نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

القارئ رائد نبيل يكتب : بمحاذاة النافذة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يوماً ما، أغمضت عيناى، كتفت يداى وأسندت رأسى على النافذة، راغباَ فى أن أستمد القوة من نفسى ..  بجوارها تشعر بأن السكون يُخيم على أرجاء العالم، ولا تجد الضوضاء إلا فى عقل ..

بمحاذاتها تمر البلاد والطرق .. حياة عابرة للكثير من البشر .. كل احد فى عالمه .. البؤساء والمتفائلون، الجانى والمجنى عليه، الظالم والمظلوم .. تسير بخيالك فيما حولك وكأنك فى حلم يقظ، تجده مليئاً بالشىء ونقيضه، نظرية اختلاف عجيبة.. الفكر نعمة ولكن تخبط الأفكار بلاء .. ربما الجلوس بجوارها متعب، ولكنك ترى الكثيرين ممن يسارعون للجلوس على المقعد الذى يجاور النافذة !! .. سعر التذكرة واحد، لا احد يدفع اكثر .. ربما صدق من قال قديماً " هؤلاء الذين يصرّون على الجلوس بمحاذاة النافذة أكثر الناس الذين لو سألتهم عن تفاصيل الطريق لا يعرفون !! " .. ألم تسال نفسك لماذا لا يعرفون ؟ ..  ربما ذهبت بهم رمال الخيال وبعثرة الأحلام وأبواب الأمل الى أبعد الحدود وتاهت بهم الخطوة المظلمة .. كل هذه الأفكار جعلتنى أعتقد أنه لا يسافر المرء لكي يصل، بل لكي يسافر.

 

وربما ذلك المكان يأخذك لمتاهة تلك الحياة التى نعيشها ..  توهان في دوامة الحياة والأفكار، لا تعرف ما يجب فعله وما لا يجب .. تعيش عاجزا عن التفكير وعاجز عن اخذ أبسط القرارات، لا تعرف فى أي طريق تسير او إلى أى مكان تتجه .. تتذكر فقدانك لحلم طالما حلمت بتحقيقه، شخص عزيز على قلبك، فقدان أموال كثيرة في صفقة ما، فقدان شيئ خسارته أكبر من أن يستوعبها العقل ويتحملها القلب وتقاومها العزيمة .. وكم هى عجيبة أيضاً فإنها تجعلك تبتسم صامتاً على ذكريات جميلة تتمنى تكرارها، أحلام محققة، صعوبات تخطيتها، أو أشياء لم تستطع البوح بها سوى لتلك النافذة .. تتذكر أشياء وكأنك تريدها أن تحادثك وتبعث لك الأمل والطموح .. حقيقة بجوارها تختار العودة لسكوتك والاعتذار بعزلتك بعض الشىء وينتابك شعور بانه لا طاقة لك لكى تتحدث لاحد غيرها ..

 

وسط كل هذا تتيقن أن الحياة تحتفظ بسرها، ولا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة غير الله، أما عوالمنا ومعتقداتنا وأفكارنا لا تُشكل سوى مقتطفات من الحقيقة الكاملة .. لذا فأعظم ما تقدمه تلك النافذة انها تجعلك تذهب لعقلك وفكرك لله مدبر الكون بأكمله تسال كيف يضع قوانين الحياة هذه وتقول فى نفسك، يا إله الكون كيف لنا أن نفهم هذه الحياة، بكل ما فيها !؟

 

فتحت عيناى بتعب وقبل أن أغلقها ثانياً، قاطعنى من يجاورنى : " هل انت من هواة الجلوس بجوار النافذة " .. أجبته باسماً : يوماَ ما سأكتب عنها .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وليد صلاح الدين يتسلّم لائحة الأهلى.. واتجاه لإجراء تعديلات عليها

شاب يذبح شقيقته 3 سنوات بسبب الغيرة.. والتحريات: يعانى من اضطرابات نفسية

مصر تستهجن تصريحات نتنياهو عن التهجير عبر معبر رفح: مرفوض قسرًا وطوعًا

فيديو مسرب من محل هواتف يكشف جريمة مزدوجة فى الجيزة.. اعرف التفاصيل

100 دراجة بخارية وسكوتر خسائر حريق معرض شارع الإذاعة بالإسكندرية.. فيديو


حزب إسبانى يطالب الحكومة بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل

بقطعة حديد في فمه.. كيف تحول لص أكتوبر لتريند قبل القبض عليه؟

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام إنبى والقناة الناقلة

كيف يمكنك التقديم مباشرة على" العمرة" إلكترونياً؟

حريق يلتهم معرض دراجات نارية بمنطقة باكوس فى الإسكندرية دون إصابات.. صور


فرنسا تعلن وجود امرأة فرنسية ضمن ضحايا انحراف قطار جبلى فى لشبونة

انفقوا من كريم أموالكم.. الشرع يطالب السوريين بالتبرع لبناء "ما دمره الأسد"

البنوك المصرية تتسلم تعميم بالتحفظ على أموال وأرصدة "شاكر محظور"

الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يخضع لجراحة لإزالة ورم سرطاني

مصر ضد إثيوبيا.. موعد مباراة الفراعنة الليلة فى تصفيات كأس العالم

استخراج جثتين من ضحايا سقوط سيارة بمصرف بلبيس.. وجار البحث عن آخرين

ترتيب مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم 2026

الأرجنتين ضد فنزويلا.. ميسي يثير الجدل حول مشاركته في كأس العالم 2026

خطوة أخيرة العام المقبل.. متى يتم تنفيذ الحكم على سفاح التجمع؟

جلسة بين النحاس وطبيب الأهلي لمعرفة حالة المصابين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى