تحديات واجهها مبارك.. الإرهاب أكبر الصعوبات بعد توليه الحكم خلفا للسادات.. وقضى على تمرد الأمن المركزى.. وصموده أثناء التنحى وبعده أكسبه تعاطف الجميع.. واحتفظ بلياقته ضد الإخوان فى قضية اقتحام السجون

تحديات واجهها مبارك
تحديات واجهها مبارك
بيشوى رمزى

مشهدان ارتبطا بالرئيس الراحل حسنى مبارك، يبدو أنهما من أكثر المشاهد العالقة في أذهان الكثيرين ممن عاصروه، وخاصة من أبناء جيل الثمانينات، الذين ولدوا تزامنا مع وصوله إلى السلطة بعد انتهاء زمن الحروب، أولهما كان مبارك جالسا في إحدى احتفالات أكتوبر يستمع منسجما لأوبريت "اخترناه"، بينما كان ثانيهما قابعا خلف القضبان أثناء أولى جلسات محاكمته، ليرد على القاضي بصوت متهدج، ربما تغلب عليه صدمة الواقع الجديد، أكثر من المرض، قائلا: "أفندم أنا موجود".

وبين المشهدين المتناقضين تماما، تبقى العديد من التفاصيل، وربما التحديات التي واجهها الرئيس الأسبق، حيث كانت وسيلته دائما في التعامل معها هي المواجهة، ربما بسبب طبيعته العسكرية، وخوضه الكثير من الحروب، ليخرج منتصرا في الكثير منها، رغم بعض الأخطاء التى ارتكبها في الكثير من الأحيان، اللهم إلا في تعامله مع التظاهرات التي أطاحت به من السلطة خلال أحداث 25 يناير، حيث كان تقاعسه عن المواجهة، أو بمعنى أدق، مواجهته المتأخرة لمطالب المتظاهرين السبب الرئيسى في سقوط نظامه، ما وضع البلاد على حافة الفوضى العارمة لسنوات، أنقذتها بعد ذلك ثورة 30 يونيو، والتي أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح.

الإرهاب.. مواجهة أمنية بالداخل ومبادرات عالمية

التحديات التي واجهها مبارك بدأت منذ اليوم الأول لجلوسه على عرش مصر، خاصة وأنه جاء بعد اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وبالتالي كانت هناك العديد من التهديدات الأمنية، والتي شهدت موجات بين الصعود والهبوط، لتصل إلى ذروتها مع التسعينات من القرن الماضى، عندما نصبت التنظيمات الإرهابية فخاخها لقتل عدد من مسئولي الدولة، على غرار رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب، والذى اغتيل في أكتوبر 1992، ومحاولة استهداف رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقى، بينما امتدت يد الإرهاب الآثمة لاستهداف السياحة، على غرار حادث الأقصر الشهير في عام 1997.

محاولات الاغتيال طالت مبارك شخصيا ولكنها لم تنل منه، لعل أبرزها محاولة اغتياله الشهيرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في عام 1995، والتي نجح في التعامل معها، عبر إصدار تعليمات مباشرة للسائق بالعودة إلى الوراء بسرعة، والتوجه إلى المطار للعودة إلى القاهرة، بينما نفذ قوات الحرس الجمهورى حينها ملحمة بطولية، نجحوا خلالها في القضاء على الخطر المحدق بالرئيس.

ولكن بالرغم من جثامة تحدى الإرهاب، نجح مبارك في احتوائه إلى حد كبير، في الداخل، عبر دعم جهاز الشرطة المصرية، بينما كانت دعواته للعالم للقضاء على الإرهاب تجد صدى دوليا كبيرا، حيث ينسب له الفضل في إطلاق أول دعوة لمكافحة الإرهاب العالمى، خلال كلمته أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في يناير 1986.

أحداث الأمن المركزى.. الرئيس يواجه شعبه بالتحديات

تعد أحد أبرز التحديات التي واجهت الدولة المصرية في حقبة مبارك، وللمفارقة أن ذكراها الـ34 تتزامن مع يوم وفاة الرئيس الراحل، حيث يرجع تاريخها إلى يوم 25 فبراير 1986، حيث جاءت نتيجة شائعات حول مد فترة التجنيد الإجبارى لجنود الأمن المركزى، وتخفيض مرتباتهم، ما أدى إلى حالة أشبه بالثورة في ذلك الوقت، شهدت اعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، إلا أن الدولة نجحت، عبر المواجهة، من خلال تدخل الجيش لاحتواء الأمور المتفاقمة.

مبارك يلقى كلمة فى أعقاب تمرد الأمن المركزى
مبارك يلقى كلمة فى أعقاب تمرد الأمن المركزى

الرئيس الراحل خرج مخاطبا الشعب، سارداً تفصيل ما حدث، في اليوم التالى، معلنا حظر التجول في القاهرة الكبرى، ومكلفا قوات خاصة من القوات المسلحة للسيطرة على الأعمال، التي وصفها بـ"الإجرامية"، وإلقاء القبض على الأشخاص الذين قاموا بها.

نهاية رئيس.. تقاعس عن المواجهة فسقط

مظاهرات قطاع كبير من المواطنين فى 25 يناير لم تكن تؤشر فى البداية أنها تحمل نهاية نظام بقى 3 عقود، إلا أنها ربما كانت المرة الأولى التى يتقاعس فيها مبارك عن التعامل مع التحدى، وهو ما يرجع فى الأساس إلى عامل السن، بالإضافة إلى الدور الذى لعبه قطاع من المحيطين به، ما أدى فى النهاية إلى قراره بالتنحى فى فبراير 2011.

خطاب مبارك فى أحداث 25 يناير
خطاب مبارك فى أحداث 25 يناير

من القصور للسجون.. مبارك يواجه مصيره

مواجهات مبارك لم تقتصر على فترة بقائه في السلطة، وإنما امتدت إلى مرحلة ما بعد الحكم، حيث كانت كلماته في خطابه الأخير، قبل التنحى عن السلطة، والذى أكد خلالها أنه سيبقى على أرض مصر، وسوف يموت عليها، بمثابة دستورا خاصا وضعه الرجل على عاتقه، في مرحلة جديدة، خرج فيها من حياة القصور، إلى السجون، لتنال مواجهته الأخيرة احترام خصومه قبل محبيه.

مبارك خلف القضبان
مبارك خلف القضبان

 

ولعل إصرار الرئيس السابق على البقاء في مصر، رغم ما لحقه من محاكمات وصفها العالم بـ"التاريخية"، لتتسابق الكاميرات على التقاط صوره بينما كان ملقى على سرير، يمثل انعكاسا صريحا لقدرته على المواجهة كأحد القادة العسكريين، وربما كان سببا رئيسيا في خروجه بانتصار جديد، يتمثل في تعاطف قطاع كبير من المصريين، ومن بينهم عدد كبير من خصومه، والذين أبدوا احترامهم له، خاصة وأن مشاهد أخرى مماثلة شهدتها دولا أخرى في المنطقة، آثر خلالها الرؤساء الأخرون الهروب إلى خارج بلادهم بحثا عن ملاذ آمن.

مبارك يواجه الإرهاب بعد التنحى

ومن أبرز المشاهد التى ترتبط بمواجهات مبارك، هى ظهوره فى المحكمة، للشهادة فى قضية اقتحام السجون إبان أحداث 25 يناير، لتهريب عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، حيث بدا الرجل رغم عمره الذى كان قد تعدى الـ90 عاما، ثابتا قويا، محتفظا بقدرته على الحديث، وهو ما بدا واضحا عند تحفظه فى الإجابة على أحد الأسئلة الموجهة له، معتبرا أن الحديث فى هذا الأمر يتطلب تصريحا رسميا من القوات المسلحة، وهو ما يعكس احتفاظه بنفسه كرجل دولة، يدرك ما ينبغى أن يقال "على الملأ".

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يصل العاصمة العراقية بغداد للمشاركة فى القمة العربية

استعدادات أمنية مشددة لمباراة بيراميدز وبتروجيت فى الدوري المصري

الخارجية: مصر تطالب جميع الأطراف الليبية بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس

ترامب: اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان منع اندلاع حرب نووية

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك


عادل إمام.. حكاية زعيم نذرته أمه بطبق فتة عدس

حلم اللقب الأول لـ مرموش.. مانشستر سيتي ضد كريستال بالاس بنهائي كأس الاتحاد

خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

الطقس اليوم.. ذروة الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

فى عيد ميلاده الـ85.. عادل إمام داخل صالة تحرير "اليوم السابع" (تخيلى)


ريفيرو يحضر مباراة الأهلي والبنك باستاد القاهرة اليوم فى بطولة الدوري

ليبيا.. المجلس الرئاسي الليبى يعقد اجتماعا طارئا لمتابعة تطورات الأوضاع في طرابلس

يوفر 3715 فرصة عمل.. أبرز المعلومات عن ملتقى توظيف مصر بالقليوبية

بايرن ميونخ ضيفا على هوفنهايم في الجولة الأخيرة بالدوري الألماني

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

تعرف على تطورات مفاوضات الأهلى مع الصفقات المحلية لتدعيم الفريق

رويترز نقلا عن إن بي سي نيوز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني لليبيا

محامى أسرة العندليب: مستعدين تقديم خطابها لأى جهة لفحصها وبيان صحتها

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

التعادل السلبي يحسم الشوط الأول من مباراة النصر ضد التعاون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى