سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 فبراير 1954.. عودة محمد نجيب رئيسا للجمهورية.. وجماعة الإخوان تجهز حشودها لمظاهرة تأييدا له

محمد نجيب
محمد نجيب
جلس جمال عبدالناصر وحيدا فى الغرفة بمبنى مجلس قيادة الثورة (23 يوليو 1952)، كان الإرهاق قد استبد بجميع أعضاء المجلس بعد ليلة مرهقة بالأحداث التى فرضتها استقالة اللواء محمد نجيب من رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة، حسبما يذكر أحمد حمروش فى كتابه «قصة ثورة 23 يوليو»، مؤكدا أنه وبعد إرهاق أعضاء المجلس قرروا رفع الجلسة للنوم أربع ساعات، وطلب منهم جمال عبدالناصر تفويضا بالتصرف إذا ساءت الأمور خلال هذه الساعات فوافقوا على ذلك، وكان هو الوحيد الذى بقى فى مقر القيادة، بعد أن ذهب الجميع لخطف وقت للراحة، وكانوا خلال هذه الفترة لا ينامون فى منازلهم.
 
كانت استقالة «نجيب» قد أحدثت ردود فعل سلبية لدى سلاح الفرسان نتيجة تأثير خالد محيى الدين فيه، وهو عضو مجلس قيادة الثورة وكان ضابطا فيه، وفقا لحمروش، فإن ضباط المنطقة الشمالية فى الإسكندرية عارضوا الاستقالة أيضا، وكذلك عمت المظاهرات شوارع العاصمة السودانية الخرطوم تهتف: «لا وحدة بلا نجيب».. وخرجت المظاهرات أيضا فى القاهرة تهتف بحياته منذ الصباح الباكر».. يذكر«حمروش» أنه بعد رفع جلسة المجلس وانصراف الأعضاء للنوم، جاءت الأخبار تتلاحق، ووكالات الأنباء تحمل أخبار مظاهرات السودان، والبكباشى صلاح مصطفى يصل من الإسكندرية حاملا موقف ضباطها تأييدا لنجيب، وأخيرا عودة صلاح سالم وقد صدمه منظر المظاهرات تملأ الشوارع أمام قصر عابدين وهو فى طريقه إلى منزله.
 
يذكر «حمروش» نصا: «قال صلاح سالم لجمال عبدالناصر الذى كان يجلس وحيدا فى الغرفة، إما أن ينزل الجيش لتفريق المظاهرات وإما أن يلتهب الموقف»، ولم يجب جمال عبدالناصر، الذى جلس فى صمت وقد وضع رأسه بين يديه، وتابع صلاح حديثه: «أعتقد أنه لابد من عودة نجيب».. وظل جمال عبدالناصر صامتا لايجيب.. وقال صلاح سالم: «سأبلغ الخبر للإذاعة»، واستمر صمت جمال عبدالناصر، وكرر صلاح عبارته فى إلحاح، ولم ينطق جمال عبدالناصر، وظل محتفظا بصمته وأفكاره، ولم يجد صلاح سالم بدا من تبليغ الإذاعة بخبر عودة محمد نجيب».
 
يضيف «حمروش»: «فوجئ أعضاء المجلس فى منازلهم ببيان تذيعه الإذاعة فى السادسة من مساء يوم 27 فبراير،مثل هذا اليوم، عام 1954 يقول: «حفاظا على وحدة الأمة يعلن مجلس قيادة الثورة عودة الرئيس اللواء محمد نجيب رئيسا للجمهورية، وقد وافق سيادته على ذلك»، وصحب هذا البيان بيان آخر تكررت إذاعته: «تعلن قيادة الثورة أن أى إخلال بالأمن فى أنحاء البلاد سيقابل بشدة وعنف».
 
ويروى محمد نجيب فى مذكراته «كنت رئيسا لمصر»، أنه فى فجر نفس اليوم «27 فبراير» قام من نومه على صوت نقر على شباك غرفة نومه، فطلب من الطارق أن يحضر من الباب الأمامى، فوجد ثمانية ضباط من شباب سلاح الفرسان على رأسهم الصاغ خالد محيى الدين: «انتحى خالد بى جانبا وقال لى: «إن المجلس قرر تعيينى رئيسا للوزراء، وطلب منى أن أعود لمنصبى كرئيس للجمهورية، وقال لى: لوقبلت فإن أعضاء المجلس الآخرين سوف يصوتون لصالحنا، وعلمت منه أنهم عقدوا فى سلاح الفرسان اجتماعا عاصفا حضره جمال عبدالناصر، اعترضوا فيه على استقالتى، وأصروا على عودة الديمقراطية، فاقترح عليهم جمال سالم أن يعقد اجتماع عاجل لمجلس قيادة الثورة، يعرض عليه اقتراحا بعودتى لرئاسة الجمهورية وتعيين خالد محيى الدين رئيسا للوزراء، وهذا حدث فعلا، فقلت له: سوف أدرس الموضوع بشرط أن يتعاون معى كل الزملاء كما كانوا من قبل وتركنى خالد ورفاقه ليعودا إلى المجلس».
 
ما هى القوى الشعبية والسياسية التى كان لها الهيمنة على تنظيم المظاهرات فى هذا الحدث؟
 
السؤال نجد جانبا من الإجابة عليه فى مذكرات على عشماوى آخر قادة التنظيم السرى لجماعة الإخوان، الصادر عن «مركز ابن خلدون– القاهرة»، حيث يؤكد أن الجماعة كان لها الدور الرئيسى فى ذلك، ويقول: «تم ترتيب مظاهرة فى القاهرة، واستدعينا جميعا للاشتراك فيها والترتيب لها، وكانت هناك أصوات كثيرة تنادى بوجوب تسليح المجموعات داخل المظاهرة للرد على أى اعتراض من الحكومة، فقد كانت المشاعر ملتهبة خاصة بعد حل الجماعة (12 يناير 1954 ) والقبض على مجموعة منهم، لكن تقرر أن تكون المظاهرات سلمية وبدأت من جامعة القاهرة».
 
وخرجت مظاهرات الإخوان يوم 28 فبراير تأييدا لنجيب.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 12 شخصا فى سقوط أسانسير بمستشفى الجامعة بشبين الكوم

موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

"يا بومة مش هصرف عليكى".. رسالة على فيس بوك تقود زوجًا للمحاكمة والغرامة

محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

ناشئات الأهلي يفزن ببطولة الجمهورية لكرة السلة تحت 14سنة


الطقس غدا.. حار نهارا معتدل ليلا واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 31

النيابة تستمع لأقوال أحفاد نوال الدجوى فى واقعة سرقة الذهب والدولارات

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025.. 25 يوما تفصلنا على بدء الاختبارات

ألونسو يرغب في استعادة نيكو باز قبل مونديال الأندية

الأهلى يستقر على تواجد عمرو السولية فى قائمة كأس العالم للأندية


صلاة واحدة فى هذا المسجد تعادل أجر عمرة

مسح سوق العمل يكشف خريطة الوظائف الشاغرة فى مصر.. جهاز الإحصاء: 417 ألف عدد الوظائف الخالية أغلبهم قطاع خاص.. ومندوب المبيعات الأعلى بـ202 ألف وظيفة.. ووظائف الفنيين والمساعدين سبعة أضعاف نسبة الوظائف الحالية

الشروط والأوراق المطلوبة للتقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية 2026

رابط التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026

نيويورك تايمز: قطر أرادت "بيع" طائرتها الفاخرة حتى وضع ترامب عينيه عليها

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

الجولة الأخيرة من دوري نايل تحسم صراع عاشور ومنسى وفيصل على لقب الهداف

جلسات تحفيزية في المصري قبل مواجهة البنك الأهلي بالدوري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى