قرأت لك.." الفيلم الوثائقى" متى بدأ وما معناه؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

نقرأ معا كتاب "الفيلم الوثائقى: مقدمة قصيرة جدًّا" باتريشيا أوفدرهايدى، ترجمة شيماء طه الريدى،  مراجعة هاني فتحى سليمان، والصادر عن مؤسسة هنداوي.

في هذا الكتاب الموجز المكتوب بلغة واضحة، تصحب باتريشيا أوفدرهايدي القراء فى رحلة عبر المسارات المتنوعة لتاريخ الفيلم الثقافى، وتطلعهم على النقاشات الحية، العنيفة دائمًا، الدائرة بين صناع السينما والباحثين بشأن السبل المُثلى لتجسيد الواقع ورواية الحقائق التي تستحق الحكي.

الفيلم الوثائقي
 

وبعد أن تلقى أوفدرهايدي نظرة عامة على القضايا المحورية لصناعة الأفلام الوثائقية — كتعريفاتها وأغراضها وأشكالها ومؤسسيها — تركز على العديد من أنوع الفيلم الوثائقي الفرعية، ومن ضمنها أفلام الشئون العامة، والدعاية الحكومية (خاصة الأعمال المنتجة خلال الحرب العالمية الثانية)، والأفلام الوثائقية التاريخية، وأفلام الطبيعة.

وملحق بالكتاب قائمة بمائة فيلم وثائقي رائع ينبغي على كل مهتم بهذا المجال ألا تفوته مشاهدتها.

تقول المؤلفة:

إن مادة الكتاب ليست مستقاة من المعرفة العلمية فحسب، ولكن من خبرتى كناقدة أفلام على مدى أربعة عقود، فإنها تعكس اهتماماتى ومواطن القصور لدى، وأنا متحيزة للأفلام الوثائقية الطويلة وأعمال صناع الأفلام المستقلين.

 

وتتابع، نبع انجذابى للأفلام الوثائقية في الأساس من وعدٍ جذب الكثير من صناع الأفلام لذلك الشكل الفنى، ذلك الوعد الذى وصفه المحرر والناقد البارز داى فون، في مقالة عن التهديد الذي تمثله المعالجة الرقمية للفيلم الوثائقى، بأنه "الإحساس الداخلى بأنه لو أتيح للناس أن يشاهدوا بحرية، لشاهدوا بإخلاص، ناظرين إلى عالمهم بأنه قابل للتدقيق والتقييم، وأنه على القدر نفسه من المطاوعة والمرونة التي يتسم بها الفيلم"، وقد وجدت الإلهام فى أعمال المخرجين أمثال ليز بلانك، وهنرى هامبتون، وبيريو هونكاسالو، وباربرا كوبل، وكيم لونجينوتو، ومارسيل أوفيلس، وجوردون كوين، وأجنس فاردا.

 

بدأت الأفلام الوثائقية فى السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر بعرض باكورة الأفلام من هذا النوع، والفيلم الوثائقى له أشكال عدةـ، فمن الممكن أن تكون رحلة عبر بلدان وأساليب معيشية غريبة، كما في فيلم "نانوك ابن الشمال"  1922، ويمكن أن تكون قصيدة مرئية كقصيدة جوريس إيفينز «المطر» 1929، وهي قصة تدور حول يوم ممطر، يصاحبها موسيقى كلاسيكية كخلفية، تعكس فيها العاصفة أصداء البنية الموسيقية، ويمكن أن تكون عملًا فنيًّا للدعاية، فقد أخرج المخرج الروسي دزيجا فيرتوف — الذي صرح بأسلوب حماسي بأن السينما الروائية مسممة وهالكة، وأن المستقبل للأفلام الوثائقية — فيلم "الرجل ذو الكاميرا السينمائية" 1929 كدعاية لنظام سياسي ونوع من الأفلام.

 

فما الفيلم الوثائقي؟ إحدى الإجابات السهلة والتقليدية لهذا السؤال هي: ليس فيلمًا سينمائيًّا، أو على الأقل ليس فيلمًا سينمائيًّا بالمعنى الذي ينطبق على فيلم «حرب النجوم»، إلا عندما يكون فيلمًا ذا صبغة درامية، مثل فيلم «فهرنهايت ٩ / ١١» (٢٠٠٤)، الذي حطم جميع الأرقام القياسية للأفلام الوثائقية. وإحدى الإجابات الأخرى السهلة والشائعة هي: فيلم يخلو من الهزل، فيلم جاد، يحاول أن يعلمك شيئًا ما، ما لم يكن من نوعية الأفلام التي على شاكلة فيلم ستاسي بيرالتا «العمالقة الراكبون» (٢٠٠٤)، الذي يأخذك في رحلة مثيرة عبر تاريخ التزلج على الماء. فالعديد من الأفلام الوثائقية أعدت بدهاء بهدف واضح هو الإمتاع. والحق أن معظم صناع الأفلام الوثائقية يعتبرون أنفسهم قاصِّين، لا صحفيين.

وربما تكون إحدى الإجابات البسيطة: فيلم عن الحياة الواقعية. وتلك هي المشكلة تحديدًا: فالأفلام الوثائقية تدور «حول» الحياة الواقعية، لكنها ليست حياة واقعية، بل إنها ليست حتى نوافذ على الحياة الواقعية، إنها لوحات للحياة الواقعية تستخدم الواقع كمادة خام لها، ويعدها فنانون وتقنيون يتخذون قرارات لا حصر لها بشأن اختيار القصة، ولمن ستروى، والهدف منها.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وحدات إلكترونية لتسهيل تراخيص المركبات وحل زحام منافذ التراخيص.. التفاصيل

المقاولون العرب يستضيف حرس الحدود بحثا عن الفوز الأول في الدورى

بعد إعدام المتهمين.. ننشر حكم إعدام قتلة المذيعة شيماء جمال

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الخميس 21-8-2025

محمد صلاح ينافس على عرش ملوك المساهمات التهديفية فى دوريات أوروبا 2025


عبده زكى يكتب: اليوم السابع فى ضمائرنا ووطن يسكننا.. قاد قاطرة الصحافة الإلكترونية وأدخل مصر سباق المنافسة العالمية.. ملتزمون بتطبيق دستور الصدق والحياد والأمانة.. وخلق جيل من الصحفيين يفضل التعب لخدمة القراء

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

اعرف مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الخميس 21-8-2025

مواعيد مباريات اليوم الخميس 21 - 8 – 2025 والقنوات الناقلة


ميسارفوت.. حركة يقودها مراهقون إسرائيليون لرفض حرب نتنياهو ضد غزة.. اندبندنت: تزايد أعداد الشباب الرافضين للتجنيد العسكرى.. يؤكدون: لن نلتحق بجيش يرتكب إبادة جماعية.. وفرار 100 ألف جندى.. وأهالى الرهائن يصعدون

الصحة: 125 مليون شخص حول العالم يتأثرون نفسيا وجسديا لإصابتهم بالصدفية

وفاة القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو عن 88 عاما بسرطان البنكرياس

"صحة لبنان": 4 جرحى في غارة إسرائيلية على بلدة الحوش بجنوب لبنانور

مصطفى العش يدخل حسابات ريبيرو للمشاركة أساسيا أمام المحلة

اسم مطار برج العرب يتغير إلى الإسكندرية الدولى 4 سبتمبر.. مركز رئيسى على خارطة السفر الدولية.. زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 6 ملايين راكب سنويا.. واستخدام الطاقة الشمسية ليصبح أول مطار صديق للبيئة.. صور

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

عقوبات إضافية أمريكية على أعضاء الجنائية الدولية بسبب قرارتها ضد أمريكيين وإسرائيليين

علماء: أحماض أوميجا الدهنية تحمي النساء من الزهايمر.. اعرفى مصادرها الغذائية

الكرملين: بوتين يطلع أردوغان بنتائج قمة ألاسكا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى