سليمان العطار

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
رحم الله العالم الجليل المفكر سليمان العطار، فقد كنت دائما مأخوذا بشخصه، للأسف لم أتعلم على يديه بشكل مباشر، لكننى كنت أسعد كلما استمعت إليه في محفل علم.
 
وآخر ما شهدته له مناقشة علمية كانت عن فن الاعتذار فى الأدب الأندلسى، رسالة دكتوراه فى جامعة عين شمس، مقدمة من الباحث أحمد عبد القوى، وقد أشرف عليها الدكتور محمد زكريا عنانى، والدكتور محمد يونس عبد العال، وشارك فى مناقشتها الأستاذ الدكتور سليمان العطار، والدكتور أشرف نجا، وقد كانت مناقشة الدكتور سليمان العطار، بمثابة محاضرة عظيمة فى واقعنا العربى والإسلامى تستحق التوقف عندها.
 
 تحدث الناقد والمترجم الكبير سليمان العطار، عن تاريخ الأندلس وتوقف عند سنة   1492 الشهيرة، وقال إن الأندلس سقطت فى هذا العام، وذلك بعدما سقطت مملكة غرناطة التى ظلت تقاوم سنوات طويلة، أما عن كيفية سقوطها، فيقول إنه ذات مرة وجد كتابًا صغيرًا يباع فى إسبانيا وسط الكتب القديمة بعنوان «مملكة غرناطة»، وعرف منه أن الدولة الإسلامية سقطت بسبب استخدام المدفع ضدها.
 
لم يتخيل المسلمون المتحصنون خلف أسوار المدينة أنه يمكن للعدو أن يصيبهم عن بعد بهذه الطريقة، وأن يقتل عددًا منهم مرة واحدة دون سيف أو رمح أو حتى سهم، ولم يتخيلوا أن يهدم سورًا دون أن يروا منجنيق أو خلافه ولم يستوعبوا الصوت الذى انفجر فى السماء، فسقطوا.
 
يقول سليمان العطار، إن أحد علماء المسلمين استطاع أن يعرف سر صناعة المدفع، وألف كتابًا فى ذلك سماه «ناصر الدين على القوم الكافرين»، وطاف به على كل ملوك المسلمين كى يتبنوا الفكرة ويصنعوا مثله لكنهم لم يفعلوا ذلك، ومن يومها انطلق الغرب مستعمرًا ومسيطرًا، بينما تحول العرب والمسلمون إلى ضحية كبرى.
 
لقد غير المدفع استراتيجيات التفكير فى العالم، وضع مفهومًا جديدًا للقوة، مفهومًا قائمًا على العلم وليس العدد، أى أنه قدم تفسيرًا مختلفًا للشجاعة، التى كانت من قبل تعنى شخصًا ضد شخص، وتحمل معنى المبارزة، لكن الأساليب الجديدة فى الحرب كانت تفيد بأن الرب يسعى بقوة للنهوض من سباته بينما كان العرب والمسلمون يستعدون للنوم.
 
قرون مرت على هذه التواريخ، تطورت الحروب وتغيرت سبل الحياة، وقامت حروب وثورات وأنظمة حكم، وسقطت دول ونشأت أخرى، وتغيرت موازين القوة أكثر من مرة، لكن طرق التفكير العلمية لم تأخذ فى مجتمعنا العربى المكانة التى تليق بها، مع أنه لم يعد الأمر رفاهية مثلما يظن البعض ويعتقدون أنها أسس لاستمرار الحياة ليس إلا.
رحم الله سليمان العطار الخالد بعلمه وتلاميذه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

رئيس الوزراء: 25% من مساحة مصر تصلح للزراعة ولكن المشكلة فى المياه

فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

إصدار عملة تذكارية ذهبية وفضية بمناسبة 150 عاما على إنشاء هيئة قضايا الدولة


حكاية مكالمة حزينة جمعت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم قبل وفاة الأخيرة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

مجلس الوزراء يهنىء الرئيس بمنحه أرفع وسام من الفاو

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية


على ماهر يعيد 5 لاعبين لتشكيل سيراميكا أمام الأهلى فى كأس عاصمة مصر

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى