الدراما التركية أداة أردوغان لتزييف التاريخ.. تُجمل الماضى العثمانى القبيح وتسوق لـ"التتريك" وأكاذيب نقاء حكام الأناضول.. "قيامة عثمان" تصور السلاطين بالخلفاء الراشدين ودراسات أجنبية تفضح ألاعيب الديكتاتور

مشهد من "قيامة عثمان" وتزييف الأتراك
مشهد من "قيامة عثمان" وتزييف الأتراك
إيمان حنا

الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان يحاول التسويق لبلاده بكل طريقة وحيلة ، حتى انه لجأ لتزييف التاريخ مستغلا الدراما في تحقيق أهدافه، فالمعروف أن الدراما هي بمثابة قوة ناعمة أصبحت تستغل سياسيا .

لكن دراسة أكاديمية يونانية أجراها باحثون من مركز الدراسات الشرقية التابع لجامعة بانديون للعلوم السياسية والإدارية في أثينا، كشفت أن المسلسلات التركية التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير في الشرق الأوسط وفي منطقة البلقان، هي جزء من القوة الناعمة التي تستعملها تركيا لتحسين صورتها بين شعوب المنطقة.

وقال فنييون "الدراما التركية أداة من أدوات القوة الناعمة، حيث ترسم صورة مختلفة عن الواقع تمامًا، باستخدام قصص خيالية تبسط العلاقات المحرمة بطريقة مضللة، وترسم صورة مخالفة لنمطية الرجل الشرقي، فتقدمة بصورة الشخص الودود غير المتسلط، وتقدم المرأة كخائنة".

وأبانوا "خلال هذا التصاعد الدرامي المتباطئ تواصل الدراما التركية طرح انطباعات مزيفة عن جرائم العثمانيين وتاريخهم الدموي عوضًا عن تزييف التاريخ وطمس الحقائق لتحقيق أطماع النظام التركي الحالي من خلال اختلاق تاريخ آخر للعرق التركي والدولة العثمانية".

 

وأوضحوا "خطط حزب العدالة والتنمية للتوجه نحو المنطقة العربية عبر إطلاق منصات إعلامية رسمية ناطقة باللغة العربية، حيث سعت الحكومة إلى التركيز على المسلسلات التاريخية لتعيد رسم الصورة الذهنية للمواطن العربي عن الاحتلال العثماني سيئ الصيت، فبدلاً من الصور الحقيقية للعثمانيين تسعى الدراما التركية للترويج عنها بصور مختلفة، تجمل للناس تلك الأيام التي ساد فيها الأتراك لمدة أربعة قرون".

 

وزادوا "التوسع باسم الخلافة لا يتم فقط باستخدام أدوات القوة التقليدية، بل أيضًا عبر الاستحواذ على العقول بنشر أفكار الحزب ودعاياته بمختلف الطرق لتمرير الرسائل العثمانية التي تخدم أجندتهم".

وبينوا "يتم استهداف الفئات الأكثر عرضة لتقبل تلك الأفكار وهم الأطفال، لسهولة تمرير رسائل الحزب إلى عقله عبر صناعة الإعلام والترفيه، ففي عام 2008م، انطلق مسلسل كارتون للأطفال يدعى "بيبي" ووصلت حلقاته إلى 211 حلقة، وامتد عرضه حتى عام 2015م، حيث يعد أحد أشهر مسلسلات الأطفال في تركيا فهو يستعرض تمجيد الإرث العثماني".

 

"قيامة عثمان"

"قيامة عثمان بن ارطغرل"، اسم أحدث المسلسلات التاريخية التركية التي تنبثق من شجرة أعمال بدأت مع مسلسلات بحجم حريم السلطان، السلطان عبد الحميد، السلطان مراد، أرطغرل.. وغيرها من الأعمال التي وإن اختلفت مواضيعها والأزمنة التي تسلط الضوء عليها إلا أنها دومًا ما تتفق علي هدف واحد، وهو ابراز عظمة شجرة السلالة العثمانية منذ أن بدأت، بل والتمجيد في أجداد مؤسسيها أيضًا مثلما حصل مع الحلقة العاشرة من مسلسل قيامة عثمان التي شهدت حوار مع المؤسس عثمان واحد قادة المغول يخاطب فيها عثمان بكل احترام وكأنهما نسيا الصراع الذي يحدث خلال الحلقة نفسها من حرب ومحاولة انتقام من عثمان لمقتل أخيه.

 

قيامة عثمان أو الدراما التركية بصفة عامة دوماً ما تحاول اللعب علي وتر مغازلة مشاعر المشاهدين برؤية السلطان في صورة أشبه بالخلفاء الراشدين، وهو الأمر الذي يظهر واضحاً منذ اللحظة الأولي لمشاهدة مسلسل ارطغرل والد السلطان عثمان مؤسس الدولة العثمانية، والذي عرض قبل مسلسل قيامة عثمان مباشرة، وكأنها خطة واضحة تحاول فيها الدراما التركية جعل المشاهد يتحسر علي أزمنة هؤلاء العظماء ممن ينتسبوا لدولة عثمان، وذلك دون أن تبرز أياً من تلك الأعمال أي دور واضح من الخلافة الإسلامية الموجودة وقتها بالفعل في مصر من خلال دولة المماليك، التي كانت تتمتع بقوة كبيرة ونفوذ قوي، إلا أن تلك الأعمال يظهر فيها ارطغرل وعثمان وكأنهما كانا يحاربا وحدهما ضد من يحاولوا التغلب علي دولة الإسلام سواء كان ذلك في الشرق من المغول أو الشمال ممثل في الصليبين.

 

وهو الأمر الذي يبدو مقصوداً بشكل كبير من صناع العمل سواء كان هذا العمل قيامة عثمان بن أرطغرل أو المسلسل الذي سبقه وتناول قصة حياة أرطغرل نفسها حيث ظهر فيها الأخيرة بصورة أشبه بالبطل الخارق الذي لا يتأثر بإصابات ويحارب رغم تعرضه لإصابة شديدة في يده ليس لها علاج بعدما تعرض للصلب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

من بناء الهيكل إلى محو الفلسطينيين.. أبرز شطحات الإسرائيلي المتطرف بن غفير

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

زى النهارده.. منتخب مصر يتعادل مع عمان ويفوز على نسور قرطاج ويخسر من مالاوى

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة

إصابة فليك فى تدريبات برشلونة قبل مواجهة ريال مايوركا


موسم صيد الإخوان.. مطاريد الشرق والغرب.. انتفاضة عالمية فى مواجهة شرور الجماعة الإرهابية.. وحلفاء الماضى يستفيقون على مخاطر وألاعيب عصابة حسن البنا.. صيحات دولية تؤكد: لا مكان لا مكان للإخوان فى مجتمعاتنا

أزمة فى وسط ملعب بيراميدز قبل مواجهة المصرى بسبب غياب بلاتى توريه والكرتى

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

التشكيل المتوقع للأهلى أمام فاركو.. تريزيجيه وزيزو وشريف فى الهجوم

شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة


جميلة عوض تعوض غيابها عن السينما بـ4 أفلام دفعة واحدة

تعرف على الفرق بين اختصاصات مجلسى النواب والشيوخ وفقا للقانون

بلال محمد: جنات سجلت "من الليلة" من أول تيك

حصاد تاريخي من الألقاب لـ فابيان رويز مع باريس سان جيرمان ومنتخب إسبانيا

ابنا فضل شاكر وعاصى الحلانى يحييان حفلًا غنائيًا فى لبنان

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

منتخب الشباب جاهز لودية المغرب الثانية ونبيه يشيد بالروح القتالية (صور)

محمد عباس مايو حكما لمباراة الزمالك والمقاولون بالدورى

أحمد فؤاد سليم: حكيم باشا كان مسلسل "فلتة" بسبب جدية الكتابة والإخراج

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى