مصر على عرش أفريقيا.. يد تحمى وأخرى تصنع السلام.. وساطة القاهرة ورعايتها لأبناء القارة حقق الاستقرار فى دول عدة بمقدمتها السودان.. وتحركات الدبلوماسية المصرية فضحت أبعاد المؤامرة التركية فى ليبيا أمام العالم

السيسى
السيسى
كتب : أحمد جمعة
رئاسة نموذجية ودور ريادى قدمته مصر على مدار عام كامل فى منصب رئيس الاتحاد الأفريقى، فما بين تقديم أفريقيا إلى العالم ومناقشة قضايا القارة فى المحافل الدولية، وما بين تقريب وجهات النظر بين دول القارة والمجتمع الدولى، كان للدولة المصرية أدوار أخرى أكثر أهمية من بينها حل المشكلات القائمة بين الدول الأفريقية وداخل تلك الدول نفسها، والتى طالما عانت من حروب أهلية ونزاعات كان لها عظيم الأثر فى تخلف القارة عن ركب التنمية، ومن ضمن تلك الأدوار أيضاً حماية دول القارة من التدخلات الخارجية ومحاولات استغلال ما تعانيه من مشكلات لنهب ثرواتها.
 
وبمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى استضافت القاهرة قمتين لبحث الأزمة السياسية فى كل من السودان وليبيا، هما القمة التشاورية لشركاء السودان بالقاهرة، وقمة الترويكا لمناقشة مستجدات الاوضاع على الساحة الليبية إبريل 2019. 
 
وجاء هذا التحرك فى ظل رئاسة مصر للدورة الاتحاد الافريقي، حيث دعا الرئيس السيسى وبمبادرة منه إلى عقد قمة تشاورية لشركاء السودان الإقليميين للتباحث فى سبل تقديم الدعم والمساندة للأشقاء فى السودان.
 
كما عقدت أيضاً فى ذات الوقت قمة الترويكا التي جمعت قادة مصر وجنوبِ إفريقيا وروندا ورئاسةَ لجنة ليبيا في الاتحاد الإفريقي، لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وأسفرت القمتان عن توحيد الرؤى بشأن الأوضاع والتطورات في كل من البلدين الشقيقين.
 
حرصت مصر على استكمال جهودها لتعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة، والتأكيد على دور مصر الريادي في القارة، والذي تزامن مع عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، حيث واصلت مصر التعاون على المستوى الثنائي مع كافة دول القارة الأفريقية، وتابعت وتفاعلت بإيجابية مع التطورات في القارة، الأمر الذي انعكس على حجم الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوى بين مصر والدول الأفريقية، حيث عقد وزير الخارجية لقاءات مع نظرائه من كل من كينيا، وجيبوتي، والصومال، وغينيا كوناكري، وإريتريا، ورواندا، والسنغال، وغانا، وناميبيا، وسيراليون، وموزمبيق.
كما شاركت وزارة الخارجية في إعداد وتنظيم الزيارات والمقابلات الثنائية بين كبار المسؤولين المصريين ونظرائهم الأفارقة بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، لتشمل لقاءات مع كل من رئيس الوزراء التنزاني، ووزيريّ داخلية الصومال وتنزانيا، ووزير الصحة الصومالي، ووزير الاقتصاد التشادي، ووزير العدل الصومالي، ووزير الكهرباء التنزاني، ووزير الثقافة الأنجولي، ووزير الاتصالات الإيفواري.
 
كما وقع وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، في11ديسمبر2019، اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، والذي اقترحت مصر إنشاءه في فبراير 2019،وقال الرئيس السيسي عن المركز: "نهدف إلى أن يكون المركز بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية كل دولة، وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية "والمركز يختص بإعادة الإعمار والتنمية الأفريقية، وتحصين الدول الأفريقية الخارجة من النزاعات والصراعات ضد أخطار الانتكاس، إلى جانب بناء قُدرات مؤسسات الدول لأداء مهامها في حماية أوطانها ترسيخا للاستقرار والسلام.
 
وبجانب اسهامات الدولة المصرية فى إرساء السلام بين دول القارة بعضها البعض، ومكونات وقوي الدول واحدة كما هو الحال فى السودان، تصدت مصر كذلك لأطماع القوي الخارجية فى القارة السمراء، كما هو الحال مع تصديقها للمخطط التركي لغزو الأراضي الليبية.
 
وفى بداية العام الجاري، وبعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى الأراضي الليبية ، أدانت مصر الخطوة مؤكدة أنها جاءت على أساسل باطل ممثلاً فى مذكرة تفاهم وقعت فى إسطنبول بين فايز السراج رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسي الليبي وتركيا.
 
 
وأكدت الخارجية المصرية حينها على ما تُمثله خطوة البرلمان التركي من انتهاك لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ، وبالأخص القرار (1970) لسنة 2011 الذي أنشأ لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة لجنة العقوبات، مُجدداً اعتراض مصر على مذكرتيّ التفاهم الباطلتين الموقعتين مؤخراً بين الجانب التركي و"السراج"، وعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تصرفات أو آثار قانونية قد تنشأ عنهما، نتيجة مخالفة إجراءات إبرامهما للاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات في ديسمبر 2015، وبالأخص المادة الثامنة التي لم تخول "السراج" صلاحية توقيع الاتفاقيات بشكل منفرد، وخولت في ذلك المجلس الرئاسي مجتمعاً، واشترطت مصادقة مجلس النواب على الاتفاقيات التي يبرمها المجلس الرئاسي.
 
كما حذرت مصر من مغبة أى تدخل عسكرى تركى فى ليبيا وتداعياته، وتؤكد أن مثل هذا التدخل سيؤثر سلباً على استقرار منطقة البحر المتوسط، وأن تركيا ستتحمّل مسئولية ذلك كاملة.
 
وأكدت مصر فى هذا الصدد على وحدة الموقف العربى الرافض لأى تدخل خارجى فى ليبيا، والذى اعتمده مجلس جامعة الدول العربية فى اجتماعه يوم 31 ديسمبر 2019، وتذكر بالدور الخطير الذي تلعبه تركيا بدعمها للتنظيمات الإرهابية وقيامها بنقل عناصر متطرفة من سوريا إلى ليبيا، مما يُبرز الحاجة المُلحة لدعم استعادة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها في ليبيا مقابل منطق الميليشيات والجماعات المُسلحة الذي تدعمه تركيا ويعوق عودة الاستقرار فى هذا البلد العربى، فضلاً عن أى احتمال للتدخل العسكرى التركى فى ليبيا باعتبار أن هذا التطور إنما يهدد الأمن القومى العربى بصفة عامة، والأمن القومي المصرى بصفة خاصة، مما يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جراء مثل هذه التهديدات.
 
ودعت مصر المجتمع الدولى للاضطلاع بمسئولياته بشكل عاجل فى التصدى لهذا التطور، المنذر بالتصعيد الإقليمى، وآثاره الوخيمة على جهود التوصل عبر عملية برلين لتسوية شاملة وقابلة للتنفيذ تقوم على معالجة كافة جوانب الأزمة الليبية من خلال المسار الأممي.
وقادت الدولة المصرية تحركات دولية جادة لإجهاض مخطط الغزو التركي لليبيا ولاتزال، واستضافت مصر قمة ثلاثية بحضور فرنسي وإيطالي ويوناني وقبرصي للرد على التحركات التركية ومحاولات التدخل فى الأراضي الليبية وتداعيات ذلك على دول البحر المتوسط.
 
 
وفى الثامن من يناير، استضافت مصر مؤتمراً عالمياً للتحذير من مخاطر التحركات التركية، دعا خلاله وزير الخارجية سامح شكري إلى وقف القتال فى ليبيا واحترام القانون الدولى ، مؤكدا على أن تركيا تدعم مجموعات ومليشيات مسلحة مدرجة على عقوبات مجلس الأمن
 
 
فيما قال وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان حينها إن اتفاق ترسيم الحدود بين تركيا والوفاق موضوع يثير القلق بشكل كبير، مشيرا إلى أن الاتفاق يؤثر مباشرة على دول الاتحاد الأوروبى لأنه اتفاق غير قانونى بشكل كامل ويخالف القانون الدولى.
 
 
وأشار لودريان، إلى أن تركيا يمكنها أن تكون لاعبا فى شرق المتوسط فى حال قبلت بقانون البحار، مشددا على أن مبادئ ثلاثة تحفظ استقرار سرق المتوسط هى احترام القانون الدولى والحوار واحترام سيادة الدول.
 
 
وشدد الوزير الفرنسى على أن الاستقرار فى ليبيا هام للغاية للمنطقة المغاربية، مؤكدا دعم الدول لاجتماع برلين الحوار ليبى برعاية الأمم المتحدة والاتفاق الأفريقي.
 
 
بينما قال وزير خارجية قبرص إن تركيا تمنع قبرص من القيام بأنشطة اقتصادية في منطقة شرق المتوسط، مؤكدا أن ممارسات تركيا امتدت فى المتوسط وتدخل أنقرة فى سوريا وليبيا وهو ما يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي والاتحاد الأوروبي.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يسدد 120 ألف دولار لـ جوميز على 3 أقساط متفاوتة

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور


ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

إضراب ألكسندر إيزاك يربك حسابات نيوكاسل قبل غلق سوق الانتقالات


خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

ليوناردو دى كابريو يكشف عن الفيلم الأقرب إلى قلبه

بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

دينزل واشنطن يثير الجدل حول مشاركته فى "Black Panther 3"

ماركوس عريان يكشف كواليس إعلان فيلم درويش: خد وقت طويل فى التنفيذ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى