حكاية رضا وكاظم

هند أبو سليم
هند أبو سليم
بقلم هند أبو سليم
رضا.. كان أحلى واحد يعمل مساج للرأس بعد ما يغسل شعر الزبونة فى صالون صغير فى الزمالك.. وحين جاء ميعاد التجنيد طلبت منه المدام صاحبة الصالون أن يعلم أحد الصبية صنعة غسيل الشعر وتحديدا تدليك الرأس، لأنها كانت من أكثر الأشياء التى تطلبها زائرات الصالون ( و ما أدراك عزيزى الرجل بقدسية تدليك الرأس بعد غسله فى وسط زحام الزوج و الأولاد و المدارس و العمل و متطلبات المنزل، انه نعمة ننزل خصيصا لأجلها.. نوع من الممارسات السرية التى لا يعرف عنها شيء عالم الرجال). لكن رضا لم يبذل مجهوداً يذكر فى تعليم أحد، فهو أراد أن يتأكد انه لا أحد يستبدل مكانه حتى يعود من الجيش.
 
و قد كان، تأففت زائرات الصالون و حاولت صاحبته ان تجد آخرين من أجل غسل شعورهن ( و هذا الظاهر) ولكنها فشلت. حتى عاد رضا بعد عام، ووجد وظيفته فى انتظاره.
 
كاظم، إنه ذلك المثال لمصداقية التعامل فى العمل، وعدم رمى المسئوليات على الآخرين.. كان شخصاً، خدوماً معطاء، لا يبخل على أحد بمعلومة.. إلى أن استغله مديره المباشر كل الاستغلال المتعارف عليه، وكان يشير اليه بأصابع الاتهام عند الأخطاء وأخذ كل المدح منه عند الإنجازات. استيقظ كاظم على صدمة الاستغناء عنه فى العمل.
 
لم يغفر له كل تفانيه وعطاءه لعمله.... فالأهم: الصورة التى كان يرسمها مديره المباشر عنه لمن يعلوه... فمهنة البعض التشويه والاستغلال.
 
هؤلاء الطيبون المعطاؤون المتفانون... تنهك عقولهم وأرواحهم من دوامة التلاعب و الغش... وتكسر قلوبهم على صخور القسوة والاستغلال.... إنهم ذات البشر الذين ينصحون الجميع المع النصائح وهم لا يعرفون أن ينصحوا أنفسهم، لا يعلموا كيف يتغيروا ليصبحوا بشرا يتناسبون مع واقعنا البشع.
 
- إنهم ذلك الصديق الذى نجده عند الضيق فعلا، ظهراً و سنداً... دون مصالح.
- إنهم ذلك الزميل الذى يمتاز بالبساطة و التعاون و لا يضيع وقتاً فى ضغائن و لا مؤامرات.
- إنهم ذلك الابن الذى يراعى ظروف الحياة الصعبة فلا يحمل والديه أعباء فوق أعبائهم.
- إنهم ذلك الشريك الذى يتقاسم معنا الحياة بحلوها ومرها ولا يغادرنا فى الأزمات.
- إنهم عابر السبيل الذى يمر على حياتنا و تاركا علامة مضيئة لا يشعر بنورها الا نحن.
- إنهم الحبيب الذى يعطى و لا ينتظر ان يأخذ.
إنهم من أشار إليهم الشاعر هشام الجخ حين قال:
اللى زيك....
غششوا الناس الإجابة....
وسقطوا هما فى الامتحان.
 
إذ للأسف أصبح العطاء و التفانى و تحمل المسئولية عيباً يفتح الباب لأنواع بشعة من البشر.
فالطيبون الذين فى الأعلى على الأغلب لا يقع حظهم العاثر الا فى البشر اشباه التاليين: 
 
- فهناك الصديق الذى يبث كل همومه و طاقته السلبية لنا وفينا متى ما اراد ( و ده كتير) وحين نحتاج نحن الحديث لا نجد أذناً صاغية.
- وهناك الحبيب الذى يستغلنا ماديا و نفسيا و عاطفيا، و حين يمل و يجد شخصا آخر ...يرحل دون النظر إلى الوراء.
- وكذلك زملاء العمل الذين يستغلون أننا نحب مساعدة الآخرين .. فيرمون أعباء عملهم علينا مغلفين بكلمة شكر لزجة... و حين نحتاجهم يتحججون بالأعمال الكثيرة.
- أما شريك الحياة الذى يحملنا كل أعبائها بحجة اننا نتحمل و لنا القدرة، فيصبح اكثر اتكالية، و تصبح ظهورنا محنية بالمسئوليات... و حين نقع لا نجدهم بجانبنا.
- و هناك الأهل الذين يرمون كل أحمالهم على ابن واحد من أبنائهم، لمجرد أنه أثبت قدرته فى تحمل المسئولية، تاركين للآخرين مساحة فى حياتهم ليعيشوها دون النظر إلى حياته.
- وأيضاً من يعيش مع شريكه مستنزفا اياه على كل الأصعدة وهو خائن بكل ما للكلمة من معنى.
 
هذه القلوب الرائعة حين تهزم أمام جبروت وعنجهية البشر، تقفل قلوبها أمام الحب (عامة) وتنعزل .. تفقد الثقة فى الانسانية.. تفضل الابتعاد على تقبل الهزيمة مرة اخرى، فهذه الهزيمة.. تزلزل ارواحهم، و تغير موازين العدل بداخلهم.. هذه الهزيمة تفقدنا أناس لن نعرف روعتهم الا عند رحيلهم..
أعرف أناس هاموا على وجوهم بحثاً عن قلوبٍ كانت رائعة معهم وخسروها بجبروتهم ولا مبالاتهم .. و مازالوا يبحثون و قد شاب شعرهم.
 
أعزائى الكاظميون: 
قاوموا التيار، حافظوا على كاظم الذى بداخلكم... لا تقبلوا الهزيمة ... عودوا للحياة من جديد... افتحوا أذرعكم للحياة كل مرة... كل شيء تمر به حياتكم هو درس... و لتأخذوا الإيجابى من الدروس وتلقوا وراء ظهوركم كل ما هو مؤلم .. فيا أعزائى وعد الله بالجنة كان لقلوب الطيبين .. وقد يغفر الله كل الذنوب فى حقه تعالى، ولكنه لا يغفر ذنب عبد فى حق عبد.
 
أما انتم ( مش هاقول الرضائيون) علشان رضا كان غلبان مقارنة بكم: 
ابوكوا عل ابو اللى يعرفكوا.... يللا يكش تولعوا.
 
شكراً
 
آخر الكلام:
"علمتنى الدنيا، أن طعنة الظهر لا تعنى بالضرورة أنك فى المقدمة، بقدر ما تعنى أن اختيارك لحصن ظهرك.... كان خاطئاً."
شهرزاد.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر


الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

أبرز أرقام وبطولات إيفان راكيتيتش بعد اعتزاله كرة القدم

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة


سيدة تطالب زوجها بنفقة 50 ألف جنيه بعد شهر زواج بمصر الجديدة.. التفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوليس وجونزالو جارسيا في الصدارة.. الثنائي الأكثر تأثيرا بكأس العالم للأندية 2025

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

أوسيمين يوافق على الشروط الشخصية مع جالاتا سراى.. ونابولى يتمسك

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

مانشستر سيتي يواجه باليرمو وديا احتفالا بذكرى تأسيس النادي الإيطالي

بيان الاجتماع التنسيقي الثاني للقائمة الوطنية من أجل مصر بشأن انتخابات الشيوخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى