قرأت لك.. "موسولينى والإسلام" الزعيم الفاشى أراد أن يقلد نابليون فى الشرق

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
من الشخصيات المهمة فى التاريخ الحديث للعالم شخصية الزعيم الفاشى بنيتو موسولينى الذى وصل إلى السلطة فى إيطاليا عام 1922، ومن بعدها تغيرت صورة إيطاليا تماما مع العالم. 
 
موسولينى والاسلام
 
من الكتب الصادرة حديثا كتاب "موسولينى والمسلمون.. صفحات من تاريخ الفاشية والإسلام" تأليف جانكارلو مازوكا وجانماركو والش، صدر عن منشورات موندادورى (ميلانو)، ونعتمد فى قراءته على العرض الذى قدمه عز الدين عناية. 
 
ويقول عز الدين عناية فى عرضه على ما يذكر الكتاب انضم ثلّة من آباء الاستشراق الإيطالى إلى "لجنة المصالح الاستعمارية المكلّفة بالشؤون الإسلامية" سنة 1914، كان من بينهم ليونه غايطانى وكارلو ألفونسو نللينو ودافيد سانتيلانه، اليهودى الديانة والتونسى الأصل، الذى عيِّن سنة 1913 أستاذ التشريع الإسلامى فى جامعة روما، وقد أورد المؤلفان فى مستهلّ الكتاب، نقلا عن المؤرّخ فلافيو ستريكا فى بحث بعنوان: "كارلو ألفونسو نللينو ومشروع احتلال ليبيا"، فى مجلة "حوليات" التابعة لكلية العلوم السياسية فى كاليارى سنة 1983، أن المستشرق نللينو قد شارك فى مجمل الاجتماعات واللجان التى قدّمت المشورة للمستعمر الإيطالى بشأن القضايا الإسلامية إبان عزم السلطات مدّ نفوذها الاستعمارى تجاه إفريقيا على غرار نظيراتها من الدول الاستعمارية.
 
ويعود مؤلِّفا كتاب "موسولينى والمسلمون" جانكارلو مازوكا وجانماركو والش بالحماس الجارف الذى استولى على الزعيم الفاشى بنيتو موسولينى للسير صوب البلاد العربية وإفريقيا إلى استلهام سياسات نابوليون المراوغة فى مصر، التى زعم فيها أنه يجلّ القرآن الكريم وأنه ما جاء إلى القاهرة إلا لتخليص المصريين من شرّ المماليك، وذلك فى خطابه الشهير فى الثانى من يوليو 1798؛ بل يذهب الكاتبان فى تخميناتهما إلى أن حماس موسولينى ينبع بالأساس من فكرة الإنسان الأرقى النيتشوية التى تتلاءم مع إله قوى مسيطر، وهو ما يتماثل مع إله النبى محمد (ص). وبمنأى عن تلك التأويلات فقد شهدت إيطاليا، فى أواخر القرن التاسع عشر وفى مطلع القرن العشرين، تحفّزا استعماريا لبسط نفوذها على الأراضى الإسلامية القريبة، فى ألبانيا والبوسنة والجبل الأسود، وليمتدّ ذلك فى فترة لاحقة صوب إفريقيا وحتى مشارف اليمن (ص: 66).
 
 
فى الأثناء يتعرض مؤلِّفا الكتاب إلى الدور الذى لعبته خليلة موسوليني، ليدا رافانيللي، فى إغرائه بالسير قدما صوب العالم العربى فى سياساته التوسعية. فقد كانت تلك المرأة قارئة نهمة لأدبيات الشرق وواقعة تحت تأثير الدراسات الاستشراقية فى أوروبا، فى فترة كان يمثّل فيها المشرق منبع السحر لدى كثير من الكتّاب. هذا الانبهار الذى تسرّب إلى موسولينى تحوّل إلى مشروع استعمارى فعلى فى فترة لاحقة. وللذكر فالدوتشى (موسوليني)، كما يورد الكتاب، كان الأمر طبيعيا بالنسبة إليه فلقبه العائلى يتحدّر من مسمى القماش الليّن الشفاف الذى تعود أصوله إلى مدينة الموصل العراقية.
 
بعد تقاسم الفرنسيين والإنجليز النفوذ فى شمال أفريقيا، لم يبق لإيطاليا، الجارة الأوروبية المطلّة على بلاد المغرب، سوى ليبيا بعد أن بخستها الرؤية الاستعمارية، الفرنسية والإنجليزية، بنعتها بـ"صندوق الرمال". لكن الدعاية الاستعمارية الإيطالية صورت ليبيا بمثابة الجنة الخصيبة، وكان آل سافويا، حكام إيطاليا فى ذلك العهد، يراهنون على دعم الإنجليز الذين سيقايضونهم بليبيا لإبعادهم عن التحالف مع ألمانيا. ضمن هذه الأجواء الاستشراقية المغرية والوقائع الاستعمارية الدافعة، تفاقم هوس القوميين الإيطاليين بأن لإيطاليا الحديثة دورا مماثلا لدور "روما القديمة" فى "تحضير" شعوب المنطقة.
 
فى القسم الثانى من الكتاب وتحت عنوان: "إيطاليا والتحفز نحو بلاد المغرب"، يبرز المؤلفان أن إيطاليا كانت من بين البلدان الأوروبية التى تنظر إلى الجوار المغاربى (تونس وليبيا أساسا) بعين الشّره والتحفّز لاقتناص الفرصة وضمّهما. ولكن منذ أن احتلت فرنسا، بمقتضى معاهدة باردو (1881) تونس، التى تقيم فيها جالية إيطالية تفوق نظيرتها الفرنسية عددا، تبخّر حلم إيطاليا فى الاستحواذ على تونس وتركّزت أنظار الساسة والعسكريين الإيطاليين فى شطْر إقليمى طرابلس وبرقة، الواقعين تحت سلطان الإمبراطورية العثمانية منذ العام 1551 وإلى غاية احتلال طرابلس سنة 1911. فعلى مدى عقود سابقة سعت إيطاليا جاهدة للنزول بما يسمى "الضفة الرابعة". بدءا من الاستعدادات العسكرية لغزو البلاد الإفريقية (1884)، وإلى غاية إرساء الوفاق مع فرنسا (1902) لتقاسم النفوذ، وما صحبه من تهيئة الرأى العام لحملة استعمارية، جرى أثناءها تصوير غزو ليبيا أنه مجرد "نزهة عسكرية"، وأن الثروات الوفيرة للبلد ستغطى تكاليف الحرب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأهل 4 مصريات لنهائي السيدات ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عاما

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

الأهلي يعلن ضم نوران خالد في صفوف اليد قادمة من سبورتنج


رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات


النيابة تستدعى مصور حادث مطاردة سيارة فتيات طريق الواحات لسؤاله حول الواقعة

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

النيابة تطالب بتفريغ الكاميرات فى واقعة مطاردة 3 شباب سيارة فتيات بطريق الواحات

الأهلى يخاطب رابطة الأندية بشأن استقدام حكام أجانب لمباراة بيراميدز

زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح

الإسماعيلى يفقد 6 لاعبين اليوم أمام بيراميدز فى الدورى.. النبريصى الأبرز

النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات

مواعيد مباريات اليوم.. نابولي أمام أولمبياكوس وبيراميدز يستقبل الإسماعيلى

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

رونالدو يتفوق على ميسي فى صراع ملوك الهاتريك بالقرن الحادى والعشرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى