علاج كورونا وخطورة الحديث عنه

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

الكلام عن علاجات جديدة لفيروس كورونا المستجد ماهو إلا اجتهادات من شركات الأدوية، التي قطعا تبحث عن جنى مكاسب مادية وتسويقية، بل سياسية، فالشركة التى ستنجح فى تصنيع الدواء ستعطى قوة هائلة للدولة التي تنتمى لها، سواء كانت فرنسا أو ألمانيا أو أمريكا أو أى دولة فى العالم، إلا أن ما يثار الآن عن العلاج ببعض أدوية الملاريا أو الأنفلونزا ماهو إلا اجتهادات، لا يمكن تعميمها أو تطبيقها بشكل قاطع فى كل الحالات، فالأدوية الآمنة تحتاج إلى فترات اختبار ومتابعة.

الخطورة في حديث وسائل الإعلام عن علاجات وأدوية جديدة لفيروس كورونا المستجد أن يتم استغلال هذه الأدوية بصورة خاطئة سواء من الأطباء أو الجماهير، فقد يتم وصف تلك الأدوية دون دراية، أو يتم تعامل الناس معها باعتبارها المنقذ ويبدأوا فى سحبها من الصيدليات كما فعلوا مع السلع الغذائية، وهذا أكثر خطورة وأشد كارثية، فالسلع الغذائية استخدامها معروف ومعلوم، بينما الدواء يتم وصفه بجرعات محددة ولحالات بعينها، وإذا تم الإسراف فى تناوله قد يكون كارثة تقود صاحبها إلى الهلاك الحتمى.

المواثيق الإعلامية وضوابط العمل الصحفى تمنع الترويج للأدوية الجديدة انطلاقا من أن الدواء ليس مجرد سلعة يمكن للمواطن الحصول عليها بمجرد الوصول إلى الصيدلية أو مكان صرف الدواء، لكنه فى الأصل مركب كيميائى يخضع لعشرات المعايير والبروتوكولات الفنية، ولا يمكن أن ننصح الجماهير باستعمال دواء دون مراجعة الأطباء، حتى لو كان هذا الدواء يعالج الصداع أو نزلات البرد، فما يصلح مع المريض العادى الذى يعانى من الانفلونزا، لا يصلح مع مريض الضغط الذى يعانى من الأنفلونزا، فلكل حالة بروتوكول معين فى العلاج، بل مرض الضغط نفسه يوجد له عدد كبير من العلاجات التى تعمل بصورة مختلفة، وقد يزيد عددها عن 40 نوعا.

كورونا فيروس ليس له علاج حتى الآن، وهذا لا يعود لتخلف العلم أو تراجع مستويات البحث، بل أساسه أن العالم يبحث فى اتجاه العلاج الآمن المختبر المجرب الفعال، فلا يمكن أن يتم تقديم علاج لا نعرف نتائجه أو أعراضه الجانبية وتأثيره على الصحة العامة وعلاقته بالأمراض المزمنة المختلفة، وهذا ما يجعل اختبار علاج أو دواء لفيروس كورونا أمر معقد ويحتاج إلى تجربة وبحث، فالأمور لا تسير دائما على طريقة الأفلام الأمريكية، التى تصور أن لكل مرض مصل، بل أعقد من ذلك بكثير وتخضع لإجراءات فنية متخصصة، لذلك علينا الانتظار حتى يتمكن العلم من إتاحة الدواء المناسب للفيروس الجديد.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تصعيد متعدد الجبهات بسوريا.. توغلات إسرائيلية واشتباكات شمالا وجنوبا.. فيديو

دينا الحسيني تكتب: من اعتقال ميدو إلى حماية الإرهابيين.. لندن عاصمة الإخوان الآمنة.. بريطانيا والجماعة الإرهابية تاريخ من الحماية والتواطؤ

النيابة العامة تتصدى لجرائم قتل الحيوانات.. الحبس مع الشغل أبرز العقوبات

كشف ملابسات فيديو يظهر التعدي على لص بالجيزة

وزير الخارجية: نتابع باهتمام بالغ تطورات القبض على المواطن أحمد عبد القادر


محافظ القاهرة يوجه بإزالة السلاسل الحديدية المستخدمة لحجز أماكن انتظار السيارات

جدول ترتيب الدورى المصرى قبل مباراة الزمالك وفاركو.. بتروجت يتصدر مؤقتا

ترتيب الدوري الإنجليزي بعد هزيمة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

مقتل مدمن مخدرات أثناء محاولة جيرانه نقله لمركز لعلاج الإدمان فى الوراق

مصطفى فتحى يواصل الغياب عن بيراميدز أمام الأهلى بالدورى


الهيئة الوطنية للانتخابات تنتهى من استعدادات انتخابات النواب بعد جولة إعادة الشيوخ

مرشحة للكونجرس الأمريكى تحرق القرآن وتتعهد بـ"القضاء على الإسلام".. فيديو

متاح الآن.. رابط موقع التنسيق الإلكترونى لتسجيل الرغبات لطلاب تنسيق المرحلة الثالثة

الطب الشرعى يكشف مفاجأة فى قضية مقتل أب وأطفاله الستة على يد زوجته بالمنيا

8 لاعبين يسجلون غيابا عن الزمالك أمام فاركو الليلة

القبض على البطل المصرى أحمد عبدالقادر ميدو رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج

الأهلي يخطط لمنح عمر الساعي فرصة جديدة بعد نهاية الإعارة مع المصري

الصدارة تراود المصري فى مواجهة حرس الحدود بالدوري اليوم

باق 12 يوما على بدء العام الدراسي الجديد.. تعرف على التفاصيل

مسلسل أزمة ثقة.. مواعيد العرض والإعادة والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى