية كبيرة فى تفهم تاريخ الجاهلية، وفى شرح المصطلحات الغامضة التى ترد فى النصوص العربية التى تعود إلى ما قبل الإسلام، لأنها نفسها وبتسمياتها ترد عند العبرانيين فى المعانى التى وضعها الجاهليون لها، وقد استفدت كثيرًا من الكتب المؤلفة عن التوراة مثل المعجمات فى تفهم أحوال الجاهلية، وفى زيادة معارفى بها، ولهذا أرى أن من اللازم لمن يريد درس أحوال الجاهلية، التوغل فى دارسة تلك الموارد وجميع أحوال العبرانيين قبل الإسلام.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتظام 3 صفقات جديدة فى تدريبات حرس الحدود استعدادا للموسم الجديد

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد

تشيلسى يتأهل لربع نهائى مونديال الأندية برباعية ضد بنفيكا فى 120 دقيقة مثيرة

شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور

حصاد سالم الدوسري مع الهلال بعد انتهاء مشواره فى مونديال الأندية 2025


المتهمان بالاتجار فى المخدرات: بنستخدم دراجة نارية في توزيع الأستروكس

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

منتخب إنجلترا يتوج بلقب بطل أمم أوروبا للشباب بثلاثية ضد ألمانيا.. فيديو

أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الأونروا: نظام المساعدات الأمريكى الإسرائيلى بغزة ساحة للقتل.. إريك ترامب يلمح لترشحه للرئاسة بعد انتهاء ولاية والده.. مظاهرات فى تل أبيب للمطالبة بإعادة الأسرى

عمر الأيوبى: السعيد لا غنى عنه في الزمالك.. وتريزيجيه "صفقة ثقيلة" تاهت فى أفراح زيزو


شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

الأهلى يرفض مناقشة أى عروض لرحيل زيزو بعد اهتمام قطبى تركيا بضمه

الاتحاد السكندري يفسخ عقده مع هشام عادل والشيمي.. ويستعيد عمرو صالح

فاكسيرا: تصنيع لقاح الكلب محليا بنسبة 100% لأول مرة فى مصر

بالميراس أول المتأهلين لدور ربع نهائى كأس العالم للأندية بالفوز على بوتافوجو

تحذير عاجل من هيئة الأرصاد الجوية لسكان هذه المحافظات

مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

عبير صبري تعلن انفصالها عن زوجها بعد 7 سنوات: ربنا يوفقنا وانفصلنا بكل هدوء

تغريم فتاة بتهمة إزعاج أشرف زكي وإساءة استخدام مواقع التواصل

زيادة التعويضات لضحايا حادث طريق أشمون لـ500 ألف جنيه لأسرة كل متوفي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى