عمرو رضا حسيب يكتب : العدالة الإلهية

انسان يفكر سرحان
انسان يفكر سرحان

"إن العذاب هو المصدر الوحيد للإدراك، رغم أنني قلت في البداية أن الإدراك هو أسوأ ما يتميز به الإنسان." هكذا قال دوستويفسكي، هكذا تألم! وقال أيضاً أن الإنسان يسعى دائماً إلى الانتقام، لأنه يرى ذلك من باب العدل والإنصاف.

فها أنا ذا أسأل مَن يتابعني: هل الإنسان ضعيف إلى هذه الدرجة ليبحث بهذا الشغف عن الانتقام؟

العالم ليس بالمكان الجميل الذي يطل على شروق الشمس او حتى قوس قزح بعد سقوط الامطار، مع الأسف إنه مكان مقرف ولئيم للغاية. حتى في هذا العالم القبيح قد اخترعوا ما يسمى بالقوانين الهزلية لتُفَرقنا وتميزنا عن الحيوانات إلا أن تلك القوانين لم تعطِ أي إنسان أي نوع من أنواع التهذيب بل حولتنا إلى آلات عديمة المشاعر والأحاسيس. فقد تحولنا إلى مجتمع فوضوي لا يؤمن بأي معتقدات سوى معتقداتٍ يفسرها المجتمع حسب الهوى والنفس. فنرى البعض يؤذي من حوله بدمٍ بارد بل ويعطي لنفسه المبررات التي تُريح ضميره لفعل ذلك.

دعوني أتحدث قليلاً عن الحياة، فالحياة -كما ذكرت- ليست بالمكان الجميل الذي يطل على شروق الشمس او حتى قوس قزح بعد سقوط الأمطار، فإذا أردت إختبار مدى صلابتك فالإختبار ليس أن تتلقى الضربات العنيفة والمبرحة من الدنيا فمهما كنت قوياً وصلباً؛ فستحبطك الدنيا حتى تسقط أرضاً وإنما تُقاس الصلابة بأن تتلاقى الضربات المبرحة وتظل متقدماً في طريقك نحو النجاح. وإن استمرت الإرادة في ضخ إنزيماتها في عروقك، ستظل واقفاً على قدميك وتتسلق أعلى الجبال وتصيح بأعلى صوتك وتقول: لقد فعلتها! هذا في نظرى ما يسمى بالتفكير العملي ولكن من ناحية أخرى هذا يسمى أيضاً بالعدالة الإلهية، فأنت لم تبال بما فعلته بك الدنيا ورغم ذلك ركبت أمواج الدنيا وانتصرت عليها ولم تهتم بما تعرضت له.

أما بالنسبة للأشخاص، فقد تتعرض لمواقف عديدة من الخذلان قد تصل بك إلى حد البكاء، بالتأكيد فكرت في الانتقام، ولكن انتظر لحظة هل تعتقد أن انتقامك سيكون كافياً؟ فقد تفشل إن حاولت الانتقام. صدقني مهما كنت صادقاً ومُحباً مع مَن حولك وتعرضت منهم للغدر، لا تحاول أن تنتقم ، فالغلطة ليست غلطتك إنك تعاملهم بكل هذا الحب حينها يملأ قلبك الحقد والغضب وتستشيط غضباً عندما تسمع حتى اسم أيٍ من هؤلاء. نصيحتي لك يا صديقي أن تترك هذه الأمور لله عز وجل.

الله فقط –خالق السماوات والأرض- هو الوحيد القادر على أن يُذيق بالك شئً من الراحة. أتعتقد أن الأمر بهذه الصعوبة؟

أنظر من حولك وتأمل، تأمل خلق الله على الأرض. الله هو الوحيد ألقادر أن يُحقق لك ما تريد. إنه ذلك الذي يجلس على عرشه منتظراً دعائك بشغف حتى ينظر إلى ملائكته ويقول: أتسمعون ما يقوله عبدي؟ إنه بحاجة إليٍ! تريد أن يرتاح بالك ويَهنئ قلبك؟ سله؛ تريد النجاح؟ سله؛ تريد الرزق؟ سله. مهما كان ما تريد؛ سيستجيب. حتى وإن كنت لا تستحق. حتى وإن كانت ذنوبك لا تحصى. أتعلم لماذا؟ لأنه الله.

صدقني سينتقم الله وحده من هؤلاء الذين خذلوك وذلوك وسيصلك خبرٌ بذلك. هكذا هي العدالة الإلهية أما إن فكرت في الإنتقام؛ حينها ستتساوى مع الشيطان وقد يفشل ما تفكر فيه؛ حينها لن تنل شيئاً. ليس من العيب أن تتحلى بكل تلك الصفات الجميلة وأن تعامل الناس بما يُملي عليك قلبك فمهما حدث لا تنسى أنك صافي القلب ولا تدع مثل هؤلاء أن يُخرجوا أسوء ما فيك فأنت أنقى من ذلك الشيطان.

تذكر دائماً: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" أتعلم لماذا؟ لأنه الله.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

النيابة العامة تذيع مرافعتها فى قضية حادث الطريق الإقليمي (فيديو)

إعلام أمريكي: بدء اجتماع ترامب مع نتنياهو في البيت الأبيض

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025


غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

نتنياهو: ما حدث في بيت حانون شيء صعب على إسرائيل

مديرية الشباب والرياضة تخاطب الإسماعيلى بسبب استمارات سحب الثقة

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

فابيان رويز: نحترم ريال مدريد وسنقاتل على بطاقة نهائي المونديال بأسلوبنا


فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

إصابة 3 أشخاص فى مشاجرة بالأسلحة النارية بقنا

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

تعرف على قيمة إعارة حسام أشرف من الزمالك إلى سموحة

الزمالك يُعير أحمد محمود للاتحاد السكندرى موسمًا بعد تمديد تعاقده لـ 2029

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى