مبارك وحرب الكويت .. دور تاريخى لا يمحوه الزمن.. ناصر البلد العربى أمام الغزو العراقى بـ40 ألف جندى.. رفض إغراءات صدام بـ25 مليون دولار.. تصدى للفتنة من قلب الجامعة العربية.. وصار أيقونة حب في وجدان الكويتيين

كتبت : إسراء أحمد فؤاد

"كانت صدمة، ولم أكن أتخيل أن صدام سيقدم على هذا العمل، دولة عربية تعتدي وتحتل دولة عربية أخرى ذات سيادة، كلام غير معقول".. كانت هذه آخر الكلمات التى نطق بها الرئيس الأسبق حسنى مبارك خلال حوار مع صحيفة الأنباء الكويتية مايو 2019 عن الغزو العراقى للكويت اغسطس 1990، لتعبر عن حالة التشرزم العربى التى تصدرت المشهد آنذاك، والدور الذى لعبه اقليميا للحيلولة دون ن سقوط  لأمة العربية فى الهاوية، وتحولها لجثة هامدة فى تسعينيات القرن الماضى.

أغسطس الثائر

مع الامير الشيخ صباح الاحمد_
مع الامير الشيخ صباح الاحمد_

فجر الـ 2 من اغسطس 1990 اجتاحت الجيوش العراقية بقيادة صدام حسين العراق، حدث شكل منعطفا تاريخيا جديدا فى الشرق الأوسط وفى اللحمة العربية، يروى مبارك وفقا لتقرير للأنباء الكويتية: «يوم 2 اغسطس الساعة الرابعة والنصف صباحا، وانا باقول ان شاء الله اغسطس ده يكون هادئ مرة سنة من سنوات الحكم، بس الواحد يستريح اسبوع، قالوا لي: الحق، الاعتداء، والموضوع خطير، جالي شلل في التفكير، انا أصلي راجل عسكري، وعارف تطور الاحداث دي كويس قوي، واقدر اعمل لها تقدير، لأن انا اشتركت في حاجات من دي كثيرة، وعملنا تقديرات مواقف كثيرة في حاجات اصعب من دي بكثير، قمت صحيت، وقعدت مش قادر اصدق اللي بيحصل، العراق والكويت بلدان عربيان عضوان في جامعة الدول العربية، عانوا مع بعض في حرب، ده انضرب، وده انضرب، وده ساعده بفلوس، الحقيقة انا بقيت مذهول، مش قادر اصدق نفسي ابدا».

قمة فى القاهرة بعد أيام من الغزو

في قمة القاهرة الطارئة في اغسطس 1990 متوسطا سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد وسمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمهما الله _
في قمة القاهرة الطارئة في اغسطس 1990 

وبينما كان الصف العربى منقسما بين تأييد الاقدام العراقى و تشجيبه، اتخذ مبارك موقفا داعما للكويت انطلاقا من الدور الاقليمى المصرى والوقوف إلى جوار أشقاءه من العرب، وفى الـ 8 من اغسطس دعا لعقد لقمة عربية طارئة احتضنتها القاهرة، وطالب بحل المشكلة فى الإطار العربى بعيدا عن تبادل الاتهامات والتراشق، فضلا عن الاتصالات الدولية التى كانت يجريها فى هذه الفترة مع زعماء وقادة العالم، ووفقا لمذكرات وزير الخارجية المصرى آنذاك عمرو موسى تم تأجيلها إلى يوم 10 اغسطس، لتأخر وصول الأمانة العامة للجامعة العربية إلى القاهرة، فضلا عن تأخر وصول عدد من الرؤساء والملوك، وتحفّظ البعض.

مع ولي العهد الشيخ نواف الاحمد _
مع ولي العهد الشيخ نواف الاحمد _

وذكر الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتاب "حرب الخليج: أوهام القوة والنصر"، "كانت الحالة فوضوية وتؤكد العجز العربي التامّ في تلك الفترة".. و"إمكانيات الوصول إلى حل عربي للأزمة تتلاشى". ورغم حالة التشرزم الواضحة فى التصويت على مشروع قرار بادانة الغزو، ظلت جهود مبارك قائمة للوقوف إلى جانب الكويت، ورغم تمادى الغزو العراقى، واعلان صدام الكويت المحافظة العراقية الـ 19 ، قرر مبارك ارسال قوات مصرية للدفاع عن الكويت والتصدى للعدوان انطلاقا من اتفاقية الدفاع العربي المشترك فأرسل نحو 40 الف جندي لنصرة الكويت، وقال هيكل فى كتابة "راحت مصر تستعد لإرسال مقدمة إدارية تستطلع أماكن إيواء القوات عندما يجيء وقت تمركزها في السعودية".

دور حسنى مبارك القوى فى ذلك الوقت وتمسكه بعلاج القضية عربيا واخراج الأمة العربية من حالة التشرزم والسقوط فى الوحل، تحدثت عنه وثائق حكومية بريطانية افرج عنها فى ديسمبر 2011، حيث قالت أن الرئيس العراقى صدام حسين حاول دفع رشوة لمبارك تقدر بنحو 25 مليون دولار لتأييد الغزو آنذاك عبر الرئيس اليمنى المخلوع على عبد الله صالح، فكان رد مبارك قاطعا بالرفض، وظل يناهض العدوان العراقى فى موقف ثابت لم تنساه الكويت حكومة وشعبا حتى اليوم.

القوات المصرية الباسلة في حرب تحرير الكويت حاملة صور الرئيس المصري و سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد وسمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمهما الله_
القوات المصرية الباسلة في حرب تحرير الكويت حاملة صور الرئيس الراحل

وفى وصفها للموقف، وصفت صحيفة الأنباء الكويتية فى تقرير نشر فى عام 2011، موقف الرئيس الأسبق مبارك فى أزمة احتلال الكويت بأنه "موقف الزعيم القائد الملتزم بقضايا العروبة والشعوب العربية إذ سعى بموقفه الرافض بشدة للاحتلال العراقى لحقن دماء الأشقاء العرب، حيث حاول بكل ما أوتى من عزم وقوة وخبرة وحنكة، لإقناع صدام حسين بسحب قواته من الكويت، لكنه أصر على الاستماع لصوت شيطانه، واستمر فى غيه وحقده".

الرئيس المصري حسني مبارك محييا القوات المصرية التي شاركت في حرب تحرير الكويت_
مبارك محييا القوات المصرية التي شاركت في حرب تحرير الكويت_

واختتمت الصحيفة تعليقها بقولها بأن مكان الرئيس المصرى القلب والفؤاد فى قلوب الكويتيين الذين يكنون له كل معانى التقدير وعواطف المحبة ومشاعر العرفان وفاء لعلاقاته الطيبة مع بلدنا ولدوره الذى سيبقى محفورا ابد الدهر فى قلوبنا وعقولنا وذاكرة شعبنا وحكامنا ومسطرا بحروف من ذهب فى تاريخ وطننا الذى كتب اسم الرئيس مبارك عاليا وخالدا وشامخا دائما وأبدا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سقوط مسيرة إسرائيلية على سطح مستشفى في بنت جبيل جنوب لبنان

فاركو عن مواجهة الأهلى: :"مباراة لعلاج حموضة صفقات الصيف"

الأهلى يتحدى فاركو لإستعادة الانتصارات بالدوري المصرى الليلة.. ريبيرو يبحث عن الفوز الأول مع الكتيبة الحمراء.. 11 لاعب يغيبون بقيادة العش وعمر كمال وزيزو موجود بالتشكيل المتوقع.. السداسية شعار المواجهة الأخيرة

فيلم روكى الغلابة يقترب من 35 مليون جنيه خلال 16 يوم عرض بالسينمات

الإدارية العليا تستقبل 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ


رابطة الأندية تختار هدف محمد شحاتة فى مرمى سيراميكا الأفضل فى الجولة الأولى

القوات المسلحة تواصل جهود إدخال المساعدات لقطاع غزة.. فيديو

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

مصرع طفلين غرقا فى مياه ترعة بالشرقية

نانسى عجرم: بقرأ أخبار حلوة عن أنغام.. أتمنى تكون صحيحة ونرجع نشوفها بأسرع وقت


مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى