هكذا تحدث محمد عثمان الخشت فى "نحو تأسيس عصر دينى جديد".. المشكلة ليست فى الإسلام بل فى عقول المسلمين.. الكتاب يطالب بالعودة لـ الإسلام النقي.. ويؤكد: القرآن يدين مبدأ السمع والطاعة.. ويطالب بفقه جديد

الدكتور الخشت يهدى لكتابه لشيخ الأزهر
الدكتور الخشت يهدى لكتابه لشيخ الأزهر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

أصحاب العقل المغلق لم يخرجوا من أرحام أمهاتهم

وكل ما جاء بعد اكتمال الدين اجتهاد أصاب وأخطأ

نحتاج إلى منهج "ديكارت" فى الشك المنهجى

المطالبة بـ"تطوير" علوم الدين لا "إحياء" علوم الدين

الحل ليس تجديد الإسلام بل تجديد المسلمين

إما تطوير التعليم أو الإرهاب 

 

"لا يمكن أن يقنعني أحد بأن الإسلام السائد في عصرنا هو الإسلام الأول الخالص والنقي، حتى عند أكثر الجماعات ادعاء للالتزام الحرفى بالإسلامى".. لقد تحول كتاب "نحو تأسيس عصر دينى جديد" للدكتور محمد عثمان الخشت، الصادر عن دار نشر نيو بوك إلى كتاب جدلي عندما صار طرفًا فى المناظرة الجدلية التى وقعت بين الشيخ أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، والدكتور الخشت فى المؤتمر الذى عقده الأزهر بعنوان "التجديد فى الفكر الإسلامى" فى الأيام القليلة الماضية.. فما الذى يقوله الكتاب؟

 

 

الخشت وشيخ الأزهر

 

 

كل ما جاء بعد اكتمال الدين اجتهاد أصاب وأخطأ

فى البداية نؤكد أن الكتاب مجموعة من المقالات للدكتور محمد الخشت وقد نشرها فى الفترة من 2013 إلى 2015، وتمت إعادة طبعها فى هذا الكتاب، وفيه يوضح الدكتور الخشت فكرته العامة "المشكلة ليست في الإسلام، بل فى عقول المسلمين وحالة الجمود الفقهى والفكرى التى يعيشون فيها منذ أكثر من سبعة قرون"، وتحت هذه الفكرة أشار إلى أن "كل ما جاء فى التاريخ بعد لحظة اكتمال الدين التى أعلنها القرآن جهد بشرى قابل للمراجعة، وهى فى بعض الأحيان اجتهاد علمى فى معرفة الحقيقة، وفى أحيان أخرى آراء سياسية تلون النصوص بأغراضها المصلحية المنحازة"، ومن هنا كان هدف "الخشت" الدخول إلى عصر دينى جديد ويرى أن ذلك يقتضى مجموعة من المهام مثل "تفكيك الخطاب الدينى، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلى، وفك جمود الفكر الإنسانى الدينى المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية، حتى يمكن كشفه أمام الناس وأمام نفسه وأمام العالم، وليس التفكيك للدين نفسه وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنسانى الدينى الذى نشأ حول "الدين الإلهي الخالص".

نحو تأسيس


 

الشك المهجى طريقة للخروج من الأزمة

​ويرى الدكتور عثمان الخشت أنه كى يتحقق ذلك يجب أن تمر عملية التفكيك بمراحل هى (الشك المنهجى، التمييز بين المقدس والبشرى فى الإسلام، إزاحة كل المرجعيات الوهمية التى تكونت فى قاع التراث) وبعد التفكيك يأتي التأسيس وأهم أركانه (تغيير طرق تفكير المسلمين، تعليم جديد منتج لعقول مفتوحة وأسلوب حياة وطريقة عمل جديدة، تغيير رؤية العالم.. تجديد المسلمين، تأسيس مرجعيات جديدة، العودة إلى الإسلام الحر "الإسلام المنسى"، نظام حكم يستوعب سنن التاريخ).

ويؤكد الخشت أنه لن يتحقق كل هذا دون توظيف مجموعة من الآليات تشمل (التعليم، والإعلام، والثقافة، والاقتصاد، والاجتماع، والسياسة) وذلك لصناعة عقول مفتوحة على الإنسانية فى ضوء العودة إلى المنابع الصافية "القرآن والسنة الصحيحة" وتغيير المرجعيات التقليدية، وتأسيس فقه جديد، وتفسير جديد.

ومن أجل تحقيق هذه الأفكار جاء الكتاب فى 7 فصول، منها "الشك المنهجى وتأسيس عصر دينى جديد" وفيه اعتمد الدكتور الخشت على قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام فى الإيمان وطريقته فى البحث عن الله، وبناء عليه طالب الخشت أن نتبنى "الذات المفكرة" التى تتبنى فكرة الشك المنهجى واستشهد بما فعله الفيلسوف الشهير ديكارت للوصول إلى الحقيقة، مؤكد أننا فى عالمنا الإسلامى نحتاج بشدة إلى الشك المنهجى للخروج من دوامة التضليل لا من أجل فوضى الأفكار.

