"بريق النوبة يلمع من واجهة البيوت".. أسوان تنتهى من الدهان الموحد لجزيرة الإلفنتين.. اللون الأبيض والزخارف النوبية تكسو المنازل والمبانى.. فنان تشكيلى: "اللوحة اكتملت مع النيل والجبال والزراعات الخضراء".. صور

فى بقعة ساحرة على ضفاف النيل بمدينة أسوان تتزين جزيرة أسوان النوبية وتكتسى باللون الأبيض على صفحة النيل، لتتحول إلى لوحة فنية تبهر الناظرين، وجزيرة أسوان أحد أجمل قرى أسوان المطلة على النيل والتى تحمل منازلها الطراز النوبى الفريد والتى تحيط بها الخضرة والرمال الصفراء والتى تنعكس على وجه النيل الخالد الذى تزينه الصخور والبواخر والمراكب الشراعية، فعندما تتجول داخل القرية تشعر بالطمأنينة والأمان والكرم وسط وجوه سمراء بشوشة، تعكس طيبة أهلها.

"اليوم السابع" يسلط الضوء على مبادرة تجميل واجهات المنازل بجزيرة أسوان أو "جزيرة الإلفنتين" وهى إحدى جزر مصر النيلية التى تقع بمدينة أسوان، وتبلغ مساحتها نحو 1500 متر طولا و500 متر عرضا، وأغلب سكانها من النوبيين، ويوجد بها مساحات زراعية أغلبها من النخيل، ومتحف أسوان، وبقايا من معابد حجرية من العصور المختلفة، ويبلغ عدد سكان الجزيرة أكثر من 5800 نسمة وغالبيتهم الساحقة من أبناء النوبة الذين يعشون على قريتين فى وسط الجزيرة هما "سيو" و"كوتى"، ويعمل معظمهم فى الأعمال اليدوية والزراعة والسياحة، ومازالوا محتفظين بالطابع النوبى فى الشوارع الرملية والمنازل الملونة.

وقبل فترة قليلة، أعطى اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، إشارة البدء فى تنفيذ أعمال دهان وتجميل واجهات المنازل بالجزيرة التى أصبحت مقصداً سياحياً لعدد من الزائرين الأجانب، فى ظل اهتمام المحافظ الجديد بالمزارات السياحية التى توجد على أرض أسوان، واختارت محافظة أسوان الفنان رجب سيد والشهير بـ"كونده"، فنان تشكيلى، لتحويل البيوت النوبية والمبان على جزيرة أسوان إلى لوحة فنية تبرز التراث والثقافة النوبية لأهالى الجزيرة.

العميد أيمن رضا، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان، قال: منذ قدوم اللواء أشرف عطية محافظاً لأسوان، وهو يولى اهتماماً خاصة بالسياحة والمزارات التى يقصدها السائحين داخل أسوان، لذا كان حريصاً على الاهتمام بنظافة وتجميل مناطق هامة مثل: "كورنيش النيل والسوق السياحى والقرى النوبية"، لافتاً إلى أنه جار تجميل وتزيين جزيرة أسوان النوبية والتى تضم النجع البحرى والنجع القبلى بالطابع النوبى، عن طريق تلوين المنازل اللون الأبيض مع رسومات وزخارف عبارة عن مثلثات يتم تلوينها بألوان مختلفو هى الأحمر والأصفر والأزرق لتعبر عن التراث النوبى ولإعطاء بهجة ولون جميل لرواد النيل والزائرين الذين يقومون بجولات نيلية و لكى تظهر الجزيرة بمظهر جمالى يميز أسوان عن أى محافظة أخرى.

وتابع رئيس مركز ومدينة أسوان، حديثه قائلاً: إن اللواء أشرف عطية طرح فكرة تجميل وتزيين الجزيرة بالطابع النوبى ولكى يتم تنفيذ هذه الفكرة بالطابع النوبى وإظهارها كلوحة فنية متكاملة فتم الاستعانة بالفنان التشكيلى رجب سيد، للمساته الجمالية فى تجميل عدد من المواقع بمدينة أسوان، وكان أبرزها إعادة تجميل رأس تمثال العقاد بحى العقاد بمدينة أسوان، ولذا كلفه المحافظ من الناحية الفنية لرسم الصورة والتابلوه الكامل لتزيين وتجميل جزيرة أسوان والإشراف على عمليات التنفيذ الفنى.

الفنان التشكيلى رجب سيد، والشهير بـ"كونده"، أكد أن المحافظ كلفه بتجميل الجزيرة وتحويلها إلى تحفة فنية، لأن اللواء أشرف عطية منذ توليه مهام منصبه محافظا لأسوان، وكان من ضمن أهدافه أن تعود أسوان لثوبها الجميل مرة أخرى وكانت من أولوياته تجميل جزيرة أسوان.

وأشار الفنان التشكيلى، إلى أن جزيرة أسوان النوبية هى استكمال للوحة فنية تضم نيل أسوان وفى الخلفية الجبل بلونه الأصفر الذهبى وفى نفس الوقت الجزيرة هى امتداد لفندق سياحى شهير وتعد الجزيرة مزارا ومقصدا سياحيا، لافتاً إلى أنه كان لابد أن تبدأ المرحلة الأولى وهى تجميل الجزيرة، حيث تشكل الجزيرة صفحة النيل باللون الأزرق وبالإضافة إلى زرقة السماء والجبل باللون الأصفر الذهبى ومسطحات خضراء واسعة فتتطلب لاستكمال هذه اللوحة أن تكون المنازل باللون الأبيض مع تلوين الأبواب والشبابيك باللون الأزرق، موضحاً بأن هذه الألوان هى الألوان الأساسية فى بلاد النوبة القديمة.

وأوضح الفنان رجب سيد، بأنه عقب الانتهاء من تلوين المنازل باللون الأبيض تم رسم بعض الزخارف والوحدات والمفردات التى تمتاز بها النوبة على الجدران التى سبق تلوينها باللون الأبيض، مشيراً إلى أنه سبق تلوين المنازل عملية تنظيف شاملة بدءا من الفندق السياحى حتى جزيرة ومتحف إلفنتين، مضيفاً أن المرحلة الأخيرة تضمنت تجميل جزيرة أسوان النوبية من خلال عمل "تكاسى" بطول الجزيرة حتى متحف إلفنتين.

فاطمة محمد صبحى مرشدة سياحية ومن أهالى الجزيرة، أضافت أن توحيد اللون الأبيض للمنازل ورسم الزخارف النوبية التى تعبر عن التراث النوبى لاقى استحسان الأهالى من ناحية، لأنها جعلت الجزيرة تتميز عن غيرها من الجزر، ومن ناحية أخرى تعد لمسة جمالية تلفت انتباه السائح وستترك لديه صدى بأن القرية النوبية ذات طابع مميز، حيث تعد القرية النوبية مزارا سياحيا وأثريا لوجود منطقة أثرية بها هى جزيرة ومتحف إلفنتين.

وأشارت "صبحى"، إلى أن أغلب أهالى الجزيرة يعتمدون على سياحة الضيافة، موضحةً بأن البيوت النوبية فى الجزيرة تتكون من طابقين الطابق الأول يسكن فيه صاحب المنزل وأسرته أما الطابق الثانى فيقوم صاحب المنزل بتصميمه كنزل يضم ٣ أو ٤ غرف مجهزة لاستقبال وضيافة السائحين من مختلف أنحاء العالم لعدة أيام حسب برنامج السائح.