كورونا يجدد شباب الأرض.. الفيروس أثبت للعالم إمكانية التعاون الدولى لإنقاذ الكوكب من التلوث.. طبقة الأوزون تتعافى بسبب الإغلاق العالمى الكامل.. ودراسة ترصد تغيرات مناخية مبشرة بنصف الكرة الجنوبى

كوكب الأرض نظيف بفضل كورونا
كوكب الأرض نظيف بفضل كورونا
كتب محمد جمال

رغم آلاف الوفيات التى يسجلها فيروس كورونا يوميا على مستوى جميع دول العالم ، حيث أصاب الفيروس 600 ألف شخص ، بينهم 100 ألف حالة فى دولة واحدة حول العالم ليكون كورونا هو الفيروس الأكثر فتكا وشراسة على مستوى العالم، فإن الوباء ساهم بنسبة كبيرة فى إعادة الشباب لكوكب الأرض.

ففى إيطاليا وبالتحديد مدينة البندقية والتى تعتبر المدينة الأولى فى أوروبا التى طبقت نظام الحجر الصحي على السكان بسبب انتشار كورونا، تم اليوم ملاحظة أن الخطوة أتت بنتائج إيجابية على البيئة في المدينة، حيث أصبحت مياه قنوات المدينة نقية وشفافة، ولوحظت الأسماك الصغيرة بشكل أكثر بكثير مما كانت عليه سابقا، كما عادت البجع إلى القنوات مرة أخرى، وتم مشاهدة حتى الدلافين في القنوات الأمر الذي لم يشاهده سكان البندقية منذ 60 عامًا على الأقل.

ومع ذلك، يلاحظ المستخدمون أن مثل هذه التغييرات في الماء ترتبط بشكل أكبر بنقص حركة المرور الكثيفة عبر القنوات أكثر من تنقية المياه.

 

وأفادت وكالة الفضاء الأوروبية أنه في إيطاليا انخفضت درجة تلوث الهواء بعد إدخال الحجر الصحي الكلي وأصبحت ملحوظة بشكل خاص في شمال البلاد.

على أى حال، أصبحت إيطاليا مهجورة، ووفقًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن إيطاليا المهجورة أصبحت على أي حال مختلفة تماما وربما أنظف.

وفى الصين أثر فيروس كورونا المستجد بشكل كبير على الوضع البيئى فى الصين، حيث أفادت وزارة البيئة الصينية، بأن متوسط "أيام الهواء ذات الجودة العالية" ارتفع في شهر فبراير الماضى بنسبة 21.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضًا حادًا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وغياب غيوم الغاز والغبار فوق الصين، وساهم انخفاض إنتاج النفط والصلب، فضلاً عن انخفاض الرحلات الداخلية بنسبة 70٪ في خفض الانبعاثات. لكن أكبر قوة دافعة كانت الانخفاض الحاد في استخدام الفحم في الصين.

 

 

كما تحسنت نوعية الهواء في هونج كونج المجاورة، وانخفضت البيانات الأساسية عن تلوث الهواء بنحو الثلث من يناير إلى فبراير.

هذا ومن المتوقع أن يحقق نظام الحجر الصحى، الذي فرضته سلطات عدد من دول العالم في تحقيق تحسنًا مماثلًا فى البيئة فى المستقبل القريب.

أفادت دراسة حديثة بأن طبقة الأوزون مستمرة في التعافي ولديها قدرة على التعافي بشكل كامل، وبحسب ورقة علمية، نُشِرت فى مجلة Nature العلمية، أظهرت علامة على نجاح نادر فى عكس الضرر البيئى وتبين أن العمل العالمى المنسق يمكن أن يُحدث فارقا.

وتعد طبقة الأوزون هى درع واقٍ فى الغلاف الجوى الطبقى للأرض (الستراتوسفير) والتى تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية التى تصل إلينا من الشمس، وبدونها، يكون من المستحيل تقريبا لأى شيء أن يعيش على هذا الكوكب.

 

وتسبب الاستخدام البشرى لمركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) فى حدوث مثل هذا الضرر الذى يهدد الحياة لطبقة الأوزون، وفى عام 1987 اعتمدت معاهدة دولية تسمى "بروتوكول مونتريال" لحظرها.

 

وتقول مؤلفة الدراسة، أنتارا بانرجي، وهى زميل زائر للمعهد التعاونى لأبحاث العلوم البيئية (CIRES) فى جامعة كولورادو بولدر الأمريكية: "وجدنا علامات على تغيرات مناخية فى نصف الكرة الجنوبي، وتحديدا فى أنماط دوران الهواء".

الكرة الأرضية
الكرة الأرضية

 

وأضافت بانرجي، التى تعمل أيضا فى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى (NOAA) لصحيفة The Independent البريطانية: "كان التحدى هو إظهار أن أنماط دوران الهواء المتغيرة هذه ترجع إلى تقلص ثقب الأوزون بعد تنفيذ بروتوكول مونتريال".

 

وأوضحت بانرجى أن "التيار النفاث فى نصف الكرة الجنوبى يتحول تدريجيا نحو القطب الجنوبى فى العقود الأخيرة من القرن العشرين بسبب استنفاد الأوزون"، لافتة إلى أن:

 

"وجدت دراستنا أن الحركة توقفت منذ عام 2000 وربما تنعكس، وقد بدأ التوقف فى الحركة فى نفس الوقت الذى بدأ فيه ثقب الأوزون يتعافى".

 

وأشارت: "بدأت انبعاثات المواد المسؤولة عن ثقب الأوزون - مركبات الكربون الكلورية فلورية - فى الانخفاض بداية من عام 2000، بفضل بروتوكول مونتريال".

 

وقالت بانرجي: "ليس فقط الأوزون هو الذى يؤثر على التيار النفاث - ثانى أكسيد الكربون له تأثير أيضا، وما نراه هو أن هناك "شد الحبل" بين استرداد الأوزون، الذى يسحب التيار النفاث فى اتجاه واحد (إلى الشمال) وارتفاع ثانى أكسيد الكربون، الذى يسحب فى الاتجاه الآخر (إلى الجنوب)".

 

وأضافت: "نحن نرى وقفة فى التيار النفاث المتغير لأن هاتين القوتين فى حالة توازن حاليا. قد يتغير ذلك فى المستقبل عندما يتعافى الأوزون تماما ويستمر ثانى أكسيد الكربون فى دفعه جنوبا".

 

وتتباين تأثيرات هذا "الإيقاف المؤقت" فى أنماط الرياح المتغيرة، مما يعنى أن أجزاء من العالم ستتأثر بشكل مختلف.

 

ويعد بروتوكول مونتريال بشأن المواد التى تستنفد طبقة الأوزون هو معاهدة دولية تهدف لحماية طبقة الأوزون من خلال التخلص التدريجى من إنتاج عدد من المواد التى يعتقد أنها مسؤولة عن نضوب طبقة الأوزون، ووضعت المعاهدة للتوقيع فى 17 سبتمبر 1997، ودخلت حيز التنفيذ فى 7 يناير 1999، ومن المعتقد أنه إذا التزم بتطبيق الاتفاقية، فإن طبقة الأوزون ستتعافى بحلول عام 2050. نظرا لاعتمادها وتنفيذها على نطاق واسع. 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أبراج الحمام هواية ومصدر رزق..بنيت منذ سنوات بالقرى والمدن فى قنا واحتوت الحمام الجبلى والبلدى..البناء يستغرق شهور والشكل المقبب يحافظ على توازن الحرارة..أبو الوفا: هناك عادات موروثة لإبطال السحر بالحمام الجبلى

منتخب الناشئين يتوجه إلى السعودية للمشاركة فى كأس الخليج

"فظيعة فظاعة" أغنية جديدة تجمع حكيم وعمرو قطب بعد نجاح "يارب فرحنى"

قوات روسيا تحسن تموضعها التكتيكى على محاور منطقة العملية العسكرية الخاصة

الاحتلال يقتحم حى الإرسال بمدينة رام الله


المقاولون العرب يواصل استعداداته لمواجهة حرس الحدود فى الدوري

حكاية متحف بدأ بتبرع للمقتنيات ومقره بالإسكندرية ليصبح أيقونة للثقافة والفنون منذ عشرات السنين.. متحف محمود سعيد قصته بدأت فى 119 سنة بعدما وهب فنان ألمانى أعماله للمتحف.. وهذه قصة توقفه فى الستينات

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة

محاكمة المتهمين بسرقة طالب بالإكراه فى حدائق القبة اليوم

ماكرون: لا سلام دون توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا


زى النهارده.. الجوهري يقود الأهلي للتتويج بكأس مصر أمام الإسماعيلى

رحلة بين الجسور الأسطورية والأكثر خطورة.. الأطول والأغرب على وجه الأرض.. جسر الزجاج بالصين وميسينا بإيطاليا.. تريفت السويسرى مثير للرعب.. وجسر كيسواتشاكا ببيرو مصنوع من سيقان النباتات

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أنشيلوتى يستبعد فينيسيوس ويعيد رودريجو وميليتاو إلى قائمة البرازيل

البكالوريا التعليمية.. تفاصيل شهادة جديدة معادلة للثانوية العامة

ما بين الطمأنينة والقلق.. تطورات الحالة الصحية للمطربة أنغام

وزير الخارجية لمذيعة CNN من معبر رفح: التهجير خط أحمر ولن نسمح بحدوثه

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

السيطرة على حريق نشب فى عربة ترام الرمل بالإسكندرية

ظهور أول لـ ماستانتونو فى قائمة الريال لمواجهة أوساسونا.. وغياب بيلينجهام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى