"دورة أغرار" رواية سورية عن حال سوريا قبل الثورة


من الكتاب:
كانت مواصفات حسام غير ثابتة فى نَظَر والده، ونَظَر والدته أحياناً، فعندما انتقى فرع الأدب الإنكليزى فى الجامعة كان "فلهوي، ويُحبّ اللغات والأجانب"، على الرغم من أن حسام لم يُعبِّر سابقاً عن أى شيء يدلّ على ذلك، وكان والده أيضاً يصفه بـ "العرصة" عندما يراه ذاهباً أو قادماً من سهرة قضاها مع أصدقائه. كان أيضاً يقول عنه "دَرِّيْسْ ومُجِدّ" عندما يراه يدرس، و"فاشل" عندما يرسب فى إحدى موادّه، و"ناجح" عندما انتقل من السنة الأولى إلى الثانية فى جامعته بصعوبة بالغة. . سليمانة لم تكن تهتمّ لتلك التفاصيل كثيراً، لكنها كانت تدرك حقيقة أن ابنها ما زال يتصرّف تصرّفات طُفُوليّة أحياناً، وأن شخصية أخته أقوى من شخصيته، لكنْ، لا يهمّ، فهي، فى الأحوال كلها، تدرك تمام الإدراك أن وَلَدَيْها لن يواجها صعوبات مستقبلية، فوالدهما لديه الكثير من العلاقات مع مسؤولين فى الدولة، ومن السهل أن يحصل الولدان على وظيفة جيّدة، إن أرادا ذلك.. وظيفة جيّدة فى الدولة هى أهمّ ما يمكن أن يطمح له شابّ بنَظَر أُمّ حسام.
Trending Plus