رسائل من جنازة مبارك

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى
بقلم علاء عبد الهادى

هل من اللائق أن أقول أننى كنت سعيداً بمشهد جنازة الرئيس حسنى مبارك .

أرجوك لا تتعجل الحكم على ، فأنا أحترم مثلك جلال الموت وهيبته ، فالموت علينا حق ، وكل نفس ذائقة الموت وماكتبنا الخلد على أحد ، ومبارك مات وكلنا الى زوال ، ولكن المهم كيف نرحل ، ومتى وماذا نترك للتاريخ ، وكيف سينظر إلينا، وفى أى خانة يضعنا  .

 مبعث راحتى من مشهد الجنازة ، إن شئنا الدقة ، عدة أسباب يأتى على رأسها أنه إذا كان مبارك قد ذهب ، واذا كان الآن هو فى ذمة التاريخ الذى سيقول : ماله وما عليه ، فان مصر باقية ، وسيقول التاريخ أيضا كلمته فى هذا الشعب المتحضر الذى يقف وراءه تاريخ طويل من الرقى ، والسلوك الحضارى ، سوف يكتب التاريخ فى صفحاته كيف تصرف المصريون مع مبارك بعد ان خلع عباءته كقائد عسكرى ، وكرئيس سابق كان ملء السمع والبصر ، ثم متهما خاض معركة شرسه وطويلة ومرهقة يدافع فيها عن نفسه ، وعن تاريخه  بصبر وجلد وصبر .. سيقول التاريخ : هكذا تعامل المصريون مع مبارك ، وهكذا تعامل آخرون مع حكامهم .. هنا تعلو كلمة ميزان الحضارة .

كانت فى نفسى غصة لم أتخلص منها الا باعلان مصر الحداد الرسمى على رحيل مبارك ، وباقامة جنازة عسكرية مهيبة يتقدمها رأس الدولة المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، مبعث هذه الغصة أننا كنا نقفز على أحد الصفحات الناصعة فى تاريخ العسكرية المصرية ، ونقدم لأولادنا شيئا منقوصا ، ونحن نحاول أن نقفز على ما فعله مبارك من دور رائع فى إعادة بناء القوات الجوية المصرية ، وفى الضربة الجوية التى مهدت لنصر أكتوبر ، كنت أرى دائما هذا الأمر بمثابة نقطة الحبر التى شوهت اللوحة الجميلة ناصعة البياض ، وآن الأوان أن يعود الحق لأصحابه .

 استرد الله سبحان وتعالى وديعته بعد ان برئت ساحة مبارك بشخصه وبأسرته ، وذهب الى الله من دون أن يكون هناك اتهام معلق فى رقبته .

 وكانت الجنازة العسكرية والرسمية المهيبة ، وحالة الحزن العام التى لفت مصر ، وكل العرب ، أقرب الى اعتذار لروح هذا القائد العسكرى ، عن ما ناله من سهام فى أعقاب ثورة يناير ، حيث طاشت سهامنا وطالت كل من كان فى المشهد، بالحق قليلا وبالباطل أكثر .

 كان احد أسباب حالة الراحة التى شعرت بها وأنا أتابع الجنازة هو إطمئنانى لأداء المؤسسة العسكرية المصرية التى تعرف أقدار رجالها ، وقادتها ، وتحترم القانون ، وتعزز مؤسسات الدولة وأركانها ، نحن أمام تقاليد راسخة لم تات من فراغ .. رحم الله مبارك ، وكما قال هو عما قدمه لبلاده أنه فى ذمة التاريخ ليقول قوله الفصل فيه بما له وما عليه .

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وصول جثمان المخرج سامح عبد العزيز لمسجد الشرطة بالشيخ زايد

الحبس سنة لمتهم فى قضية تزوير عصام صاصا وشقيقه محررا رسميا

الحكومة تنفي صحة ما ذكره خلف الحبتور بشأن تدخل رئيس الوزراء لزيادة سعر الأراضى

لاعبو الأهلي يستمتعون بعطلة الصيف في الساحل ودبي قبل استئناف التدريبات.. صور

إشادة ترامب بلغة رئيس ليبريا الإنجليزية يثير الغضب فى أفريقيا.. تفاصيل


زيزو يوجه رسالة لمنتقديه: "مفيش حاجه علي أرض الواقع بتتغير بعد الشتيمه دي"

سامح عبد العزيز أبو البنات.. تزوج مرتين وأنجب حبيبة ودليلة وجميلة وطيبة

الأهلي يفتح المزاد على بيع أشرف داري في الميركاتو الصيفي

وزارة الصحة تُطلق تطويرًا شاملًا للخط الساخن 105 للتيسير على المواطنين

بعد غسلها.. شاهد ضيوف الرحمن يتسابقون لتقبيل جدران الكعبة


تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل اختبارات القدرات وحالات اعتبار الطالب غير لائق.. فيديو

زوجة خالد الصاوى تروى موقفا إنسانيا يوم زفافها بطله سامح عبد العزيز

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

تنسيق الجامعات 2025.. إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات السبت

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه.. إنفوجراف

رئيس البرازيل يرفض تهديدات ترامب: لن أقبل أن أكون تحت إشراف أحد

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

جيوكيريس الخطر الأكبر على محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. الأرقام توضح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى