ضربة جديدة للجماعات الإرهابية.. ترامب يعلن مقتل زعيم القاعدة باليمن.. الخارجية الأمريكية رصدت مكافأة 10 ملايين دولار لمن يبلغ عن مكانه.. وسبقه حمزة بن لادن والبغدادى.. والقاعدة تفقد أخطر قيادتها خلال سنة

بعد شهور قليلة من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية قتل كل من حمزة بن لادن نجل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بالإضافة إلى مقتل أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش جاء اليوم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة قتلت قاسم الريمى زعيم تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب باليمن.

وقال ترامب فى بيان "مارس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحت قيادة الريمى قدرا هائلا من العنف ضد مدنيين فى اليمن وسعى لتنفيذ والإيعاز بتنفيذ هجمات عديدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا".

وأصبح الريمى قائد تنظيم "القاعدة فى جزيرة العرب"  خلفاً لناصر الوحيشى الذى قُتل بغارة لطائرة بدون طيار فى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك بعد أن أقسم الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهرى.

التاريخ الأسود لقاسم الريمى

وظهر الريمى فى فيديو فى مايو 2017، حث فيه المؤيدين له الذين يعيشون في الدول الغربية على شن هجمات "سهلة وبسيطة". كما أشاد بعمر ماتين الذى قتل 49 شخصاً بإطلاق النار فى ملهى ليلى فى أورلاندو فى فلوريدا فى يونيو 2016.

وفى يناير 2017، كان الريمي هدفا لهجوم شنه فريق من القوات الخاصة الأميركية على مقر تنظيم "القاعدة فى جزيرة العرب" فى اليمن. وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 14 قيادياً من تنظيم "القاعدة" باليمن لم يكن بينهم الريمى.

وفى 18 أكتوبر 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن رفع قيمة المكافأة التى ستقدمها مقابل معلومات تؤدى إلى اعتقال زعيم تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب فى اليمن قاسم الريمى، وقالت إنّ الولايات المتحدة قررت رفع المكافأة التى تؤدى إلى تحديد مكان الريمى واعتقاله من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار.

 ضربة موجعة لتنظيم القاعدة

من جانبها أكدت شبكة سكاى نيوز الإخبارية أن مراقبون أكدوا أن مقتل قاسم الريمي، زعيم ما يسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، بأنه يمثّل "ضربة موجعة" للتنظيم المتطرف، الذي فقد الكثير من قياداته في الآونة الأخيرة، حيث قال الباحث السياسي والاستراتيجي، عبد الملك اليوسفي، إن هذه العملية تعد ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مشيرا إلى أن الريمى كان يقود التنظيم من اليمن، لافتا إلى أن مخزون الشخصيات القيادية الجمعية لدى تنظيم القاعدة يتضاءل يوما بعد يوم، لا سيما بعد مقتل جلال بلعيدى، ومن ثم ناصر الوحيشى، الذى خلفه الريمى فى عام 2015".

وأشار اليوسفي إلى مقتل القيادي في التنظيم جمال البدوى، الذي قتل بطائرة مسيرة، وكان مسؤولا عن الهجوم على المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في ميناء عدن في أكتوبر عام 2000، مشيرا إلى أن مقتل هذا العدد الكبير من قيادة تنظيم القاعدة في اليمن في السنوات القليلة الماضية من شأنه أن يؤدي إلى تفتت التنظيم وتفتته أكثر فأكثر، وخصوصا بالنسبة للخلايا النائمة منه".

وأوضح أن تنظيم القاعدة كان يسيطر حتى عام 2015 على مناطق واسعة في اليمن، من بينها السيطرة شبه الكاملة على المكلا، ولكن الأن أصبح يتراجع بشكل كبير.

وتأتى تلك العملية الأمريكية بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل حمزة نجل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابى، حيث خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى سبتمبر الماضى ليعلن في بيان له مقتل حمزة بن لادن، المسؤول الكبير في القاعدة ونجل أسامة بن لادن، في عملية لمكافحة الإرهاب نفذتها الولايات المتحدة في منطقة بين أفغانستان وباكستان.

 ارتباك في صفوف الجماعات الإرهابية
 

مراقبون حينها أكدوا أن مقتل مؤسس تنظيم القاعدة سيكون له تأثير كبير على هذا التنظيم الإرهابى وسيتسبب فى حالة ارتباك شديدة له، خاصة أن هذا التنظيم الإرهابى كان يؤهل حمزة بن لادن كى يكون خليفة أبيه عقب أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة الحالى.

 كما أنه فى أكتوبر الماضى، تلقى تنظيم داعش الإرهابى ضربة كبرى بمقتل زعيمه ابو بكر البغدادى، وذلك عندما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابى ، فى عملية عسكرية نفذتها الولايات المتحدة بمحافظة إدلب السورية، حيث كان يختبئ، حيث قال ترامب حينها إن البغدادى قتل نفسه وأطفاله بعد أن فجّر حزامه الناسف، بينما كان يحاول الفرار عبر نفق من إحدى البلدات فى سوريا، متابعا: كان يركض فى نهاية نفق، ويبكى ووراءه ثلاثة من أطفاله، خلال ملاحقة الكلاب البوليسية له خلال العملية التى قتل فيها مع معاونيه"، كما أكد أنه تابع العملية عبر الفيديو، مضيفاً أن زعيم داعش قتل نفسه وأطفاله بتفجير حزامه الناسف.

 أبو بكر البغدادى ونجل بن لادن

وكان لمقتل أبو بكر البغدادى تأثير كبير على تنظيم داعش الإرهابى، خاصة بعدما أكدت دراسات حينها أن التنظيم سيعانى حالة من الشتات ، خاصة بعد اختيار التنظيم لأبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة للبغدادى، وهو ما أحدث انقسامات واسعة داخل داعش.