واقع سميرة سعيد الملهم وواقعنا المجنون

قدرة سميرة علي الغوص في أعماق النفوس البشرية والبحث عن معاني جديدة وكلمات لم تقدم من قبل وحدوتة تلمس واقعنا هو واحد من أبرز ما يميز سميرة سعيد علي المستوي الفني والانساني وتعتبر سميرة هي واحدة من أهم النجمات ممن غنين للانسانية بمفهومها الواسع ومضمونها الذي لا تعرف له لو نوع أو جنس فما سبق وقدمته سميرة من اغاني للانسانية لايمكن أن ينسب أو يعبر فقط عن المصريين أو العرب بشكل عام وإنما تجد مضمون ما تقدمه يحممل الصبغة العالمية وهو ما يندرج تحته أغنيتها الأخيرة واقع مجنون هو بالفعل كذلك ليس فقط في اوطانا العربية وإنما في العالم أجمع.

 

لان سميرة أو الديفا سميرة سعيد كما يلقبها جمهورها تسعي دوما أن تقدم رسائل نبيلة خاصة في أعمالها التي تقدمها بعيد عن قصص الحب والرمانسية فهي كانت جاهزة بأغنية واقع مجنون وكأن الأغنية اختارتها لتصف الحالة التي يعيش فيها العالم من واقع تخطي الجنون بمراحل فكل من كان يتحدث عن مستقبل العالم لم يكن لديه اي ضمانة بإن هذا ما كان سيحدث أو ما كان ينتظره العالم ليحدث فالكل كان يآمل في مستقبل أفضل وحياة مختلفة ومزيد من السلام والاستقرار ليأتي فيروس كورونا ويضع العالم كله في مكانته الحقيقية ويعرف كل دولة حجمها وكأنه صفعة لكل من خيلت له نفسه كدولة أنها أكبر من كل شئ وأنه لا يقدر عليه أحد ليأتي فيروس جديد يبدل الاحوال، وتتساوي فيه كل الدول وتتشارك في نفس المأساة.

 

يحسب للديفا سميرة سعيد دقتها في اختيار كلمات أغانيها حيث وفقت تماما في اختيار كلمات أغنيتها بتوقيع بهاء الدين محمد واحد من عباقرة الكلمة ممن يعيشون بيننا وفريق عمل الاغنية ألحان أشرف سالم وتوزيع محمد عرام والمخرج نضال هاني، فرغم واقعية الكلمات وصدق معانيها وملامستها مع واقع نعيش فيه إلا أن الأغنية تحمل الكثير من الالهام والتفاؤل فالأغنية تنتصر للحلم والامل في مستقبل أفضل وحياة أكثر انسانية حياة كالحياة وهي الاغنية التي كانت جاهزة في نوفمبر ٢٠١٩  لكنها كتبت وسجلت وكأن لها نصيب ان تعبر عما نعيشه الان من واقع مجنون ويزداد جنونه يوما بعد يوم.

 

من أهم ما يميز كليب واقع مجنون من اخراج نضال هاني هو انه جعل قضية الكليب هي النجم وليس اي شئ اخر فسميرة لم تظهر سوي في لقطة لثواني وباقي الكليب كان علي وجوه أشخاص حقيقيون يعيشون بيننا من مختلف الاعمار والخلفيات الثقافية وتظهر علي ملامحهم كل المعاني التي تقدمها الديفا في الأغنية.