كيف تحدث نجيب محفوظ عن الأوبئة.. هل توقع "كورونا" فى الحرافيش؟

رواية الحرافيش
رواية الحرافيش
كتب محمد عبد الرحمن

وحده هو نجيب محفوظ من استطاع أن يرسم بكلماته صورا كاملة من المجتمع المصرى، من أفراحه ومعاناته، ولأنه كان منغمس داخل أجواء القاهرة وشوارعها الساحرة، كان رواياته ومادته الأدبية نموذجا فريدا للأديب الذى يجسد ويتنبأ بمصائر مدينته.

وفي ملحمته الشهيرة "الحرافيش" تحدث نجيب محفوظ عن الوباء الذي قضى على حارات مصر وفتك بأهلها، ويرسم بذكاء وموهبة فطرية لديه أحوال المصريين في فيروس كورونا، وكيف يواجهون أخطاره، ومع تفشى فيروس كورونا فى أكثر من 70 دولة على مستوى العالم، وظهور 60 حالة إيجابية مصابة بالمرض فى مصر، والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة الفيروس، تذكر البعض ما جاء فى رواية "الحرافيش للأديب العالمى، وكيف جسد حال الوباء الذى ضرب الحارة، وكأنه يتحدث عن "كورونا" الآن، وجاء فى الرواية:

رواية الحرافيش

"تفاقم الأمر واستفحل. دبت في ممر القرافة (المقابر) حياة جديدة...يسير فيه النعش وراء النعش... يكتظ بالمشيعين. وأحيانا تتتابع النعوش كالطابور. في كل بيت نواح. بين ساعة وأخرى يعلن عن ميت جديد... لا يفرق هذا الموت الكاسح بين بين غني وفقير، قوي وضعيف، امرأة ورجل، عجوز وطفل. إنه يطارد الخلق بهراوة الفناء. وترامت أخبار مماثلة من الحارات المجاورة فاستحكم الحصار ولهجت أصوات معولة بالأوراد والأدعية والاستغاثة بأولياء الله الصالحين.

1

ووقف شيخ الحارة عم حميدو أمام دكانه وضرب الطبلة براحته فهرع الناس إليه من البيوت والحوانيت. وبوجه مكفهر راح يقول :

- إنها الشوطة (الوباء)، لا يدري أحد من أين؟ تحصد الأرواح إلا من كتب له الله السلامة.

وسيطر الصمت والخوف فتريث قليلا، ثم مضى يقول :

- اسمعوا كلمة الحكومة!

أنصت الجميع باهتمام، أفي وسع الحكومة دفع البلاء؟

- تجنبوا الزحام!

فترامقوا في ذهول. حياتهم تجري في الحارة، والحرافيش يتلاصقون بالليل تحت القبو وفي الخرابات، فكيف يتجنبون الزحام؟ ولكنه قال موضحًا :

- تجنبوا القهوة (المقهى) والبوظة (الخمارة)، والغُرَز (جلسات تعاطي الحشيش).

الفرار من الموت إلى الموت! لشدّ ما تتجهمنا الحياة!

2

- والنظافة... النظافة...)

تطلعت إليه فى سخرية أعين الحرافيش من وجوه متوارية وراء أقنعة من الأتربة المتبلدة.

- اغلوا مياه الآبار والقرب قبل استعمالها.. اشربوا عصير الليمون والبصل.

ساد الصمت، وظل ظل الموت ممتدا فوق الرءوس حتى تساءل صوت:

- أهذا كل شئ؟

فقال حميدو بنبرة الخيام:

- تذكروا ربكم وارضوا بقضائه..

رجع الناس إلى البيوت والدكاكين واجمين، وتفرق الحرافيش فى الخرابات وهم يتبادلون الدعابات الساخرة، ولم يتوقف موكب النعوش ساعة واحدة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو


مواعيد مباريات اليوم.. جوادالاخارا مع برشلونة ومصر أمام نيجيريا

بدء استلام ملفات التعيين.. قضايا الدولة تفتح باب التقدم لوظيفة مندوب مساعد

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر


اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

تشيلسي ضيفا على كارديف سيتي في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

مصرع 6 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص داخل ترعة.. ومحافظ قنا يتابع الحادث

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

مقتل شاب وإصابة شقيقه فى مشاجرة بالغربية

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى