"سرك مش فى بير".. المجرم أقرب شخص إليك

محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضى

بعض المصريين ـ بطبيعتهم ـ يعشقون "الفضفضة"، يجدون راحة نفسية فى التحدث لآخرين، عما يجول بخاطرهم، سواء من مشاعر سعيدة أو حزينة، يبوحون بمعظم تفاصيل حياتهم لغيرهم عندما يشعرون بجزء من الثقة فى شخص ما.

وربما لا يدرى الشخص وهو يبوح بتفاصيل عن حياته اليومية، أنه يسلم نفسه لغيره، ليقع فى مرمى شروره، فكم من شخص تحدث عن تفاصيل خاصة لغيره، واكتشف بعدها استغلاله لهذه التفاصيل وارتكاب الجرائم بها.

ما أقوله لك هنا ليس حديثاً يفترى، ولا فتوناً فى الكلام، وإنما هى وقائع حقيقية سطرتها محاضر الشرطة، كان آخرها اختطاف مواطن لطفل جاره فى مدينة بدر بالقاهرة، حيث ضرب المتهم بعشرة العمر و"العيش والملح" عرض الحائط واختطف ابن جاره بحثاً عن المال.

والد الطفل تحدث فى ساعة صفاء لجاره عن امتلاكه لمبلغ 50 ألف جنيه، ورغبته فى استثماره، فاستغل الجار المتعثر مادياً هذه المعلومات وقرر اختطاف ابن جاره ومساومته بالمال، بعدما استعان بسيدة واختطفا الطفل وتحركت به المتهمة لشقة فى الزقازيق لاحتجازه بها، ثم بدأت عملية المساومة بالمال، وتسليم الطفل فى مسجد بالقاهرة، إلا أن الشرطة كانت ترصد وتتابع وتدقق، حتى نجحت فى الإيقاع بالمتهمين وتحرير الطفل المختطف.

لم تك هذه الجريمة هى الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، طالما نتحدث دون "كنترول" مع غيرنا عن أدق التفاصيل، فقد سبقها جريمة قتل شاب لجاره المسن، بعدما تحدث معه عن امتلاكه مبلغاً من المال بالشقة، وبعد احتساء كوبين من الشاى كانت الجريمة حاضرة.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما يوجد أشخاص لا يعرفون السيطرة على ألسنتهم، يتحدثون لغيرهم عن كل شىء، حتى لو كانت العلاقة الحميمة بين الشخص وزوجته، واستعراض تفاصيل الزوجية وعلامات بجسدها، ليكتشف بعدها تلقيه رسائل من شخص يزعم وجود علاقة بينه وزوجته، مستشهداً بتفاصيل فى جسد الزوجة، وبعد تدقيق وفحص يكتشف الزوج أن صديقه وراء الرسائل مستغلاً المعلومات التى حصل عليها منه شخصياً.

عظيم أن نستريح لشخص، نطمئن له، ونتحدث إليه، نبوح له بمشاكلنا، ونلقى بهمومنا بين يديه، خاصة هؤلاء الأشخاص الذين يحولون الألم لأمل، لكن يجب الحذر فيما نتحدث، وانتقاء من نتحدث إليه، وعدم هتك حياتنا الخاصة بصورة عشوائية، حتى لا نجد أنفسنا مقتولين أو مخطوفين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

جدو: فوز بيراميدز على الإسماعيلي مهم رغم تراجع الأداء وسنعالج إهدار الفرص

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


خسارة ناشئى اليد أمام إسبانيا 31-29 فى ربع نهائى بطولة العالم.. صور

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري

وزير الاتصال الحكومى الأردنى: هرطقات "إسرائيل الكبرى" ستتحطم أمام صلابة العرب


مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

بوتين: الولايات المتحدة تبذل جهودا حثيثة للتوصل لاتفاق مقبول للجميع فى أوكرانيا

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

استطلاع.. استمرار تراجع شعبية ترامب بين الجمهوريين بانخفاض 9 نقاط فى إدارته الثانية

يديعوت أحرونوت: ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل

جوزيف عون: لبنان ليس مفلسا بل مسروقا ومشكلتنا تكمن بشكل كبير فى الفساد

أكسيوس: إسرائيل تتودد لمؤثرين مؤيدين لترامب مع تزايد الغضب من حرب غزة

سفارة باكستان بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال التاسع والسبعين

فرنسا ترسل تعزيزات لدعم إسبانيا فى مكافحة الحرائق

بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى