سفر يونان.. قصة يونس فى الإنجيل والقرآن ولماذا يصوم الأقباط هذه الأيام؟

سفر يونان
سفر يونان
كتبت سارة علام

بدأ الأقباط، أمس الاثنين، صوم يونان، الذى تبلغ مدته ثلاثة أيام ويختتم غدًا الأربعاء، ينقطع فيهم الأقباط عن الطعام تمامًا بدءًا من منتصف الليل حتى الغروب، ولهذا الصوم قصة ذكرها الكتاب المقدس وطقوس خاصة تفسر معناه.

يذكر سفر يونان "وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِى جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال"، وفى كتابه عن النبى يونان يقول البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية الراحل: "أن يونان نبيا كلفه الله بالذهاب إلى نينوى، والمناداة بهلاكها وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها آلاف من البشر ولكنها كانت أممية وجاهلة وخاطئة جدا وتستحق الهلاك فعلا".

ولكن يونان أخذ يفكر فى الموضوع: سأنادى على المدينة بالهلاك ثم تتوب ويتراءف الله عليها فلا تهلك ثم تسقط كلمتى ويكون الله قد ضيع كرامتى على مذبح رحمته ومغفرته، فالأفضل أن أبعد عن طريقه المضيع للكرامة، وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فنزل فيها وهرب، ولم يكن يونان من النوع الذى يطيع تلقائيا إنما كان يناقش الأوامر الصادرة إليه، ويرى هل توافق شخصيته وذاته أم لا.

يضيف البابا شنودة فى كتابه:" نام يونان ولم يهتم بمشيئة الله وأمره، ولم يهتم بنينوى وهلاكها أو خلاصها ولم يهتم بأهل السفينة وشعر أنه حافظ على كرامته فنام نوما ثقيلا، هذا النوم الثقيل كان يحتاج إلى إجراء حاسم من الله: به ينقذ ركاب السفينة جسديا وروحيا، وينقذ نينوى وينقذ نفس هذا النبى الهارب ويعلمه الطاعة والحكمة".

ويوضح قداسة البابا شنودة:"وهكذا أمر الله الرياح فهاج البحر، وهاجت أمواجه، وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب، وتصرف ركاب السفينة بحكمة وحرص شديدين، أما الوحيد الذى لم يذكر الكتاب أنه صلى كباقى البحارة كان يونان. وحتى بعد أن نبهه أو وبخه رئيس السفينة لم يلجأ إلى الصلاة، وحاول البحارة إنقاذ يونان بكافة الطرق فلم يستطيعوا، واعترف يونان أنه خائف من الله الذى صنع البحر والبر".

ويستطرد قائلا:"على الرغم من كل هذه الإنذارات والضربات الإلهية، لم يرجع يونان، لم يقل أخطأت يا رب فى هروبي، سأطيع وأذهب إلى نينوى، فضل أن يلقى فى البحر, ولا يقول أخطأت، حتى ابتلعه الحوت وظل فى بطنه ثلاثة أيام أخذ يناجى فيها ربه حتى عفا عنه وعاد لمهمته التى كلفه بها وهى إنقاذ أهل نينوى".

صوم يونان فى الكنيسة القبطية

 وصوم يونان هو الصوم الذى يسبق الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، ويعرف فطر صوم يونان بفصح يونان، وهو مصطلح كنسى فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد، الذى يطلق عليه أيضا "عيد الفصح".

الكنيسة تنظر إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة المسيح، فالفصح كلمة عبرانية معناها "العبور" أطلقت فى العهد القديم على عيد الفصح اليهودى، تخليدًا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بنى إسرائيل فى أرض مصر‏، وتخليدا لعبور بنى إسرائيل البحر الأحمر إلى برية سيناء، وخلال الصوم تنظم الكنائس والأديرة الصلوات والقداسات اليومية، والتى يقرأ خلالها سفر يونان كاملًا على مدار ثلاثة أيام، مثل طقس الصوم الكبير، ويبدأ بصلاة رفع بخور باكر وتستمر الصلوات حتى مساء اليوم نفسه.

مدة هذا الصوم حسب طقس الكنيستين السريانية والقبطية هو 3 أيام أما الأرمن الأرثوذكس فيصومونه 5 أيام، ودخل هذا الصوم إلى الكنيسة القبطية فى أيام البابا إبرآم بن زرعة السريانى (976- 979م) البطريرك الـ62 فى القرن العاشر، حيث كان البابا أبرآم سريانى الأصل، وكان السريان يصومونه قبل القرن الرابع الميلادى.

وكان عدد أيام هذا الصوم قديما 6 أيام، أما الآن فهو 3 أيام فقط، تبدأ صباح الإثنين الثالث قبل الصوم الكبير، صار صومًا مستقرًا فى الكنيسة فى قوانين ابن العسال فى القرن الثالث عشر، كما ذكره ابن كبر 1324م كصوم مستقر فى الكنيسة.

أما القرآن الكريم فقد عرب الاسم العبرى يونان إلى "يونس" وروت الكثير من الآيات قصة يونس فى ظلمات الحوت ومنها قوله تعالى: "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ* فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ* وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {الصافات}، وأشار إليها فى قوله أيضاً: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ {القلم:48}.

ويلجأ المسلمين إلى دعاء يونس فى بطن الحوت "لا إله إلا أن سبحانك إنى كنت من الظالمين" وهو الدعاء الذى يفك الكرب والمحن.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد عبد الشافى ساحر الجبهة اليسري بالزمالك يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ40

عمر صباغ: أحضر لتعاون جديد ومختلف مع نوال الزغبي بعد نجاح "يا مشاعر"

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس

سيميوني.. 13 عامًا من المجد مهددة بالانهيار بعد الإقصاء من مونديال الأندية

رئيس البنك الأهلي يُحفز لاعبات الكرة النسائية قبل إنطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد


مادة استخدمتها الجنايات لإحالة سفاح المعمورة للمفتي.. اعرف التفاصيل

تشكيل مان سيتي ضد الهلال في كأس العالم للأندية.. مرموش على مقاعد البدلاء

شيكو يبدأ تحضيرات فيلمه الجديد "تافه جدا" ويصور "صقر وكناريا" مع محمد إمام

ملخص وأهداف الإنتر ضد فلومينينسي 2-0 في كأس العالم للأندية

كيف أطاحت جماعة الإخوان "الإرهابية" بحقوق المرأة؟.. الفكر التأسيسي قائم على الوصاية باقتصار دورها على المنزل والإنجاب وخطابهم المعادي لحقوق المرأة.. والإقصاء من المناصب القيادية واستخدام النساء كوسيلة لا كقضية


رسميًا.. إشبيلية يُمدد عقد حارسه ألفارو فيرنانديز حتى 2027

بيان من النيابة العامة بشأن الخدمات الإلكترونية المقدمة للمحامين

رسميا.. أتلتيكو مدريد يعلن رحيل أكسيل فيتسل

باريس سان جيرمان يضم رسميًا عبد الرحمن عبده لاعب يد الأهلي موسمًا

كشف جديد في حقول عجيبة للبترول بالصحراء الغربية بإنتاج 2500 برميل يوميا

رود خوليت مهاجماً حسام غالي: عقليته كانت سبب طرده من جميع أندية أوروبا

شقيقان يعملان بالجزارة يقتلان شخصا بسبب خلاف على "حساب اللحمة" ببنى سويف

تشيلسى يتصدر قائمة الأندية الإنجليزية الأعلى دخلاً من بيع اللاعبين خلال 10 سنوات

يانيك فيريرا يصل نهاية الأسبوع لقيادة الزمالك وجلسة مرتقبة لحسم خارطة الطريق

تركى آل الشيخ يعلن إحياء تامر حسنى حفل بطولة العالم للرياضات الإلكترونية 11 يوليو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى