الحوينى لم يعتذر

هشام السروجى
هشام السروجى
بقلم : هشام السروجى
أن تتحكم في شخص بتشكيل أفكاره وقناعاته، وتتحكم في آلاف العقول من حولك، وتصبح مع الوقت مرجعاً مهماً لمجال من المجالات لا يأتيك الباطل من بين يديك ولا من خلفك، حين تستقبل نظرات القداسة وتعلوك الهيبة من عيون المحيطين بك، أن تتسابق الجموع لتقبيل يدك والتمسح بردائك، أن تملك ناصية الشباب وتكون قادراً على اقناعهم بالموت منفجرين وهم مبتسمين، لابد أن يصيبك جنون السيطرة وتسعى لبذل كل ما تستطيع لتوسيع دائرة سيطرتك على من حولك.
 
تمطع الحويني فتقيأ اعتذارًا هزيلًا عن تصحيحه كلام مدسوس قد يكون تسبب في هلاك البشر والحجر، أو ساق آخرين إلى أحضان الحوريات بعد أن فجر نفسه في أبرياء.
 
الشيخ لم يقدم اعتذارا واضح المعالم عن فكر محدد، الشيخ تحدث عن بعض الأحاديث في أوائل كتبه فقط، ولم يعتذر عن ما خلفه من دمى في أيدي الجماعات المتطرفة ومن كتب ستعتبر بعد قرون من كتب التراث التي يستنبط منها المسلمين أحكام دينهم، وهي نفس الأزمة التي نعيشها الآن.
 
الشيخ المتربع على عرشه بين تلاميذه في الدوحة، لم يحدثنا عن ماهية الأحاديث التي يعتذر عنها، هل تتعلق بالجهاد، أم جواز أكل لحم الذمي المعاهد، أم لعن الزوجة التي ترفض أن تغتصب رغما عنها من زوج مختل نفسياً باسم الشرع.
 
أيعلم الحويني أن بتصحيحه حديث واحد غير صحيح، يعبث في ثاني أقدس مصادر التشريع، وهو مصدر يحتاج في الأساس إلى نهضة فكرية ترقع ما به من ثقوب نتيجة عبث أمثاله به، وأنتج أجيالاً نشرت الإسلاموفوبيا في العالم كله، وأن تصحيح حديث واحد بغير حق، كافي بأن يكب أمة كاملة على وجهها في الظلمات قرونًا.
 
أيدرك الحويني أن هناك من ألحد وكفر وترك حظيرة الإيمان، عن قناعة تامة، بسبب أحاديث الحجر الذي سرق ملابس النبي موسى وهرب بها وطاردته موسى، ليس لعله سوى أنه أمر رباني ليثبت لبني إسرائيل أن نبيهم ليس به عيب في خصيتيه، وآخر عن قيام نفس النبي بلطم وجه ملك الموت ففقأ عينه، أو حديث من اغتصب صبي لا يزوجن أمه (فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه -يعني لاط به- فلا يتزوجن أمه) وغيرها من غرائب الأحاديث التي تخالف العقل والنقل والكتاب والإنسانية.
 
كم من حويني آخر تنطع علينا عشرات الأعوام، بخلق قنابل موقوتة من المتطرفين، ومن أصحاب العقول الهشة والشخصيات الانقيادية، وكم أخرج لنا من التشريعات المستندة على أحاديث غير صحيحة ومقطوعة النسب وتشوه في الإسلام والمسلمين وتجعلهم أضحوكة أمام العالم، وكم نحتاج من الوقت لمحو ما رسخوه من كتب وأفكار سيعاني منها البشرية على مدار قرون قادمة؟

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد قطارات "القاهرة - أسوان" و"الإسكندرية - أسوان" الجمعة 23-5-2025

قاتل زوجته فى أوسيم: خلافات أسرية دفعتنى للاعتداء عليها بعصا خشبية

توجيه اتهامات بـ"قتل مسؤولين أجانب" لمنفذ هجوم المتحف اليهودي بواشنطن

وزارة العمل تعلن عن فرص عمل بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)


موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

5 مدربين تألقوا بشكل ملحوظ في دورى المحترفين .. تعرف عليهم

لو مسافر فى العيد.. اليوم آخر فرصة لحجز تذاكر القطارات

محمد رمضان يعلن تسديد 35 مليون جنيه بحكم قضائي.. اعرف التفاصيل

موجة حارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 23 مايو 2025 فى مصر


دمار فى كاليفورنيا.. شاهد النيران تلتهم عشرات السيارات والمنازل جراء تحطم طائرة

رئيس رابطة الكتاب مشيدا بـ محمد صلاح: نادرا ما نجد فائزا بهذه الشعبية

الوادى الجديد تعيد إحياء المناطق السكنية القديمة بأحدث خطط التطوير.. رفع كفاءة المرافق المتهالكة وتحويل العشوائيات إلى مساكن فندقية.. المحافظ يوجه بإنهاء أعمال التطوير.. وتكلفة التنفيذ 200 مليون جنيه.. صور

المخرج عمر زهران يغادر قسم الدقى بعد إنهاء إجراءات الإفراج عنه

الفراعنة قادمون.. المتحدة للرياضة تعلن نقل مباراة الأهلي وباتشوكا على أون سبورت

عمر الأيوبى يكتب: مدربون مرفوضون في مصر

قناة أون سبورت تذيع حفل تسليم محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزى

منتخب مصر في التصنيف الأول لقرعة كأس العرب FIFA قطر 2025

من هو إلياس رودريجيز منفذ الهجوم على سفارة إسرائيل فى واشنطن؟

رابطة الأندية تحدد مواعيد نصف نهائي ونهائي كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى