الفاتيكان يزيح الستار عن أرشيف البابا بيوس وعلاقته باليهود والنازية بعد 62 عاما

قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إنه سيتم فتح الأرشيف السرى للفاتيكان للمرة الأولى اليوم الاثنين، مما سيوفر للعلماء فرصة الإطلاع على الوثائق التى تلقى ضوء على الشخصية المثيرة للجدل للبابا بيوس الثاني عشر الذي اتهم بالفشل فى مساعدات انقاذ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وطالب العلماء والمجموعات اليهودية منذ عقود أن يتم فتح الأرشيف الذى يحتوى على ملايين المراسلات من البابا بيوس في الفترة من 1939 إلى 1958 لدراستها، وقال المستشار العام للمؤتمر اليهودي العالمي روزينزفاست: "إننا بحاجة إلى التعبير عن تقديرنا الهائل للبابا فرانسيس لقيامه بهذه الخطوة" حيث ينتظر الفاتيكان عادة 70 سنة بعد وفاة البابا قبل فتح الأرشيف للدراسة.

وجاء قرار البابا فرانسيس بالسماح بفتح أرشيف مراسلات البابا بيوس الثاني عشر مبكرا للمساعدة في توضيح النقاش حول موقف بيوس وقت الحرب، وقال فرانسيس في مارس الماضي عندما أعلن عن قراره بإتاحة الأرشيف: "الكنيسة ليست خائفة من التاريخ"، وأضاف أنه يأمل أن يتم تقييم الدبلوماسية الخفية والنشطة لبيوس الثاني عشر في ضوئها المناسب.

ووفقا للتقرير، ففى السنوات التى تلت الحرب مباشرة، أثنى زعماء العالم على بيوس الثاني عشر لكن سمعته بدأت تتدهور فى الستينيات عندما اتهمت مسرحية رولف هوخوث "النائب" البابا بالتزام الصمت فى مواجهة الإبادة النازية لليهود.

ووجه له الانتقاد مرة آخرى حيث شبهته أحد الأعمال المسرحية لجون كورنويل في عام 1999 بهتلر، و "Under His Very Windows" للمخرج سوزان زوكوتي فى عام 2000.

وفى شهر يناير من هذا العام، عرض مهرجان ميامي اليهودي للسينما فيلمًا وثائقيًا بعنوان "الصمت المقدس" تساءل أيضًا عما إذا كان بيوس الثاني عشر فعل ما يكفى للمساعدة فى إنقاذ اليهود من الهولوكوست.

ومن جانبه، قال يوهان إيكس أحد مسؤولي المحفوظات في الفاتيكان إن الاتهامات الموجهة ضد بيوس الثاني عشر لا أساس لها من الصحة، موضحا "لم يقف البابا صامتا، كل كهنة وسط وشمال أوروبا لم يفعلوا شيئا سوى محاولة انقاذ الجميع يهود او غيرهم"

ومن المقرر أن يتم السماح للعلماء بالدخول إلى أرشيف الفاتيكان بدءا من اليوم الموافق 2 مارس لدراسة الملفات، ويقول ايكس إن العلماء من جميع الدول والأديان مرحب بهم للاطلاع على الارشيف طالما درسوا قليلاً فى الجامعة لمعرفة ما الذى يتعاملون معه وستكون مجموعة من العلماء اليهود من متحف المحرقة بالولايات المتحدة من بين أولئك الذين يدرسون الأوراق.