سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 24 فبراير 1968.. آلاف فى ميدان التحرير يطالبون عبدالناصر بالتغيير.. وإخوان يندسون ويطالبون بحصار وحرق مديرية الأمن

كانت الساعة العاشرة صباحا يوم السبت 24 فبراير، مثل هذا اليوم 1968 حين بلغ عدد تجمع الطلاب فى جامعة القاهرة أكثر من ثلاثة آلاف طالب، وقفوا فى الفناء الأمامى للجامعة يتحاورون ويتداولون فيما حدث يوم الأربعاء «21 فبراير» من مظاهرات طلابية وعمالية احتجاجا على ضعف الأحكام الصادرة بحق قادة سلاح الطيران المتهمين بالتقصير فى حرب 5 يونيو 1967 مع إسرائيل، ما أدى إلى النكسة، حسبما يذكر أحمد شرف فى كتابه «براءة سياسية» الصادر عن «مركز الحضارة العربية - القاهرة».
 
 كان هذا الحشد مفتتحا لمظاهرة كبيرة بلغ قوامها أكثر من 40 ألفا توجهت إلى ميدان التحرير، وذلك فى سياق الانتفاضة الطلابية التى اشتعلت فور صدور الأحكام ضد قادة الطيران، ويذكر أحمد شرف شهادته عليه باعتباره أحد قياداته، حيث كان طالبا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
 
يتذكر «شرف» أنه فى الحادية عشرة صباحا أخذت الهمهمات تعلو، وإذ بطلبة الحقوق يرفعون على الأعناق زميلا لهم، توجه بخطاب نارى عن التقصير وعن الإهمال، وعن القرارات غير المدروسة، وأخذ يحكى أنه شقيق لشهيدين الأول من معركة 1956، والثانى فى حرب مساندة القوات المصرية لقوى التحرر والثورة فى اليمن الشقيق، وتحول هذا الطالب إلى النقد اللاذع للسياسات الحكومية بجمل إثارية، ومن حوله التفت مجموعة تستحسن كلامه وتقول: «أيوه  يا عبدالرازق»، بعدها قامت مجموعة بهتاف جماعى: «إلى خارج الجامعة»، و«يلا نطلع بره السور».
 
توجهت مجموعة نحو أبواب الجامعة الرئيسية، وحمل طلاب أحمد شرف الذى قاد جموع الطلاب بهتاف: «إحنا الطلبة ولاد الشعب، يا للا نروح لحضن الشعب» و«إحنا الطلبة مع العمال، لازم نكمل النضال»، وإلى جانب شرف، برز الطالب «عثمان محمد عثمان» «الوزير فى حكومة أحمد نظيف عام 2004» الذى استطاع بهتافاته أن يوجه الطلاب إلى كلية الهندسة المواجهة للجامعة، ثم توجهوا إلى كلية الفنون التطبيقية ومنها إلى كلية الطب، وفى منتصف كوبرى الجامعة زاد العدد إلى أكثر من 15 ألفا، وفى بداية شارع قصر العينى ارتفع العدد إلى أكثر من 40 ألفا، وحسب شرف: «بلغت المظاهرة مجلس الأمة «النواب»، ونهايتها مازالت أمام كلية الطب.
 
يذكر عبدالغفار شكر فى كتابه «منظمة الشباب الاشتراكى» الصادر عن «مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت»: «عندما وصلت المظاهرة إلى ميدان التحرير كان عددهم قد وصل إلى أربعين ألف طالب، وهناك التقوا بالتظاهرة الطلابية من جامعة عين شمس، وكان يقودها من أعضاء منظمة الشباب، معتز الحفناوى، هانى الحسينى، عادل بدوى، أحمد الحمدى، فرج فودة، وتصاعد الغضب عند الطلاب بعد اصطدامهم بالشرطة وإطلاق الرصاص عليهم، فاتخذت هتافاتهم منحى عدائيا يطالب بإقالة شعراوى جمعة وزير الداخلية، وهتف البعض بسقوط الديكتاتورية».
 
يؤكد «شرف» أن الشعارات التى رددها المتظاهرون كانت تطالب عبدالناصر بالتغيير، لكنها لا تسحب الثقة منه، ويدلل على ذلك بشعارات: «مطلب ثورى ياناصر..تغيير ثورى يا ناصر.. تغيير جذرى يا ناصر» و«الثورى على رأس النظام.. والقاعدة آخر تمام» و«جماهير تسعة وعشرة هم حماة الثورة و«بالروح بالدم، هنكمل المشوار»، «بالروح بالدم، هنحقق الانتصار»، ولأن هذا التوجه كان هو جوهر المظاهرات، فإن الطلاب واجهوا بصلابة كل محاولات المندسين فيها للانحراف بأهدافها، ويدلل «شرف» على ذلك بثلاث وقائع، الأولى، حين توجه الطلاب إلى كلية الفنون التطبيقية وفى فنائها اعتلى طالب إحدى النوافذ ووجه خطابا ودلت نبراته على أنه من الإخوان، ومن حوله تصايحت مجموعة قليلة بشعارات تقرن سقوط الديكتاتورية بشعارات دينية، وواجه شرف ذلك بالخطابة فسبته هذه المجموعة وهتفت بسقوط الشيوعية.
 
فى الواقعة الثانية وكانت أمام مبنى مديرية أمن الجيزة حيث فوجئ المتظاهرون بنفس المجموعة التى كانت فى «الفنون التطبيقية» موجودة، وتطالب الجميع بمحاصرة مديرية الأمن وإحراقها، غير أن الشعارات ارتفعت: «الشرطة ويا الشعب، والجيش ويا الشعب»، «عاشت وحدة القوى الوطنية ضد الرجعية والاستعمار».
 
أما الواقعة الثالثة فوقعت فى منتصف كوبرى الجامعة حيث ظهر عدة أشخاص يدفعون عربة يد خشبية يعلوها رجل يرتدى جلبابا صعيديا، ويهتف: «يسقط حكم الدكتوري.. يسقط حكم الفرد المطلق»، ويعلق شرف: «أثار هذا الهتاف ضحك الجميع، خاطبت هذا الشخص، ماذا تريد أن تقول، أعاد علينا هتافاته، ضحك الجميع، فقال: «وأنا مالى، همه اللى قالوا لى كده»، قال له زميل يعنى إنت ضد عبد الناصر، صرخ: يابوى، أبدا والله، وأخذ يشير على من دفعوه: «يا ولاد الكلب يا ولاد الرفضى دانتم رجعية»، انهال الجميع ضربا وتكسيرا على هذه المجموعة، قلت للرجل اجرى بعربتك، وإلا قذفوها فى النهر، انسحب الرجل إلى جوار الكوبرى وراح يجأش بالبكاء ويهزى: «يا بوى دول رجعية».     
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"يديعوت أحرنوت": واشنطن "محبطة" من إسرائيل بسبب تعثّر مفاوضات التهدئة

أول صورة من حفل زفاف المطرب مسلم

الزمالك يرفض تظلم "زيزو" ويقرر تطبيق اللائحة الانضباطية عليه

الأهلى يفوز على الزمالك 110-64 ويصعد لنهائي دورى سوبر السلة

فيديو يكشف اللحظات الحاسمة في واقعة سرقة فيلا نوال الدجوي.. حقائب غامضة


أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا بخصوص زواجه من سعاد حسنى

بولتيكو: مساعى بالكونجرس لعرقلة حصول ترامب على الطائرة القطرية

الأكثر فوزا بلقب الدوري الإسباني فى التاريخ بعد تتويج برشلونة.. إنفوجراف

مجلس السيادة السودانى: انتهاء المرحلة الأولى من إعادة تأهيل القصر الجمهورى

إصابة 12 شخصا فى سقوط أسانسير بمستشفى الجامعة بشبين الكوم


موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

إيلى كوهين ومصر.. جاسوس إسرائيلى لم يستطع خداع المصريين أبدا.. السلطات اعتقله فى العدوان الثلاثى.. كان مسئولا عن تفجيرات خطيرة فى الإسكندرية.. والمعلومات تؤكد: الأجهزة المصرية لعبت دورا كبيرا فى إسقاطه

النيابة تستمع لأقوال أحفاد نوال الدجوى فى واقعة سرقة الذهب والدولارات

تريزيجيه يطمح لوداع بلون الذهب مع الريان القطرى قبل انضمامه للأهلى

عمرو الليثي يخضع لعملية جراحية ويشكر الأطباء

ترتيب الدوري الإيطالي.. صراع نارى بين نابولى والإنتر قبل الجولة الأخيرة

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

ذكرى رحيل سمير غانم.. ما لا تعرفه عن نصيحة عادل إمام التى لم ينفذها

تطورات واقعة سرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من فيلا نوال الدجوى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى