القارئ رائد نبيل يكتب : بمحاذاة النافذة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يوماً ما، أغمضت عيناى، كتفت يداى وأسندت رأسى على النافذة، راغباَ فى أن أستمد القوة من نفسى ..  بجوارها تشعر بأن السكون يُخيم على أرجاء العالم، ولا تجد الضوضاء إلا فى عقل ..

بمحاذاتها تمر البلاد والطرق .. حياة عابرة للكثير من البشر .. كل احد فى عالمه .. البؤساء والمتفائلون، الجانى والمجنى عليه، الظالم والمظلوم .. تسير بخيالك فيما حولك وكأنك فى حلم يقظ، تجده مليئاً بالشىء ونقيضه، نظرية اختلاف عجيبة.. الفكر نعمة ولكن تخبط الأفكار بلاء .. ربما الجلوس بجوارها متعب، ولكنك ترى الكثيرين ممن يسارعون للجلوس على المقعد الذى يجاور النافذة !! .. سعر التذكرة واحد، لا احد يدفع اكثر .. ربما صدق من قال قديماً " هؤلاء الذين يصرّون على الجلوس بمحاذاة النافذة أكثر الناس الذين لو سألتهم عن تفاصيل الطريق لا يعرفون !! " .. ألم تسال نفسك لماذا لا يعرفون ؟ ..  ربما ذهبت بهم رمال الخيال وبعثرة الأحلام وأبواب الأمل الى أبعد الحدود وتاهت بهم الخطوة المظلمة .. كل هذه الأفكار جعلتنى أعتقد أنه لا يسافر المرء لكي يصل، بل لكي يسافر.

 

وربما ذلك المكان يأخذك لمتاهة تلك الحياة التى نعيشها ..  توهان في دوامة الحياة والأفكار، لا تعرف ما يجب فعله وما لا يجب .. تعيش عاجزا عن التفكير وعاجز عن اخذ أبسط القرارات، لا تعرف فى أي طريق تسير او إلى أى مكان تتجه .. تتذكر فقدانك لحلم طالما حلمت بتحقيقه، شخص عزيز على قلبك، فقدان أموال كثيرة في صفقة ما، فقدان شيئ خسارته أكبر من أن يستوعبها العقل ويتحملها القلب وتقاومها العزيمة .. وكم هى عجيبة أيضاً فإنها تجعلك تبتسم صامتاً على ذكريات جميلة تتمنى تكرارها، أحلام محققة، صعوبات تخطيتها، أو أشياء لم تستطع البوح بها سوى لتلك النافذة .. تتذكر أشياء وكأنك تريدها أن تحادثك وتبعث لك الأمل والطموح .. حقيقة بجوارها تختار العودة لسكوتك والاعتذار بعزلتك بعض الشىء وينتابك شعور بانه لا طاقة لك لكى تتحدث لاحد غيرها ..

 

وسط كل هذا تتيقن أن الحياة تحتفظ بسرها، ولا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة غير الله، أما عوالمنا ومعتقداتنا وأفكارنا لا تُشكل سوى مقتطفات من الحقيقة الكاملة .. لذا فأعظم ما تقدمه تلك النافذة انها تجعلك تذهب لعقلك وفكرك لله مدبر الكون بأكمله تسال كيف يضع قوانين الحياة هذه وتقول فى نفسك، يا إله الكون كيف لنا أن نفهم هذه الحياة، بكل ما فيها !؟

 

فتحت عيناى بتعب وقبل أن أغلقها ثانياً، قاطعنى من يجاورنى : " هل انت من هواة الجلوس بجوار النافذة " .. أجبته باسماً : يوماَ ما سأكتب عنها .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. بدء التشغيل التجريبى لمحطة هاتشيسون بميناء السخنة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

اليوم الحكم على مدرس متهم بهتك عرض طالبة فى الطالبية

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

سباق الملاجئ النووية يتصاعد بين الدول الأوروبية.. خطة ألمانية سرية تشعل القارة.. استعدادات غير مسبوقة لسيناريو حرب عالمية ثالثة.. عودة ذعر الحرب الباردة بنسخة 2025.. وسويسرا تملك أكبر شبكة ملاجئ نووية فى العالم


الأهلي يبدأ اليوم الاستعداد لمواجهة سيراميكا بعد إجازة الـ48 ساعة

مان يونايتد يستضيف بورنموث في ختام الجولة الـ 16 من الدوري الإنجليزي

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

هدية لأهل قنا.. افتتاح كورنيش النيل الجديد مجانا للأهالى خلال أيام بطول 1400 متر و6 مناطق ترفيهية وخدمية.. ووكيل وزارة الإسكان لليوم السابع: الكورنيش الأجمل على مستوى الصعيد وواجهة حضارية للمحافظة.. صور

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


جنون الأسعار يضرب طقوس الكريسماس..القهوة والكاكاو يسجلان قفزات تاريخية ويحولان أعياد الميلاد من دفء الاحتفال إلى صدمة اقتصادية عالمية.. وارتفاع التكلفة يرهق الأسر ويربك الأسواق

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى