"المجلات الثقافية" حضور بطعم الغياب؟.. غياب التمويل أبرز المشاكل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن
قامت المجلات الثقافية فى مصر، منذ أواخر القرن التاسع عشر، وحملت على عاتقها رفع الوعى ومواجهة الأفكار الظلامية، ولعبت دورًا كبيرًا فى إضفاء أجواء التنوير والمعرفة لأكثر من قرن ونصف من الزمان، حيث ظلت هذه المجلات بمثابة سفير مجلل بالمعرفة ينتقل بين الحدود العربية.
 
شهدت المجلات الثقافية فى الماضى ميلاد لكبار الأدباء والمفكرين، الذين طالما أثروا الحياة المصرية بموضوعات وأطروحات مهمة استقطبت اهتمامات فئات كبيرة من المصريين، لكن فى السنوات الأخيرة شهدت تراجع كبير، بل أصبحت منفصلة عن الواقع الثقافى المصرى، واختفت القامات الفكرية الكبيرة من الكتابة فيها.
 
fadaad-090516-1
 
وبعيدًا عن الصفحات الثقافية فى الجرائد والصحف المصرية، هناك العديد من المجلات الأدبية والثقافية التى تصدر بشكل دورى فى الوسط المصرى، منها من تصدر عن مؤسسات صحفية وهيئات ثقافية وبعضها عن أحزاب ومؤسسات أهلية ودور نشر خاصة، بداية من مجلة الهلال ومجلة أخبار الأدب، مرورا بمجلة "الثقافة الجديدة" ومجلات "عالم الكتاب"، "فنون"، "إبداع"، "فصول"، و"القاهرة"، ومجلة "أدب ونقد" التي تصدر عن حزب التجمع، شهريا منذ عام 1984، و"ميريت الثقافية" الصادرة عن دار ميريت للنشر.
 
journaux_arab_955677650
 
وشهدت الملاحق الثقافية التى كانت تتميز بها بعض الصحف الحكومية والحزبية والمستقلة، تراجع حاد فى الفترة الأخيرة، منها أزمات خاصة بعدم اهتمام قطاع كبير من الجمهور بقراءة الصحف والمجلات الثقافية، فضلاً عن الأوضاع المادية المتدنية وغياب التمويل الذى يكاد يدفع عدداً كبيراً من الدوريات الثقافية إلى التوقف، أبرزها كان توقف مجلة "الآداب البيروتية" العريقة، ومن بعدها توقفت مجلة دبى الثقافية، وتحويل مجلة "مسرحنا" إلى إلكترونية، فضلا عن النشر غير منتظم لمجلات مثل "أمكنة" الفصلية للشاعر علاء خالد، كذلك توقف مجلة "تحديات ثقافية"، التى كان يصدرها الشاعر مهدى بندق، لكن بعيدًا عن أزمات التمويل، هناك أيضا أزمات ومشاكل أخرى أثرت على شكل الصحافة الثقافية فى مصر والوطن العربى.
 
 
الكاتب الصحفي محمد شعير، يرى أن مشكلة الصحافة الثقافية هى نفس مشكلة الصحافة العادية فى كل مكان فى العالم، موضحا "الصحافة الثقافية كانت فى وقت نشأتها أدبية وثقافية، بمعنى أن ما قام بتأسيسها كان مجموعة من الأدباء والمفكرين وهو الأمر الذى لم يعد متوفر الآن فى كثير الصحف الثقافية.
 
وأضاف "شعير"، أن  بعض الجرائد تتعامل مع الصحافة الثقافة على إنها "زيادة ودمها تقيل ولا يهتم بها القارئ"، مما جعل صفحات الثقافة أكثر الصفحات عرضة للحذف والتأجيل.
 
وأتم محمد شعير، في تقدير مشكلة الصحافة الثقافية أيضا، هو كيفية تقديم صحافة عميقة وفى نفس الوقت لا تكون ثقيلة وخالية من المصطلحات الصعبة، وأن تكون جاذبة للقارئ، بحيث نقدم موضوعات بشكل أدبى مبسط ورشيق، البساطة التى كان يتحدث عنها طوال الوقت الأديب الكبير يحيى حقى، وهو ما يحتاج إعادة تفكير للعديد من الصحف الثقافية والصحفيين أيضا.
 
 
من جانبه تذكر الكاتب هشام أصلان، مدير تحرير مجلة إبداع، موقفا حدث أثناء تشييع جنازة الشاعر الكبير سيد حجاب منذ ثلاث سنوات، حيث سمع إحدى الصحفيات، تقوم بإملاء زميلة لها أسماء الحضور ومنهم اسم الأديب صنع الله إبراهيم والذى لم يحضر من الأساس.
 
وأوضح "أصلان"، إلى أنه قبل أن يفكر في السخرية من أداء الزميلة، تذكر أن هذا وضع طبيعى جدًا فى ظل اختفاء الصحافة الثقافية من مصر تقريبا، معتبرًا أن كثيرا ممن يعملون بالصحافة الآن يعملون فى مهنة غير مهنتهم، وذلك كون المؤسسات الصحفية أصبحت تضع صفحة الثقافة فى آخر اعتباراتها، فطبيعى أن تتفاقم المشكلة، خاصة في ظل انهيار حاد يحدث في أوضاع الصحافة خلال السنوات الأخيرة، ويبقى التعويل الأخير على المطبوعات الثقافية المتخصصة التى يرتبط خط صعودها أو هبوطها بوجود أفراد بعينهم على رؤوس هيئات التحرير أو عدم وجودهم وليس ارتباطا بأي شيء آخر.
 
وأكد "أصلان" أن المشكلة الحقيقية هى أنه حتى هؤلاء الأفراد قد يصابون بالملل من استمرار مقاومة الظروف السيئة التى تقابلهم، حيث تلك المطبوعات تابعة لمؤسسات ممتلئة بمشاكل متراكمة بداخل هيكلها الوظيفى شأن أى مؤسسات حكومية لم تجد حلولا كبيرة لمشاكل الروتين والموظفين وما إلى ذلك.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يعلن غياب ياسر إبراهيم عن مباراة فاركو غداً في الدوري للإصابة

أرقام لا تفوتك في مشوار ناشئي اليد ببطولة العالم قبل لقاء إسبانيا اليوم

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

الزمالك يدرس العفو عن فتوح بعد مباراة المقاولون العرب

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد


مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

اللجنة المصرية توزع آلاف الطرود الغذائية على سكان غزة.. فيديو وصور

مصر ثاني أكثر الجنسيات العربية حضوراً في الدوري الإماراتي

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات


اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

وزارة الداخلية تضبط عناصر شديدة الخطورة بحوزتهم مخدرات بـ116 مليون جنيه

قبل قمة ألاسكا الجمعة.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين

زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح

تنسيق الجامعات 2025.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة

الإسماعيلى يفقد 6 لاعبين اليوم أمام بيراميدز فى الدورى.. النبريصى الأبرز

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 أغسطس 1956.. 100 ألف يحتشدون فى دمشق ومظاهرات أخرى بالمدن السورية تأييدا لقرار تأميم شركة قناة السويس.. و20 ألفا يطلبون التطوع للدفاع عن مصر بينهم 200 سيدة

المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

القبض على المتهمين بمطاردة سيارة فتيات بطريق الواحات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى