محمود درويش ليس صوتا شعريا واحدا.. كيف طور الشاعر قصائده؟

الشاعر الراحل محمود درويش
الشاعر الراحل محمود درويش
كتب أحمد منصور

تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، كما يعد درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، وخلال السطور المقبلة نستعرض  كيف استطاع الشاعر محمود درويش في تطوير شعره كما جاء في كتاب "محمود درويش الغريب يقع على نفسه.. قراءة في أعماله الجديدة" لعبده وازن.

ويقول عبده وزان: لا يعنى اختيار محمود درويش عنوان "الأعمال الجديدة" للدواوين الأخيرة التى أصدرها تباعًا، أن أعماله السابقة أضحت "قديمة" فالتحول الذى طرأ على شعره فى مرحلة الثمانينيات وخصوصًا مع ديوان "هي أغنية، هي أغنية" وما بعده، حمل الكثير من الجديد شعريًا ولغويًا، ولا يمكن وصف هذا التحول إلا انطلاقًا من دواوين سابقة مثل "ورد أقل" و"أحد عشر كوكبًا" وسواهما.

غلاف محمود درويش الغريب يقع على نفسه
غلاف محمود درويش الغريب يقع على نفسه

 

ويقول عبده وزان، قد تكون المرحلة الأولى مرحلة "قديمة" نظرًا إلى العلاقة الشعرية المباشرة بالقضية الفلسطينية التي كان محمود درويش واحدًا من أبرز شعرائها. حينذاك كانت القصيدة تتباهى بالتزامها السياسى مخاطبة "الجمهور" ومحرضه إياه على النضال. وترافقت هذه القصيدة مع نشوء الكفاح المسلح وأضحت المعادل الشعرى له، تمتدح البطولة والحماسة وتدعو إلى الشهادة فداء للأرض المسلوبة. وإطلاق صفة "القديمة" الآن على دواوين درويش الأولى "أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل" يعنى أكثر ما يعنى انها دخلت "تاريخ" المقاومة من باب القصيدة وذاكرة "الجماعة" شعريًا، علاوة على أنها تمثل "بدايات" محمود درويش حين كانت "شعريته" طرية العود، فطرية وتلقائية. حينذاك كان الموقف الشعرى رد فعل على الموقف الوطنى وعلى المآسى المتعددة، وكانت القضية تسبق الشعر وتصنعه وكان الشعر دومًا وراءها، يتأثر بها أكثر مما يؤثر فيها.

وأوضح كتاب "القراءة الكاملة في أعمال محمود درويش"، تبدو "الأعمال الجديدة" حديثة لا في المفهوم الزمنى فحسب وغنهما شعريًا أيضًا، غنها أعمال جديدة في المعنى "الحداثوى" كذلك، كونها لا تتوانى عن ترسيخ "حداثة" محمود درويش التي لا تشبه أي حداثة أخرى، لا حداثة بدر شاكر السياب ولا أدونيس ولا أنسى الحاج ولا سعدى يوسف، على أن محمود درويش ما زال يصر على كتابة قصيدة التفعيلة ولكن محررًا إياها من إرثها الثقيل ورتابتها المضنية، بل مازحًا بينها وبين "فضاء" قصيدة النشر من غير أن ينحاز إلى الأخيرة انحيازًا شكليًا أو تقنيًا. ولعل الخصال التي تتميز بها قصيدة درويش الجديدة هي إيقاعية في ناحية منها.

ويشير عبده وازن، فالإيقاع لدى محمود درويش تخطى النظام التفعيلى المغلف مازجًا بين الإيقاع الداخلى الذى يصنعه تجانس المفرادات والحروف والتقفية الداخلية، والإيقاع الخارجي الذى تصنعه التفاعيل والقوافى.

وأكد عبده وازان، أن محمود درويس راح منذ الثمانينيات يتحرر من "الإرث" الوطنى والقومى الذى ألقى على عاتقة في صفته شاعر فلسطين أو شاعر القضية، كما أطلق عليه، لكنه كلما كان يتحرر من ذلك الإرث كان يبدو أكثر قربًا منه، فالقضية التي كانت ماساة الجماعة أصبحت أيضًا مأساة الفرد، والمأساة التاريخية أضحت كذلك مأساة ذاتية، أما شاعر فلسطين فأصبح شاعر الوجود الذى لن يتخل عن مأساته الشخصية، وشاعر الأرض والقضية أصبح شاعر الإنسان في يأسه ورجائه، في انتمائه ولا انتهائه، واصبح أيضًا الشاعر  الحالم والرائى، المألوم والمجروح، والباحث أبدًا في عتمة اللغة عن ضوء ساطع.

ورأى كتاب "قراءة في أعمال محمود درويش"، أنه يصعب فعلا تسمية محمود درويش "شاعر فلسطين" او شاعر القضية أو الأرض وسواها مما أطلق عليه من كنايات وصفات. أصبح الشعر أبعد من القضية التي انطلق منها وحملها في روحه، أصبح في مقدم القضية بعدما كان وراءها، ولم يعد يحتاج إلى أن يحتمى بها ليقدم نفسه، لكنه لم يتخل عهنا حتى في اشد القصائد نأيا وتعربًا واغترابًا، فهى أضحت بمثابة الجوهر الكامن في عمق التجربة الشعرية والإنسانية على السواء.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شهداء ومصابون فى قصف إسرائيلى استهدف مدينة جباليا البلد شمال قطاع غزة

سيسكا موسكو يترقب الإعلان عن مدرب الزمالك قبل طلب حسام عبد المجيد رسميًا

عرض سائق السيارة المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى بالمنوفية لتجديد حبسه

المتهم بإنهاء حياة شقيقه في إمبابة: "ما كنش قصدي أقتله"

اجتماع الهيئة الوطنية لمناقشة التقرير النهائي لإجراء انتخابات مجلس الشيوخ غدا


العالم هذا الصباح.. قتلى فى إطلاق النار على رجال إطفاء بولاية أيداهو الأمريكية.. تسجيل 35 حالة حمى شوكية فى مجمع ناصر الطبى بقطاع غزة.. والكرملين: موسكو تأمل أن تُحدد مواعيد الجولة الثالثة من المفاوضات مع كييف

الأهلي يحاول تخفيض المطالب المالية للبنك لضم أسامة فيصل

ماذا قدم شيكابالا مع الزمالك فى الموسم الأخير قبل تحديد مصيره؟

الطقس اليوم شديد الحرارة ورطوبة عالية وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

مان سيتي ضد الهلال فى قمة نارية بمونديال الأندية.. مرموش فى صدام عربى أوروبى


وزارة العمل تعيد بناء منظومة التدريب المهني بشراكات دولية ومحلية.. "تدرب واعمل.. وافتح مشروعك من مركز مهنى حكومى".. مراكز للتدريب المجانى تغطي الجمهورية بـ 83 مركزا.. وتستهدف مِهَنًا تواكب متطلبات السوق

خلاصة الكيمياء لطلاب الثانوية العامة.. أقوى الأسئلة وإجاباتها قبل الامتحان

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

غداً.. الإعلان عن الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

أحمد حسام: هعرف أثبت نفسى فى الزمالك.. ومابلولو وماييلى أصعب مهاجمين

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

فلامنجو ضد البايرن.. البافارى يتقدم على بطل البرازيل بثنائية فى 9 دقائق

انفجار شاحنة فى أمريكا يتسبب في مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين

ملخص وأهداف باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى 4-0 فى مونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى