منسق زيارات العائلة المقدسة: الحكومة ترفع كفاءة التراث غير المادى مثل الموالد القبطية بالتنسيق مع اليونسكو.. عودة زوار المسار المقدس لمصر يونيو المقبل فى عيد دخول المسيح أرض مصر.. وبرنامج الرحلة يتضمن 5 محطات

كشف نادر جرجس منسق زيارات مواقع مسار العائلة المقدسة ورئيس ائتلاف تنمية و إحياء التراث، عن جهود الدولة المصرية في مشروع مسار العائلة المقدسة الذى بدأ العمل عليه عام 2018، واستقبلت مصر آنذاك ما يقرب من نصف مليون سائح قصدوا الكنائس والأديرة التي مرت بها العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي.

 

جرجس قال لليوم السابع، أن الحكومة تعمل على ملف العائلة المقدسة عبر آليتين الأولى هي مشروع إحياء التراث غير المادي الذى تتولاه وزارة الثقافة مع منظمة اليونسكو وذلك عن طريق رفع كفاءة الموالد القبطية والاحتفالات المتوارثة من جيل إلى جيل وتوثيقها رسميا أما الآلية الثانية فهي رفع كفاءة التراث المادي وتشمل أعمال الإنشاءات ورصف الطرق وتهيئة المناطق التي تضم كنائس أو أديرة أثرية مشيرا إلى أن أربعة وزارات تعمل على هذا الملف هي السياحة والآثار والتنمية المحلية بالتعاون مع محافظي الأقاليم.

 

 وأوضح جرجس إن الدولة وعدت بافتتاح المرحلة الأولى من مشروع العائلة المقدسة فى مطلع يونيو المقبل بالتزامن مع عيد دخول المسيح أرض مصر إلا أن الاحتفالات التي تنظمها الكنائس والمؤسسات المهتمة بالتراث الكنسي لم تتوقف.

 

وفي نفس السياق، ترأس الانبا الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين أمس احتفالات قرية أبو يحنس بذكرى مرور العائلة المقدسة من هذه القرية ، حيث شهد الاحتفالعدد من الأساقفة والرهبان والكهنة والشمامسة، والقيادات التنفيذية والمحلية ورجال الدين المسيحي والإسلامي.

 

 

وقد ترأس أسقف ملَّوي، صلاة القداس الإلهي، بكنيسة السيدة العذراء مريم بقرية دير أبوحنس، وعقب الصلاة، توجه ومعه الآباء الكهنة والشمامسة وعدد كبير من الأقباط إلى منطقة كوم ماريا لصلاة الشكر وعمل التمجيد بمناسبة.

 

تضمن الحفل تجهيز مراكب نيلية تزينها صور العذراء والعائلة المقدسة، وارتدي الشمامسة أثوابهم البيضاء وترنموا بالألحان في مسيرات حاشدة، حيث يسير رعاة الكنائس والشمامسة في صفوف حاملين أيقونات العذراء كل كنيسة بشكلها المختلف، ويسير الموكب لمسافة 2 كيلومتر من منطقة الكرمة حتى"منطقة كوم ماريا" وأثناء تلك المسافة تقام الألحان والتراتيل والموسيقى القبطية وسط حضور ضخم من الأقباط والمسؤولين، وعند وصول الموكب لكوم ماريا رافعين أيقونات السيدة العذراء والقديسين، ويبحرون في النيل في مراكب مزينة بالصور القبطية وعرض بانوراما لقصة ميلاد السيد المسيح، ثم يتحركون من كرمة أبو حنس إلي تل كوم ماريا ليكملوا الاحتفال المهيب، وتقام علي التل  صلاة الشكر والتمجيد.

 

 

وتتبع قرية "كوم ماريا" مطرانية ملوي، وهى إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر، وتنظم المنطقة كل عام احتفاليتين، الأول فى فبراير والثاني في يونيو من كل عام بذكري دخول العائلة المقدسة أرض مصر.

 

ضم برنامج رحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى مرحلته الأولى 5 نقاط، الأولى كنيسة أبو سرجة، "كنيسة القديسين سرجيوس وواخس" هو الاسم الأصلى للكنيسة، إلا أن الفتح العربى الإسلامى قد أتى بصبغته على اسمها، فاتخذت اسما عربيا وصار سرجيوس «أبوسرجة» على طريقة الكنية التى ينادى بها العرب رجالهم.

 

 

القمص أنجيلوس جرجس، كاهن الكنيسة، ألف كتابا عن تاريخ الكنيسة التى يخدم فيها منذ سنوات، يقول لنا إن كنيسته هى المحطة الوحيدة التى عبرت فيها العائلة المقدسة ذهابا وإيابا، وصارت كنيسة منذ العصر الرسولى، حيث تباركت بزيارة القديسين مارمرقس وبطرس اللذين نزلا المغارة، وحين جاءت الملكة هيلانة قررت تأسيس كنيسة تعلو كنيسة المغارة

 

ويؤكد القمص أنجيلوس أن الكنيسة تبذل جهودا كبيرة مع مسئولى وزارة الآثار، من أجل الإعداد لمسار رحلة العائلة المقدسة الذى اعتمده الفاتيكان قبل عامين، حتى إنه يتواصل مع عدة جهات أهمها وزارة السياحة، ويجرى تنسيقا رفيع المستوى بين كافة الأطراف لإبراز تلك الكنيسة ذات الأهمية التاريخية.

 

 

مكثت العائلة المقدسة فى هذه الكنيسة من ثلاثة إلى أربعة أيام، أثناء رحلتها للصعيد، وترتبط الكنيسة بالكثير من الحكايات المدهشة، إلا أن أغرب تلك القصص ما يتداوله الناس عن العثور على إنجيل عائم على صفحة الماء أمام الكنيسة، ففى الثانى عشر من مارس من العام 1976، عثر سمعان العامل بالكنيسة على الإنجيل العائم، فاستدعى القمص بشارة إبراهيم، كاهن الكنيسة الذى كان منشغلا بصلاة القداس الإلهى، وبعد انتهاء الصلاة ذهب مع الشمامسة ليجد الإنجيل تتقاذفه أمواج النيل الهادرة ولكنه مفتوح على الآية «مبارك شعب مصر»، رغم أن قانون الطفو يجعل الورق يغرق ولا يطفو، ومازالت الكنيسة تحتفظ بهذا الإنجيل فى صندوق من الزجاج الشفاف حتى الآن.

 

 

تضم منطقة وادى النطرون الأثرية ثلاثة أديرة، بينهم دير العذراء باراموس كلمة بارموس تعنى الذى للروم، وهو دير تأسس فى القرن الرابع الميلادى ويعود اسمه للأخوين مكسيموس ودوماديوس ابنى ملك الروم اللذين ترهبنا فى الدير، حيث أسسه القديس مكاريوس الكبير المعروف باسم الأنبا مقار، ضمن حركة رهبانية بدأت فى مصر فى القرن الرابع الميلادى على يد القديس الأنبا أنطونيوس أول راهب فى التاريخ.

 

أما الدير الثانى، فهو دير الأنبا بيشوى، الدير الكبير، يشتهر فى العصر الحديث بكونه بيت الباباوات، فالدير يضم مزارًا للبابا شنودة مدفون فيه، حوله الرهبان إلى متحف مقتنيات لآخر باباوات العصر الحديث.

 

 

والثالث هو دير العذراء السريان، وتعود حكاية الحياة الرهبانية فى هذا الدير إلى جماعة من الرهبان السريان الأرثوذكس الشوام الذين قد سمعوا عن ازدهار الحياة الرهبانية فى تلك المنطقة من البرية، أرادوا أن ينتسبوا لمدرسة الرهبنة الأولى فى مصر، فجاءوا فى القرن الخامس الميلادى وعاشوا الحياة الرهبانية مع إخوتهم من المصريين، وظلوا هنا حتى القرن السادس عشر الميلادى، أجيال وراء أجيال تتوارث الرهبنة.