 

 

لا لـ إحياء علوم الدين نريد تطويرها

وناقش الدكتور الخشت "تفكيك الخطاب الدينى التقليدي"، ورأى أن الهدف من هذا التفكيك "تطوير" علوم الدين لا "إحياء" علوم الدين، موضحًا أن الدين نفسه لا يتجمد لكن الذى يتجمد هو عقول فسرت النصوص القرآنية والنبوية الواضحة والمباشرة بأيديولوجيات عقيمة تجمدت معها المنومة العقائدية والتشريعية فى كهنوت بشرى يتخفى فى ثوب إلهى، ومن هنا يطالب الخشت بتفكيك ينقد البشرى ولا يتنكر للإلهى، ويكون هدفه الوصول إلى الدين فى حالته الطبيعية الأولى، كما يشير إلى أن الأزمة أكبر مما تبدو فإن ضياع المعنى والعقل يكون فى التيارات الدينية المغلقة ويكون فى حركات ما بعد الحداثة أيضًا.

الدكتور محمد عثمان الخشت

 

 

أصحاب العقل المغلق لم يخرجوا من أرحام أمهاتهم

​كما ناقش الكتاب "العقل المغلق" حيث رأى أن صاحب العقل المغلق أشبه بالطفل فى رحم الأم، كل عالمه هو الرحم، وهو غير متصل مع العالم الخارجى، ولا يمكن لأحد أن يحاوره، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يرفض غريزة القطيع التى تجعل المجموع ينساقون وراء قادتهم بلا تفكير أو مراجعة، كما يستنكر القرآن ما ينشأ عن هذه الغريزة مثل منهج السمع والطاعة، ويؤكد الخشت أنه بعد مرور 14 قرنًا على ظهور الإسلام لا تزال الفجوة واسعة بين الإسلام والمسلمين، كما تكمن إحدى جوانب مأساتنا الفكرية المعاصرة فى أننا جميعا أصبحنا نعانى من مرض التطرف الذى أصاب الجميع سواء كانوا متطرفين فى التدين أو متطرفين فى العلمانية، وأشار الدكتور الخشت إلى نقطة مهمة هى أننا لا نزال نعيش فى زمن واحد منذ مقتل سيدنا عثمان.

 

 

إما تطوير التعليق أو الإرهاب 

​وتحت عنوان "حتى لا نعيد إنتاج عقول مغلقة" أرجع الدكتور الخشت ما نعانيه من انغلاق لأسباب منها مناهج التعليم القائمة على التلقين التى لا تصنع عقولاً إيجابية منفتحة وفعالة بل تصنع عقولاً غير فعالة، ويرى أن عدم تطوير التعليم سيجعل البديل هو الإرهاب.

وتحت عنوان "تجديد المسلمين" يقول الخشت لا يزال المسلمون يخلطون بين موروثاتهم الاجتماعية التي ورثوها من بيئتهم والتصور الإسلامى النقى والحل ليس تجديد الإسلام بل تجديد المسلمين، وذلك يتلب تغيير رؤية العالم والمقصود بها الإطار العام الذى نفهم به كل ما يحيط بنا (الكون، الحياة، الناس، مستويات الوجود) مؤكدًا أن معنى الدين فى خصوبته الأولى ضد التراث الدينى الذى صنعه البشر.

وبحث الكتاب عن الإسلام الحر الذى يأتى عن طريق تجديد الفقه ضاربا المثل بالإمام الشافعى (الفقيه الحر) الذى اختلف مذهبه الفقهى فى مصر عن مذهبه القديم فى العراق.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البحر يعيد الطفلة التونسية بلا نبض.. العثور على جثة مريم بعد يومين (فيديو)

حاضنة الأقصر للتراث الفنى والصناعات الحرفية بوابة دعم مشروعات الشباب.. قدمت 30 خدمة متخصصة لمجموعة مشروعات تنمية الصناعات المحلية بدعم من جهاز تنمية المشروعات.. والمحافظ يشيد بجهود الشباب فى دعم جميع المجالات

ملخص وأهداف الإنتر ضد فلومينينسي 2-0 في كأس العالم للأندية

ميرنا نور الدين تستمتع بأجواء الصيف بالقفز من الطائرة والجلوس على شاطئ البحر

موعد انطلاق بطولة الدوري المصري لموسم 2025 - 2026


ترامب يوقع أوامر تنفيذية لرفع العقوبات عن سوريا.. ودمشق ترحب

أخبار 24 ساعة.. إنهاء إجراءات صرف وتسليم تعويضات ضحايا ومصابي حادث المنوفية

الأهلي: اتجاه لتلبية رغبة كريستو في العودة إلى النجم الساحلي

الأهلى: ياسر إبراهيم امتثل للشفاء من شد الضامة

الكويت تجدد الموقف العربي المندد بجرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة


محمد يوسف: بحثنا خطة استعداد الأهلى للموسم الجديد فى اجتماع مع ريبيرو

رود خوليت مهاجماً حسام غالي: عقليته كانت سبب طرده من جميع أندية أوروبا

تفاصيل التعاقد مع يانيك فيريرا والجهاز المعاون يضم 5 مساعدين أجانب

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

الإفراج عن 1027 من نزلاء مراكز الإصلاح بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو.. فيديو

وادي دجلة يتعاقد مع أحمد الشيمي قادما من الاتحاد فى صفقة انتقال حر

جلسة تاريخية لمناقشة قانون الإيجار القديم تحت القبة.. رئيس المجلس: القانون ليس فيه أية شبهة عدم دستورية.. ولن يترك مواطن بلا مأوى.. والحكومة تتعهد لرئيس النواب بإرسال بيانات أعداد المستأجرين الأصليين وأعمارهم

رئيس الوزراء: 5 ملايين مستفيد من المبادرة الرئاسية "تكافل وكرامة"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى